التربية الخاصة يحتاجها الطفل الذكي لأن المواهب إذا لم تكتشف مبكرة تموت، إذ لابد من تطويرها، كما أنه قد يعتريه الإحساس بالغربة والوحدة بسبب الفرق بينه وبين أقرانه ([1]) ويمكن اكتشاف ذكاء الطفل من خصائصه فهو أكثر استجابة للأوامر بسبب نضجه العقلي ([2]) ومتعاون، يتعلم بسرعة ويفكر منطقيا ويسأل أسئلة دقيقة، ويميل إلى من أكبر منه ويقلده تقليداً واعياً، ويميل إلى الابتكار ويكره التكرار الرّتيب ([3]).
وعلى المربي مسئولية المحافظة على صحة الذكي وتنمية قدراته، ولذلك وسائل منها: التوسط في معاملته، والتوسط في تقدير مواهبه، فالتحدث عن ذكاء الطفل بإسراف يخلق فيه الغرور والتساهل بذكائه يخلق له مشكلات نفسية، فيكون التشجيع مناسباً ويجب أن يوجد لديه بيئة مناسبة لاحتواء مواهبه، وأن يمده بالمواد والوقت ليكتشف ويبتكر ([4]) كاللُّعَب التعليمية والكتب المصورة والأشرطة العلمية المصورة والمسموعة، والألعاب التي تعتمد على ذكاء الطفل ومهاراته.
وأما المؤسسات فكثيرة، منها: المكتبات ومراكز المعلومات والمدارس، وقد أفردت مدارس خاصة للأذكياء، ولكن كثيراً من علماء التربية يرون أن من الخير دمج الأذكياء مع غيرهم في المدارس العامة على أن تخصص لهم فصول مستقلة ([5]) كما اقترح بعض التربويين إتاحة الفرصة للأذكياء ليدخلوا المدرسة قبل السن المقررة ([6]) على أن يتم تزويد فصولهم بالأجهزة والمعامل والكتب وكافة الوسائل الممكنة، ووضع مناهج تقوم على فكرة التنوع وتتميز بالمستوى الرفيع الذي يناسبهم ([7]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: الفكر التربوي في رعاية الموهوبين، لطفي بركات، ص 48، 148- 150.
([2]) انظر: المرجع السابق، والفئات الحائرة: فوزية محمد خضر، ص 104 - 105.
([3]) انظر: المرجع السابق، ص 148- 150.
([4]) انظر: المرجع السابق، ص 148- 150.
([5]) انظر: المشكلات السلوكية، نبيه الغبرة ص 164.
([6]) انظر: الطفل الموهوب، جيمس جالجر، ص 56.
([7]) انظر: الفكر التربوي في رعاية الموهوبين، لطفي بركات، ص 150 - 151.
المقال السابق
المقال التالى