فالهدف من الحجاب والزى الإسلامي بالنسبة للمرأة المسلمة هو حمايتها من أعين المتحرشين والمعتدين، وليس لإثبات كونها ملك للرجل وأنها خاضعة له كما في الديانة المسيحية، وهو ليس رمزا للرفاهية والقيمة الاجتماعية كما في الديانة اليهودية، وقد كان القرآن الكريم واضحا في هذا الخصوص. من هذا المنطلق يمكننا فهم الدافع الغربي في اتهام الحجاب الإسلامي بأنه رمز لإخضاع المرأة والسيطرة عليها، فهؤلاء الغربيين يرون الحجاب من منطلق مسيحي باعتبار أنهم مسيحيون، وليس من منطلق إسلامي وهم لا يفهمون الأهداف الإسلامية للحجاب والزى الإسلامي. الحجاب الإسلامي هو علامة تواضع الهدف منها حماية المرأة من المعتدين والمتحرشين. فمن الأفضل للمرأة أن تتخذ إجراءات لحماية نفسها على أن تندم فيما بعد مما يصيبها من المتحرشين، فالإسلام يهتم كثيرا بحماية جسد المرأة وسمعتها، إلى درجة أنه يعاقب من يتعرض إليها بمجرد القذف والتشهير. يقول القرآن الكريم:
" وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (النور: 4)
خلافا لذلك نجد أن الكتاب المقدس يقول في حالة الاعتداء على المرأة في العهد القديم في سفر التثنية 22: 28-30:
"وإذا صادَفَ رَجلٌ فتاةً بِكْرًا لم تُخطَبْ، فأمسَكَها وضاجعَها فاَنكَشَفَ أمرُها يُعطي ذلِكَ الرَّجلُ لأبي الفتاةِ خمسينَ مِنَ الفِضَّةِ، وتكونُ لَه زَوجةً في مُقابِلِ مُضاجعَتِهِ لها، ولا يُطَلِّقُها كُلَ أيّامِ حياتِهِ."
الإسلام أكثر حرصاً على نفسية المرأة
والسؤال الذي يجب طرحه هنا، من الذي تمت معاقبته؟ هل هو الرجل الذي اعتدى على تلك الشابة المسكينة؟ أم تلك الشابة التي أجبرت على العيش طيلة حياتها مع مغتصبها؟ ثم أيهما أفضل وأكثر حماية للمرأة؟ القرآن الذي يحثها على التستر من أجل عدم إظهار مفاتنها كي لا تثير المتحرشين وتجعلهم يعزمون على الاعتداء عليها؟ أم الكتاب المقدس الذي يُلزمها بالعيش طيلة حياتها مع مغتصبها؟
المقال السابق
المقال التالى