عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

هوارت ، كليمان

هُوارْتْ(1270 ـ 1345 هـ = 1854 ـ 1927 م) كليمان هوارت clément huart: باحث مستشرق فرنسي, من أعضاء المجمع العلمي العربي, و المجمع العلمي الفرنسي, والجمعية الاَسيوية. ولد بباريس, وتعلم بمدرسة اللغات الشرقية فيها, وتكلم العربية الجزائرية العامية في طفولته. وعين ترجماناً للقنصلية الفرنسية بدمشق سنة 1875 وبالاَستانة سنة 1878 وعاد إلى باريس سنة 1898 وهو يحسن العربية والتركية والفارسية, فكان ترجماناً في وزارة الخارجية. ومثل حكومته في مؤتمري المستشرقين بالجزائر سنة 1905 وفي كوبنهاجن 1908 وألّف عدة كتب بالفرنسية في تاريخ بغداد, والاَداب العربية, والخطاطين والنقاشين والمصورين في الشرق الإسلامي, وقدماء الفرس والحضارة الإيرانية. ونشر بالعربية « مقامات ابن ناقيا» وديوان « سلامة بن جندل» و« البدء والتاريخ» لابن المطهر, مع ترجمته إلى الفرنسية, في ستة مجلدات.


يقول عن امرئ القيس" كان من أعظم شعراء العرب القدامى قبل محمد ، و في إحدى قصائده…هناك أربع آيات مأخوذة منها تم إدخالها في القرآن من قبل محمد ، و تظهر في سورة القمر الآية 1، 29، 31، 46…".
و يوضح ذلك فيقول
{ اقتربت الساعة و انشق القمر } هذا في القرآن ، أما امرؤ القيس فيقول:
دنت الساعة وانشق القمر-----عن غزال صاد قلبي ونفر
      أحورٌ قد حِرتُ في أوصافه-----ناعس الطرف بعينيه حوَر
مرّ يوم العيد بي في زينة------فرماني فتعاطى فعقر
بسهامٍ من لحاظٍ فاتك-------فرَّ عنّي كهشيم المحتظر

ثم  قوله تعالى { بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و أمر } فادعى أنها منقولة من قول امرئ القيس: و إذا ما غاب عني ساعة كانت الساعة أدهى و أمر.
ثم ذكر أن ابنة امرئ القيس أدركت الإسلام ، و سمعت أبيات أبيها فعرفتها و طالبت بمعرفة كيف ظهرت أبيات أبيها فجأة في السورة .

الرد

يقول عباس العقاد ان نظرة عابرة تحكم بأن هذا الكلام مبتوت الصلة بالشعر الجاهلي كله فضلا عن ان يكون من شعر امرئ القيس ذي الشاعرية الفذة
ثم أن التماثل في بعض الألفاظ لا يعني النقل على كل حال ، ووقوع التماثل أمر طبيعي إذ جاء القرآن بما تعهده العرب في كلامها من أمثلة و استعارات وغير ذلك من ضروب البلاغة
ثم لماذا لم يهاجمه كفار مكة بهذه الحجة وهم أحفظ للشعر من كليمان هوارت !!

الوجه الأول: أن هذه الأبيات ليس لها وجود في كتب اللغة والأدب، وقد بحثنا في عشرات من كتب البلاغة والأدب واللغة والشعر المتقدمة، ولم يذكر أحد شيئا من الأبيات السابقة أو جزءًا منها .

الوجه الثاني: أنه لا توجد هذه الأبيات في ديوان امرىء القيس ، على اختلاف طبعاته، ونسخه ورواياته، ولو كانت إحدى الأبيات السابقة صحيحة النسبة إليه أو حتى كاذبة لذكرت في إحدى دواوينه .

الوجه الثالث: أن أي متخصص وباحث في الأدب العربي، وشعر امرئ القيس على وجه الخصوص يعلم أن شعر امرئ القيس قد وجد عناية خاصة، وتضافرت جهود القدماء والمحدثين على جمعه وروايته ونشره، وهناك العديد من النسخ المشهورة لديوانه كنسخة الأعلم الشنتمري ، ونسخة الطوسي ، ونسخة السكري ، ونسخة البطليوسي ، ونسخة ابن النحاس وغيرها، ولا يوجد أي ذكر لهذه الأبيات في هذه النسخ، لا من قريب ولا من بعيد، فهل كان هؤلاء أعلم بشعر امرئ القيس ممن عنوا بجمعه وتمحصيه ونقده .

