عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم القرآن المعجز _ دكتور جاري ميلر
تاريخ الاضافة 2010-09-07 09:45:13
المقال مترجم الى
English    Español   
المشاهدات 3501
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Español   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

الدليل على الأصالة :

 

لابد من التأكيد هنا على أن القرآن يحتوى على أشياء كثيرة كثيرة جدا من الدقة بمكان ، ولكن ليس كل كتاب دقيق يعنى أنه موحى به من عند الله . الدقة هى أحد المعايير بأن الكتاب من الوحى . فمثلا كتاب دليل التليفونات دقيق ولكنه ليس وحيا . المشكلة الحقيقية هى أن تبحث عن برهان مقنع عن مصدر القرآن الكريم ، ولا يمكن لأحد أن ينكر ببساطة أصالته دون دليل ، إذا أمكن لأحد أن يجد خطأ فيه ( ولن يستطيع ) فله حينئذ أن ينكر تلك الأصالة ، وهذا ما يشجع عليه القرآن قارئه .

 

بعد إحدى محاضراتى فى جنوب إفريقيا جاءنى رجل غاضب لما ذكرته فى المحاضرة قائلا لى " أنا سأسهر الليل اليوم وآتيك بما يدحض ما جاء بالقرآن " قلت له على الفور " أهنئك " . ما ذكرته أنت هو الإجراء الصحيح . وبهذه الطريقة أنصح أن تقابلوا بها المعاندين ، فهذا نفسه ما دعى إليه القرآن الكريم " اذهب وأبحث " ، وبعد أن تقبل التحدى ويثبت لك صحة أن القرآن وحى من الله سبحانه وتعالى ستعود من الخاضعين لعظمته والمقبلين عليه . " مداخلة : وهذا بالضبط ما حدث لكثير من القساوسة الذين درسوا القرآن الكريم ليهاجموه فأسلموا " .

 

واحدى القواعد الأساسية التى لا تكرر وتتعلق بأصالة القرآن ، أن عدم قدرة أحد على فهم إحدى الظواهر لا يعنى قبوله لشرح أحد غيره لها . وبالتحديد فإن لم يستطع شخص أن يفسر ظاهرة ما فليس معنى هذا أن يقبل تفسير الآخرين . وبالتالى فرفضه هذا لتفسير الآخر يعيد المسئولية على عاتقه هو للبحث عن تفسير يقنعه . هذه النظرية العامة تنطبق على مفاهيم كثيرة فى حياتنا ، كما تنطبق بشكل رائع على تحديات القرآن الكريم فهى تشكل صعوبة كبرى على من يقول " لا أعتقد هذا " . فبمجرد رفضه للآخرين عادت المسئولية عليه ليجد التفسير الصحيح بنفسه .

 

فى الحقيقة هناك آية فى القرآن أرى أنه أسئ ترجمتها باللغة الإنجليزية ، يذكر فيها الله سبحانه وتعالى أولئكم الذين يستمعون الحق يبين لهم ، وتنص على أنه نسى الواجب عليه حينما يسمع ما يقال له للتأكد من صدقه . ( مداخلة : أعتقد أنه يشير إلى هذه الآية من سورة الكهف " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً {57} " ) فيكون الإنسان مذنبا حينما يسمع الحق ولا يعيره التفاتا ليثبت لنفسه أنه الحق . فعلى المرء أن يبحث فيما يقال له من معلومات فيغربلها ليلقى بما يتبين له أنه غير سليم ويستفيد بما هو سليم إما فى التو أو فيما بعد .

 

لا يصح أن تبقى الأفكار تضطرب فى ذهن المرء . لابد لها أن توضع فى الموقع الصحيح . وكمثل على هذا ، فالأمور التى تضطرب فى الذهن لابد من التمايز بينها لمعرفة هل هى أقرب للحق أم للباطل ، ولكن إذا عرضت أمامه كل الحقائق فعليه أن يقرر بحزم أين يقف هو ؟؟؟ وحتى إذا لم يكن إيجابيا حول أصالة الموضوع ، فمن المفروض عليه أن يستمر فى بحثه ويعترف أنه مازال غير متأكد من المعلومات . وبالرغم من أن هذه النقطة الأخيرة قد تظهر بأنها تافهة ، فى الواقع ، إلا أنه من المفيد الوصول إلى خاتمة إيجابية فيما بعد ، بمعنى أن ذلك يحث المرء على الأقل ... معرفة حاله ، البحث المتواصل أو مراجعة الحقائق .

 

هذا التفاعل مع المعلومات تعطى له " دافعا " حينما تظهر اكتشافات مستقبلية أو معلومات إضافية. الشئ المهم أن يتعامل المرء مع الحقائق ولا يهملها أو يتغاضى عنها .

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق