ولما استقر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقره من الشِّعب خرج على أبي طالب حتى ملأ دَرَقَته ماء من المِهْرَاس ـ قيل: هو صخرة منقورة تسع كثيراً. وقيل: اسم ماء بأحد ـ فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه، فوجد له ريحاً فعافه، فلم يشرب منه، وغسل عن وجهه الدم، وصب على رأسه وهو يقول: (اشتد غضب الله على من دَمَّى وجه نبيه) .
وقال سهل: والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كان يسكب الماء، وبما دُووِي ؟ كانت فاطمة ابنته تغسله، وعلى بن أبي طالب يسكب الماء بالمِجَنِّ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها، فألصقتها فاستمسك الدم.
وجاء محمد بن مسلمة بماء عذب سائغ ، فشرب منه النبى صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير. وصلى الظهر قاعداً من أثر الجراح ، وصلى المسلمون خلفه قعوداً.
المقال السابق
المقال التالى