الترهيب والترغيب من العوامل الأساسية لتنمية السلوك وتهذيب الأخلاق وتعزيز القيم الاجتماعية ([1]).
ويمثل دوراً مهماً وضرورياً في المرحلة ا لأولى من حياة الطفل لأن الأعمال التي يقوم بها لأول مرة شاقة تحتاج إلى حافز يدفعه إلى القيام بها حتى تصبح سهلة ([2]) كما أن الترغيب يعلّمه عادات وسلوكيات تستمر معه ويصعب عليه تركها.
والترغيب نوعان: معنوي ومادي، ولكلٍّ درجاته فابتسامة الرضا والقبول، والتقبيل والضم والثناء وكافة الأعمال التي تُبهج الطفل هي ترغيب في العمل.
ويرى بعض التربويين أن تقديم الإثابة المعنوية على المادية أولى؛ حتى نرتقي بالطفل عن حب المادة ([3]) وبعضهم يرى أن تكون الإثابة من جنس العمل؛ فإن كان العمل مادياً نكافئه مادياً والعكس ([4]).
* وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربي نجاحه ومنها:
* أن يكون الترغيب خطوة أولى يتدرج الطفل بعدها إلى الترغيب فيما عند الله من ثواب دنيوي وأخروي، فمثلاً يرغب الطفل في حسن الخُلق بالمكافأة ثم يقال له أحسن خلقك لأجل أن يحبك والدك وأمك، ثم يقال ليحبك الله ويرضى عنك، وهذا التدرج يناسب عقلية الطفل ([5]).
* أن لا تتحول المكافأة إلى شرط للعمل، ويتحقق ذلك بأن لا يثاب الطفل على عمل واجب كأكله وطعامه أو ترتيبه غرفته، بل تقتصر المكافأة على السلوك الجديد الصحيح ([6]) وأن تكون المكافأة دون وعد مسبق، لأن الوعد المسبق إذا كثر أصبح شرطاً للقيام بالعمل.
* أن تكون بعد العمل مباشرة ([7]) في مرحلة الطفولة المبكرة، وإنجاز الوعد حتى لا يتعلم الكذب وإخلاف الوعد، وفي المرحلة المتأخرة يحسن أن نؤخر المكافأة بعد وعده ليتعلم العمل للآخرة ولأنه ينسى تعب العمل فيفرح بالمكافأة.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: الثواب والعقاب، أحمد علي بديوي، ص 61.
([2]) انظر: منهج التربية الإسلامية، محمد قطب: ص 374.
([3]) انظر: الثواب والعقاب، أحمد علي بديوي، ص 62- 65.
([4]) انظر: أخطاء شائعة، أم حسان الحلو، ص 64.
([5]) انظر: منهج التربية الإسلامية، محمد قطب: ص 377- 378.
([6]) انظر: الثواب والعقاب، أحمد علي بديوي، ص 61- 62.
([7]) انظر: أخطاء تربوية شائعة، أم حسان الحلو، ص 67، والمشكلات السلوكية، نبيه الغبره ص 13.