الوجه الرابع: أنه حتى الدراسات المعاصرة التي عنيت بشعر امرئ القيس وديوانه، وما نسب إليه من ذلك، لم يذكر أحد منهم شيئاً من هذه الأبيات لا على أنها من قوله، ولا على أنها مما نحل عليه – أي نسب إليه وليس هو من قوله – ومنها دراسة للأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم في أكثر من 500 صفحة حول شعر امرئ القيس ، وقد ذكر فيه ما صحت نسبته إليه وما لم يصح، وما نحل عليه ومن نحله، ولم يذكر مع ذلك بيتاً واحداً من هذه الأبيات السابقة .

الوجه الخامس: أن امرأ القيس وغيره من الشعراء قد نحلت عليهم العديد من القصائد فضلا عن الأبيات، بل نحل على بعضهم قصص كاملة لا زمام لها ولا خطام، وقضية نحل الشعر ونسبته لقدماء الشعراء أمر معروف لا يستطيع أحد إنكاره، وقد عرف عن حماد الراوية و خلف الأحمر أنهم كانوا يكتبون الشعر ثم ينسبوه إلى من سبقهم من كبار الشعراء، وقد ذكر ابن عبد ربه – وهو من المتقدمين توفي سنة 328 هـ –في كتابه ( العقد الفريد ) في باب عقده لرواة الشعر، قال: " وكان خَلف الأحمر أَروى الناس للشِّعر وأعلَمهم بجيّده....وكان خلف مع روايته وحِفظه يقول الشعر فيُحسن، وينَحله الشعراء، ويقال إن الشعر المَنسوب إلى ابن أخت تأبّط شَرّاً وهو:

إنَّ بالشِّعب الذي دون سَلْع لقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ

لـ خلَف الأحمر ، وإنه نَحله إياه، وكذلك كان يفعل حمّاد الرواية، يَخلط الشعر القديم بأبيات له، قال حماد : ما مِن شاعر إلا قد زِدْتُ في شعره أبياتاً فجازت عليه إلا الأعشى ، أعشى بكر، فإني لم أزد في شعره قطُّ غيرَ بيت فأفسدتُ عليه الشعر، قيل له: وما البيتُ الذي أدخلته في شعر الأعشى ؟ فقال:

وأنكرتْني وما كان الذي نَكِرتْ من الحوادث إلا الشَّيبَ والصلعَا " ا.هـ

(العقد الفريد 821)

وقال الصفدي –المتوفى سنة 764 هـ –في كتابه ( الوافي بالوفيات ) في ترجمة خلف الأحمر : " خلف الأحمر الشاعر صاحب البراعة في الآداب، يكنى أبا محرز ، مولى بلال بن أبي بردة ، حمل عنه ديوانه أبو نواس ، وتوفي في حدود الثمانين ومائة. وكان راوية ثقة علاّمة، يسلك الأصمعي طريقه ويحذو حذوه حتى قيل: هو معلِّم الأصمعي ، وهو و الأصمعي فتَّقا المعاني، وأوضحا المذاهب، وبيَّنا المعالم، ولم يكن فيه ما يعاب به إلا أنه كان يعمل القصيدة يسلك فيها ألفاظ العرب القدماء، وينحلها أعيان الشعراء، كـ أبي داود ، و الإيادي ، و تأبَّط شراً ، و الشنفري وغيرهم، فلا يفرَّق بين ألفاظه وألفاظهم، ويرويها جلَّة العلماء لذلك الشاعر الذي نحله إيّاها، فمّما نحله تأبَّط شرّاً وهي في الحماسة من الرمل:

إنّ بالشِّعب الذي دون سلعٍ لقتيلاً دمه لا يطلُّ

ومما نحله الشّنفري القصيدة المعروفة بلامية العرب وهي من الطويل:

أقيموا بني أمي صدور مطيِّكم فإني إلى قومٍ سواكم لأميل

..... قال خلف الأحمر : أنا وضعت على النابغة القصيدة التي منها: من البسيط

خيل صيامٌ وخيلٌ غير صائمةٍ تحت العجاج وأخرى تعلك اللُّجما

وقال أبو الطيب اللّغوي : كان خلف الأحمر يصنع الشعر وينسبه إلى العرب ، فلا يعرف. ثم نسك، وكان يختم القرآن كلّ يوم وليلة . ". اهـ

 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق