الجسم أمانة وهبها الله للإنسان للاستفادة منها في الحياة الدنيا، وهو مسؤول أمام الله للعناية به على أحسن وجه، فيحافظ عليه من الأمراض. لذلك على المؤمن تخصيص زمن معيّن كلّ يوم لممارسة التمارين الرياضية وعليه أن يحرص على ذلك. فالرياضة تعطى القوة للجسم، كما تمنحه شحنة لمقاومة الأمراض وتساعده على العمل بشكل منتظم وصحّي فيكون جاهزا للقيام بأعمال يكسب بها مرضاة الله .
إن الخلايا الحيوية عند الإنسان ليست جامدة بل هي متحركة، والرياضة تنشط الخلايا الدفاعية والجهاز الدوري والجهاز العصبي والجهاز التنفسي، كما تعطي ممارسة الرياضة قوة للجسم لمجابهة الميكروبات، وتؤمّن العمل المنتظم للهرمونات والقلب والشرايين وتمنح العظام والمفاصل نشاطا وقوّة وتنظم مقدار السكر في الدم، وتساهم في انخفاض "الكولوستيرول"، إلى غير ذلك من الفوائد الجمّة.
والمؤمنون يتفانون في هذا الخصوص لأن الله نبه بأنّ قوة الجسم خاصية هامة من خصائص المؤمن وقد أورد القرآن الكريم في سورة الأعراف الآية 144 قصة سيدنا موسى صاحب الجسم القوي، و تخبرنا بعض الآيات عن قوة جسم النبي طالوت الذي أرسله الله ليحكم قومه
، وقال تعالى في الخصوص: "وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( البقرة 247 ) .
مع كل هذه الأسباب التي تحفّز المؤمن على ممارسة الرياضة يوجد سبب آخر مهمّ جدّا وهو أن المؤمن الحامل لرسالة التبليغ أي المكلف بمهّة نشر الإسلام في العالم عليه أن يكون صاحب جسم قوي وسليم حتى يستطيع الاضطلاع بمهمته وجلب احترام الآخرين، وهذا يساعده على الحوار والإقناع .
إذن المنظر الخارجي المتميز بالهيبة والوقار يعطي انطباعا إيجابيا على الإسلام والمسلمين، لذلك يسعى المؤمن دائما إلى اكتساب أسباب القوة والصحة الجسمية ويحرص على مظهره الخارجي وهيئته، ولا مجال للكسل والتهاون أو اللامبالاة في هذا الخصوص إطلاقا.
المقال السابق
المقال التالى