عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم 40 مجلساً في صحبة الحبيب صلى الله عليه و سلم - د.عادل بن علي الشدي
تاريخ الاضافة 2011-04-23 14:24:32
المقال مترجم الى
English   
المشاهدات 3543
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
English   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 

لَقدْ أَمر اللهُ نبيَّه صلى الله عليه و سلم بالعَفْوِ عَنِ النَّاسِ فَقَالَ سُبحانَهُ: فَبِمَا رَحۡمَةٍ۬ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡ‌ۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَ‌ۖ فَٱعۡفُ عَنۡہُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِى ٱلۡأَمۡرِ‌ۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ [آل عمران: 159],

وَقَالَ تَعَالَى: فَبِمَا نَقۡضِہِم مِّيثَـٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَـٰسِيَةً۬‌ۖ يُحَرِّفُونَ ٱلۡڪَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِۦ‌ۙ وَنَسُواْ حَظًّ۬ا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِۦ‌ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَآٮِٕنَةٍ۬ مِّنۡہُمۡ إِلَّا قَلِيلاً۬ مِّنۡہُمۡ‌ۖ فَٱعۡفُ عَنۡہُمۡ وَٱصۡفَحۡ‌ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ [المائدة: 13]، فَكَانَ النبيُّ صلى الله عليه و سلم يحبُّ العفْوَ ويمِيلُ إِلَى الصَّفْحِ وَلَا يُقْدِمُ عَلَى العُقُوبَةِ إِلَّا إِذَا تحتَّمتْ وَصارَتْ لِزامًا. وَموَاقِفُ العفْوِ فِي سيرَةِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم كثيرةٌ معلومةٌ, مِنْهَا ما تقدَّم مِنْ عَفْوِه مِنْ أَهْلِ مَكَّة بعدَ الفتْحِ الأعْظمِ.

وَمنْهَا مَا رواه أَبُو هُريْرةَ رضي الله عنه قَالَ: بَعَثَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم خَيْلاً قِبَلَ نَجْدٍ، فَجَاءتْ بِرجُلٍ مِنْ بَنِي حَنِيفةَ يُقالُ لَه: ثُمَامةُ بْن أُثالٍ سَيِّدُ أَهْلُ اليَمامَةِ, فَربطُوهُ بِسارِيَةٍ مِن سَوارِي المسْجِدِ، فَخَرَجَ إليهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم فَقَالَ لَهُ: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: عِنْدِي يَا محمَّدُ خيرٌ؛ إِنْ تقتلْ تقتلْ ذَا دمٍ، وإنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلى شاكِرٍ ، وَإِنْ كُنتَ تُريدُ المالَ، فَسلْ تُعطَ مِنْه ما شئتَ. فتركَهُ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم حَتَّى كَانَ مِن الغَدِ قَال لَه: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: ما قُلْتُ لَك؛ إنْ تَقْتُلْ تَقْتُلْ ذَا دَمٍ، وَإِنْ تُنْعِمْ تُنْعِمْ عَلَى شاكرٍ، وَإِنْ كُنتَ تُرِيدُ المالَ, فَسَلْ تُعطَ مِنه ما شِئتَ, فَتَركَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم حَتَّى كَانَ مِنَ الغَدِ فَقَالَ لَهُ: "مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامَةُ؟" قَالَ: ما قُلْتُ لَكَ: إِنْ تُنْعِمْ تُنعِمْ عَلى شاكرٍ، وإنْ تَقتُلْ تقتلْ ذَا دمٍ, وَإِنْ كُنتَ تُريد المالَ، فَسَلْ تُعط مِنْه ما شِئتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم: "أَطْلِقُوا ثُمَامَةَ" فَانطَلَقَ إِلى نخلٍ قَريبٍ مِنَ المسْجِد, فاغتَسلَ، ثُمَّ دَخَلَ المسْجِدَ فَقَالَ: أَشْهدُ أَنَّ لَا إلهَ إِلَّا اللهُ، وأشْهدُ أَنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه؛ يا محمَّد! واللهِ مَا كانَ فِي الأرْضِ وَجهٌ أبغضَ إِليَّ من وجْهِكَ, فَقَدْ أصبَح وجهُك أحبَّ الوجُوهِ كُلِّها إليّ، واللهِ مَا كانَ مِن دِينٍ أبغضَ إِليَّ مِن دينِك, فأصبحَ دينُك أحبَّ الدِّينِ كلِّه إليَّ. واللهِ ما كانَ مِن بلدٍ أبغضَ إليَّ مِنْ بَلَدِكَ, فأصبَحَ بلدُكَ أحبَّ البِلادِ كُلِّها إليَّ. وإنَّ خيلَك أخذَتْنِي وَأَنَا أُريدُ العُمْرَةَ, فَمَاذَا تَرى؟

فَبشَّره رسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم وأمَره أنْ يعْتمِرَ.

فلمَّا قدِم مَكَّةَ قَالَ له قائلٌ: أصبَوتَ؟ قَالَ: لَا، ولكنْ أَسْلَمتُ مَع رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم, وَلَا واللهِ لا تَأْتِيكُمْ مِنَ اليَمامَةِ حَبَّةُ حِنْطَة, حَتَّى يأذَنَ فِيها رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم. [متفق عليه].

فانظُرْ كَيفَ كَانَ العفْوُ مُغَيِّرًا للقُلُوبِ، ومُبدِّلاً للأَحْوالِ، وشَارِحًا للصُّدورِ, ومبدِّدًا لظُلماتِ الكُفْرِ وضَلالاتِ الإِشْرَاكِ.

وَمِنْ أمثِلةِ عَفْوِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم: عفوُه عَنِ المرْأَةِ اليهُودِيَّةِ الَّتي وضَعتْ لَه السمَّ في الشَّاةِ, فأكلَ مِنْهَا صلى الله عليه و سلم فَلَمْ يُسِغْها، ثُمَّ قَتَلَهَا النبيُّ صلى الله عليه و سلم بعْدَ ذَلِكَ ببِشْرِ ابْنِ البَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الَّذِي أَكَلَ مِنْهَا فأسَاغَها، فَماتَ مِنْ أَثَرِ السُّمِّ، فقتِلَتْ ببشرِ قِصَاصًا.

وَمِنْ أَمثلة عَفْوِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم مَا رَواه جابرُ رضي الله عنه أَنَّه غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه و سلم قِبَلَ نجدٍ، فلمَّا قَفَل(1) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم، قَفَل مَعَه، فأدْركَتْهم القَائِلةُ فِي وادٍ كَثِير العضَاهِ(2) ، فَنَزلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم, وَتفرَّقُ النَّاسُ فِي العضَاهِ، يَستظلُّونَ بالشجَرِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم تحتَ سَمُرةٍ(3)، فعلَّق بِها سيفَهُ.

قَال جَابِرُ: فنِمْنَا نَوْمةً, فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم يدْعُونَا, فَجئْنَاهُ, فَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابيٌّ جَالِسٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم: "إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا، فَقَالَ لِي: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ قُلْتُ: اللهُ، فَهَا هُوَ جَالِسٌ" ثُمَّ لَم يعاقِبْه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه و سلم. [رَواهُ البُخارِيُّ].

 

 

 

________________________________________ 

(1) قفل: رجع.

(2) العضاه: كل شجر عظيم الشوك.

(3) سمرة: شجرة.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق