خلق الحياء
حديثنا اليوم عن رأس مكارم الأخلاق، وزينة الإيمان، وشعار الإسلام كما في الحديث: "إن لكل دين خُلقًا، وخُلُقُ الإسلام الحياء". صحيح ابن ماجه
واعلم رحمك الله أنه على حسب حياة القلب يكون خُلُقُ الحياء، فكلما كان القلب أحيا كان الحياء أتم..
حقيــقــة الحيــاء:
إن الحياء خلق يبعث على فعل كل مليح وترك كل قبيح، فهو من صفات النفس المحمودة.
فالحياء دليل على الخير، وهو المخُبْر عن السلامة، والمجير من الذم.
مكانة الحيـــاء:
* الحياء صفة من صفات الله -عز وجل-:
فمن صفات الله تعالى أنه حَيِي سِتِّيرٌ، يحب الحياء والستر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))إن الله حَيي ستير، يحب الحياء والستر ((حديث حسن
*الحياء خلق الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان النبي أشد الناس حياءً، فقد كان أشد حياءً من العذراء في خدرها.
*الحياء خلق الإسلام . قال صلى الله عليه وسلم )) إن لكل دين خلقاً وخلق الإسلام الحياء ((صحيح ابن ماجه
* إن الحياء من الإيمان بل إن الحياء والإيمان قرناء وأصدقاء لا يفترقان، قال صلى الله عليه وسلم ))الحياء والإيمان قُرَنَاء جميعًا، فإذا رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر ((صحيح الترغيب
ليس من الحيــاء:
وخلق الحياء لا يمنع المسلم من أن يقول الحق، أو يطلب العلم، أو يأمر بمعروف، أو ينهي عن منكر.
فهذه المواضع لا يكون فيها حياء، وإنما على المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة،ولا يستحي من السؤال عما لا يعرف، وكان الصحابة يسألون عن أدق الأمور، فيجيبهم النبي عنها دون خجل أو حياء.
أنـــواع الحيــــاء:
1- الحياء من الله:
المسلم يتأدب مع الله -سبحانه- ويستحيي منه؛ ويكون ذلك كما أخبر عنها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث:(استحيوا من الله حق الحياء)، فقال الصحابة: يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: (ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء: أن تحفظ الرأس وما وَعَى، والبطن وما حَوَى، ولْتذْكر الموت والْبِلَى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء) صحيح الترمذي
2- الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم:
والمسلم يستحي من النبي ، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة.
3- الحياء من الملائكة:
قال بعض الصحابة إن معكم مَن لا يفارقكم، فاستحيوا منهم، وأكرموهم.
4- الحياء من الناس:
فالمسلم يستحي من الناس، فلا يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه،ولا ينكر معروفًا صنعوه معه
5- الاستحياء من النفس:
ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة الخلوات وحُسن السريرة.
ثمــرات الحيـــاء:
1- أن الله يحب الحياء ، قال عليه الصلاة والسلام ))إنَّ الله حَيِي يحب الحياء والستر ((صحيح النسائي
2- الحياء لا يأتي إلا بخير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))الحياء لا يأتي إلا بخير ((رواه مسلم
3- الحياء يقود إلى الجنة كما في الحديث ))الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة ((سنن الترمذي
4- يترتب عليه تعظيم حق الله ثم حق المجتمع.
كيفية التخلق بالحياء:
1- كونه أمراً فطرياً فيجب تنميته من النشأة.
2- استحضار عظمة الله, وتذكر النار, وأن من موجبات دخولها الفحش وعدم الحياء.
3- عدم الاستخفاف بحقوق الناس, والرغبة في الكمال أمامهم.
4- مجالسة حسني الأخلاق, والاستفادة من سير المتخلقين بالحياء.
نفعنا الله وإياكم وهدانا جميعا لما يحبه ويرضاه
المقال السابق
المقال التالى