عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم كيف نربي أطفالنا
الكاتب ليلى بنت عبد الرحمن الجريبة
تاريخ الاضافة 2010-01-05 03:42:08
المقال مترجم الى
English    Español    Indonesia    Русский   
المشاهدات 11626
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Español    Indonesia    Русский   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


للمسجد والمدرسة دور تربوي فعال إذا تم التعاون بينهما ولم يظهر التناقض، وهناك وسائل تعين المسجد على أداء رسالته منها:

(1) أن يلمس الطفل من المربي محبة المساجد وتعظيمها ([1]). فإذا سمع الأذان أنصت أهل البيت ورددوا معه وأمروا الطفل بتقليده، فعند ذلك ينتبه الطفل لهذا الصوت المتكرر، ويقترن بالصلاة لأنه يرى مبادرة أهل البيت إلى الصلاة، ويصير الأذان بذلك منبهاً نفسياً للصلاة يعيش في ضمير الطفل. ويحسن بالأم أن تُلفت نظر الطفل إلى شكل المسجد وتريه صورته وترسمها معه، وتخبره أنه إذا كَبُر ذهب إلى المسجد للصلاة، وعلى الأب أن يذكر فضل المساجد وثواب المصلين فيها، ويمدح المحافظين على صلاة الجماعة من أهل البيت أو الجيران والمعارف ([2]).

(2) أن يصحب والده إذا أحب ذلك وبعد أن يكون قد تعلم آداب قضاء الحاجة ([3]) وإن أحدث شَغَباً فلا يمنع من الحضور، بل يُعَلّم ويوجَّه.

(3) أن يؤمر بالصلاة إذا مَيَّز، ويطالبه المربي بالصلاة مع الجماعة، ويأمره بما تصح به الصلاة من طهارة وستر عورة وطمأنينة وغير ذلك مما يكون شرطاً لصحة الصلاة ([4

(4) أن يُعَامَلَ الطفل معاملة حسنة من أهله وإمام المسجد ومؤذنه ومن المصلين، وإذا رأوا شيئاً ينكرونه من الحركات فعليهم أن يغضوا أبصارهم ويعلموه برفق ولين، كما يجب عليهم التلطف له والتبسم في وجهه ([5]) والثناء عليه والسؤال عنه والسلام عليه وإهداؤه الهدايا، وإذا حضر مبكراً فلا ينبغي تأخيره عن مكانه ولو كان في الصف الأول. وفي ذلك فوائدٌ منها: أنه إذا أخِّر إلى الصفوف الأخيرة اجتمع الأطفال فكثر العبث وشوشوا على من حولهم ([6]) كما أنه يتعلم السنن الشرعية من مجاورته للكبار، ويحس بالكرامة والعزة والاحترام لوجوده بينهم

(5) أن يُلحق بحلق تحفيظ القرآن لتتوثق علاقته بالمسجد وبأهل الحي وليتعرف على رفقة صالحة، وليُشغل وقت العصر، الذي يضيع في اللعب في الشوارع أو مشاهدة التلفاز.

(6) أن يأخذه والده لحضور الدروس والمحاضرات المقامة في المسجد.

* دور المدرسة التربية:

وأما المدرسة فلها اليوم دور أكبر من دور المسجد، وتعد المؤسسة التربوية الثانية، لأنها تحتوي الطفل مدةً أطول، وتتيح له فرصة الحصول على أقران.

* وتكمن أهمية المدرسة في ثلاثة جوانب:

أ- البناء الاجتماعي: يتساوى الطلاب في المدرسة ولا يتميز أحد منهم إلا بالتفوق العلمي أو الأخلاقي أو كليهما ([7]) وبهذا يجد الطفل المنبوذ في أسرته ترحيباً في المدرسة وفرصةً لاكتساب التفوق لتظهر له شخصية محبوبة لم تظهر له في أسرته، كما أنه يندمج في مجموعة من أترابه تختلف شخصياتهم فيتعلم مبادئ التعامل واحترام الآخرين ومراعاة مصلحة الجماعة، هذا إضافة إلى الانضباط الذي يتعلمه من خلال اللعب الجماعي والأنشطة المدرسية، وتظهر فيهم شخصيات قيادية ذات قدرة على تحمل المسؤولية.

ب- البناء الأخلاقي: تقوم المدرسة بدور فعال في بناء الأخلاق إذا اختار المربي مدرسةً فيها مدرسون أتقياء وأمناء ملتزمون بالشرع ([8]) وتضم كذلك قرناء صالحين.

ويجب أن تتوحد أو تتقارب التوجيهات الأخلاقية التي تهتم بها الأسرة والمدرسة وإذا عرف المربي أن المدرسة تزرع العادات الحسنة فعليه أن يدعمها، أما إن كانت تلك العادات سيئة فيجب أن يتصل بالمدرسة وأن يحاول إقناع ولده بأن البشر كلهم عرضة للخطأ، ويقنعه بسوء هذه العادة وقبحها، كما يجب على المربي أن يسأل عن أخلاقيات ولده وسلوكه في المدرسة.

ج- الإعداد الوظيفي: ليس المقصود بالإعداد الوظيفي تأهيل الطفل لممارسة مهنة تنفعه وتنفع أمته، بل يتسع المفهوم ليشمل تأهيل المرأة لتكون زوجة وأمّاً قبل كل شيء، وتأهيل الذكر ليكون عضواً صالحاً في المجتمع وأباً مسئولاً وصاحب مهنة شريفة. والذي نفتقده إعداد المرأة لحياة الزوجية والأمومة، وكل الدول عادةً توحّد المناهج بين الذكور والإناث عدا بعضها، إذ تُخصص لذلك مادة بمعدل حصتين في الأسبوع للتدبير المنزلي والتربية الفنية، ولذا يقترح بعض المربين توسيع هذه المادة مقابل تقليص بعض المواد التي لا تحتاجها المرأة ([9]) وإضافة مناهج تعلّم الفتاة حقوق الزوج وآداب التعامل وأساليب التجمُّل، وطرق تأثيث المنزل وغيرها مما تحتاجه المرأة.

ولكي تقوم المدرسة بدورها يجب على المربي أن يعوِّد أبناءه احترام المدرسة والمعلّم وتوقيره إلا أن يكون كافراً أو مبتدعاً أو فاسقاً ([10]).

------------------------------

([1]) انظر: التربية الإسلامية: سليمان الحقيل، ص 149.

([2]) انظر: المساجد ودورها التربوي، صالح السدلان، ص 76.

([3]) انظر: المرجع السابق.

([4]) استمع إلى: شريط (منهج السلف في تربية الأولاد)، الشيخ محمد بن عثيمين.

([5]) انظر: منهج التربية النبوية، محمد نور سويد: ص 134.

([6]) استمع إلى: شريط (منهج السلف في تربية الأولاد)، الشيخ محمد بن عثيمين.

([7]) انظر: كيف نربي طفلا، محمد زياد حمدان: ص 56.

([8]) انظر: نصيحة الملوك، الماوردي: ص 175، نقلا عن منهج التربية النبوية: محمد نور سويد: ص 255.

([9]) انظر: تربية البنات، خالد الشنتوت: ص 54، وكيف نربي أطفالنا: محمود الاستانبولي. ص 135- 138.

([10]) انظر: دور البيت في تربية الطفل المسلم، خالد الشنتوت: ص 102- 103.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق