عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم رحمته للخصوم والأعداء
تاريخ الاضافة 2007-11-29 11:54:15
المقال مترجم الى
English    Español   
المشاهدات 5707
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English    Español   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

شرع نبي الرحمة لأمته آداب سامية وضوابط حاكمة على سلوك المقاتل المسلم، توجب عليه مخالفتها عقوبات زاجرة قي الدنيا والآخرة [1] .

فلا يستخدم في الجهاد في سبيل الله إلا الوسائل المشروعة والأساليب النزيهة، فعن صفوان بن عسال قال :بعثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سرية فقال: " سيروا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله ، ولا تمثلوا، ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا.." [2] .

وعن أنس أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِم [3] .

وقال جابر : نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقتل شيء من الدواب صبرا [4]

وعن حنظلة الكاتب قال :

 غزونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمررنا على امرأة مقتولة قد اجتمع عليها الناس، فأفرجوا له فقال: " ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل !"

 ثم قال لرجل : " انطلق إلى خالد بن الوليد فقل له إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرك يقول:  لا تقتلن ذرية ولا عسيفا [5] .." [6] .

وقال – ذات يوم في معركة مستنكرًا على بعض أصحابه - :

" ما بال قوم جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية !" .

 فقال رجل : يا رسول الله :إنما هم أولاد المشركين !

فقال : "ألا إن خياركم أبناء المشركين .." .

ثم قال : " ألا لا تقتلوا ذرية ، ألا لا تقتلوا ذرية !! كل نسمة تولد على الفطرة حتى يهب

عنها لسانها فأبواها يهودانها و ينصرانها " [7] .

وعن يحيى بن سعيد أن أبا بكر الصديق بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع ، فقال أبو بكر له :

"إنك ستجد قومًا زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله، فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له " .. وأوصاه قائلاً : " وإني موصيك بعشر : لا تقتلن امرأة، ولا صبيا، ولا كبيرا هرما [8] ، ولا تقطعن شجرا مثمرا، ولا تخربن عامرا ، ولا تعقرن شاة ، ولا بعيرا إلا لمأكلة، ولا تحرقن نخلا [ وفي رواية : نحلا ولا تفرقنه] ولا تغرقنه ولا تغلل [9] ولا تجبن " [10]

عن عمر بن الخطاب ، أنه قال : " اتقوا الله في الفلاحين ، ولا تقتلوهم إلا أن ينصبوا لكم الحرب" [11] .

وهذه النصوص وغيرها من دستور العسكرية الإسلامية التي وضعها رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~   تشتمل على الأصول الأخلاقية للحرب، وهذه جملتها [12] :

1- الإخلاص والتجرد للأهداف الحقيقية للحرب وترك ما يخالف ذلك من غلول وغدر وثأر وانتقام. 

2- المحافظة على البيئة واجتناب الفساد في الأرض بتحريق الأشجار وقتل الحيوانات لغير ضرورة.

3- عدم التعرض لغير المقاتلين من النساء والصبيان والشيوخ.

4- السماحة الدينية واحترام مقدسات الآخرين، بعدم قتل الرهبان والقسيسين ما لم يقاتلوا أو يعينوا على القتال، وعدم التعرض كذلك لبيعهم وكنائسهم بسوء. 

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

  [1] أنجوغو أمبكي صمب : أروع القيم الحضارية في سيرة سيد البرية، ص 40 وما بعدها 

[2] رواه  ابن ماجة (2857  ) و الطبراني في المعجم الكبير ج 8 ص 70 ، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن ابن ماجة .

[3]  صحيح – رواه  البخاري - (5089)، ومسلم (3616)

[4] صحيح – رواه مسلم (3620)

[5]  العسيف : الأجير المستهان به

[6] حسن - رواه ابن ماجة (2842)، و الحاكم ( 2 / 122 )، وهو في  السلسلة الصحيحة برقم ( 701 )

[7] صحيح - رواه أحمد ( 3 / 435 ) و الدارمي ( 2 / 223 )، وهو في السلسلة الصحيحة (402)

[8]  الهرم : الذي بلغ أقصى الكبر

[9]  الغلول : الخيانة والسرقة

[10]  مالك ( 858)، وابن أبي شيبة ج 7 ص 645 ، وعبد الرزاق (9375)

[11]  معرفة السنن والآثار للبيهقي - (5645)

 [12]أنجوغو أمبكي صمب : أروع القيم الحضارية في سيرة سيد البرية، ص 40 وما بعدها 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق