عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم
تاريخ الاضافة 2011-09-13 05:50:38
المقال مترجم الى
Français   
المشاهدات 1521
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
Français   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 

عبادة الله وحده

 نقل محمّد صلى الله عليه وسلم البشر - بوحي الله إليه - من عبودية البشر والخضوع لهم إلى عبودية الله وحده لا شريك له فأصبح الإنسان حرّاً من عبودية غير الله تعالى وهذا أعظم تكريم للإنسان.

فقد كان الوضع السائد قبل بعثة النبي محمّد صلى الله عليه وسلم هو النظام الطبقي على أساس قبلي ونفوذ مالي، وعلى أساس سادة وعبيد، فالأغنياء والزعماء سادة متبوعون ومتنفّذون، والفقراء والملوّنون (وهم السّود غالباً) عبيد أتباع خاضعون.فكان العبيد لا يختلفون عن المتاع المادي الذي يمتلكه الإنسان بيعاً وشراءً وهبةً وغيرها من صور التعامل، مع الغياب التام للشعور الإنساني في التفريق بين الأمّ وابنها، والأب وابنه، والزوجة وزوجها، ببيع أو شراء أو هبة!

وكانت الوثنية تضرب أطنابها من خلال عبادة الأصنام والأشجار والأحجار والتقرب إليها.

 

 

وكان السادة المتنفّذون يفرضون أعرافاً وأوضاعاً هي أقرب إلى التشريعات، يلزمون بها الناس ويخضعونهم لسلطانها. فنازعوا الإله المعبود ا لحقّ في سلطانه وألوهيته التي تستوجب أن يكون العباد كلهم: أبيضهم وأسودهم، غنيّهم وفقيرهم،  عريق النسب فيهم والمولى.. كلهم خاضعين لسلطان الله وحكمه وحده؛ ولهذا أرسل الله نبيه محمّداً صلى الله عليه وسلّم برسالة الإسلام التي شعارها : لا إله إلا الله محمّد رسول الله.

 

 

فدعا صلى الله عليه وسلم الناس إلى الإقرار بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته، وتفرّده باستحقاق العبادة والطاعة المطلقة له وحده دون سواه - معه أو من دونه-؛ قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" [الحج:73].

 

 

وقد عبّر أحد أ صحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم  عن النقلة التي نقل بها الإسلام حياة العرب من الذل والعبودية إلى العزة والكرامة، وكيف خرجوا من ظلمات العبادة والخضوع للأشخاص إلى عبادة الله وحده التي بها شعروا باتساع الدنيا وفسحتها في ظل التوحيد لله وعبادته وحده دون سواه ، يقول في ذلك ربعي بن عامر مخاطباً أحد عظماء الفرس: «الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام». [ابن كثير: البداية والنهاية 7/39].

 

 

يقول الفرنسي الذي اعتنق الإسلام في الجزائرإتيين (نصر الدين فيما بعد) دينيه في كتابه : "محمد رسول الله" إذ يتحدث عن ميزات الرسالة وعالميتها ودورها الممكن في المستقبل يقول : « وهناك شيء مهم ، وهو انتفاء الواسطة بين العبد وربه ، وهذا هو الذي وجده أهل العقول العملية في الإسلام ، لخلوه من الأسرار وعبادة القديسين ، ولا حاجة به إلى الهياكل والمعابد لأن الأرض كلها مسجد لله ، وفوق ذلك قد يجد بعض أهل مذهب الاعتقاد بالله دون  غيره من العصريين المتحيزين في التعبير عما عاج نفوسهم من التطلع ، قد يجدون  في الإسلام المذهب النقي للاعتقاد بالله ،  فيجدون  فيه أبدع وأسمي أعمال العبادة ، وما يمكن أن يتخيله من معنى ألفاظ الدعاء..» [محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم362-363].








Bookmark and Share


أضف تعليق