عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أعظم إنسان في العهد القديم
الكاتب محمد بن عبد الله السحيم
تاريخ الاضافة 2008-05-27 23:57:24
المشاهدات 8163
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

بشارات ملاخي
البشارة الأولى

قال ملاخي مخبراً عن الله أنه قال: " انظروا، إنني أبعث برسولي، وسوف يمهد السبيل أمامي، وسوف يأتي فجأة إلى هيكله السيد الذي تبحثون عنه، ورسول العهد الذي ترغبون. انظروا إنه قادم. هكذا يقول رب الجيوش  ويرى المهتدي عبد الأحد داود أن التحديد الدقيق لموضوع هذه النبوة أمر في غاية الأهمية، لأن الكنائس المسيحية اعتقدت منذئذ أن المقصود بها شخصان . ومما يدحض هذا الزعم انتهجته الكنائس ما يلي:


1. أن السيد أو الرسول الموعود كلف بتأسيس وإقامة دين قويم صالح، ومكلف بإزالة كافة العقبات التي تحول بين البشرية وربها، ومكلف أيضاً بأن يجعل الطريق سهلاً ممهداً مستنيراً ... وبالتأكيد فإن الرسول الرفيع الشأن المبعوث من الله لم يكن قادماً لإصلاح الطريق من أجل حفنة من اليهود، ولكن من أجل إقامة دين عام وثابت للناس كافة، والديانة اليهودية ديانة خاصة لشعب خاص، هذا بالإضافة إلى ما تشتمل عليه من طقوس وتضحيات، وخلوها من العقائد الإيمانية الإيجابية، كل ذلك يفقد هذه الديانة جوهرها، ويجعلها غير ملائمة إطلاقا، وغير واقعية باحتياجات الشعوب المختلفة، أما الديانة النصرانية فإن طقوسها السبعة، واعتقادها بالخطيئة الأصلية، وتجسد الإله والتثليث – وهي أمور لم تعهد في الديانات السابقة – بالإضافة إلى افتقادها إلى كتابها الأصلي الذي أنزل على مؤسسها عليه السلام، كل ذلك يجعلها غير مؤهلة لأن تقدم خيراً للبشر. وإذا كان الرسول الخاتم مكلفاً بإلغاء هذين الدينين، وإقامة دين إبراهيم وإسماعيل ودين كافة الأنبياء على أسس وتعاليم تصلح للبشر كافة، فإن هذا الدين الذي أقامه ودعا إليه هو الصراط المستقيم، وهو أقرب الطرق الموصلة إلى الله عز وجل، وأسهل الأديان لعبادته، وأسلم العقائد الباقية على طهارتها ونقائها الأبدي. إذا كان منوطاً بهذا الرسول المبشر به في هذا النص أن يرسخ هذا الدين، ويقيم الوحدانية، ويحول دون تدخل الوسطاء بين الله والناس.


2. هذا النص أكد على أن هذا الرسول المبشر به لا بد أن يصل بصورة مفاجئة إلى بيت المقدس، منطلقاً من الحرم الأول "مكة" وهذا ما تحقق في ليلة الإسراء، وهذا يعني أن مهمة هذا الرسول تطهير هذه البقاع من الوثنية، ويلقن روادها الوحدانية، والإيمان بالله الواحد الأحد. وإذا تحقق هذا فهو بمثابة بناء طريق جديد يربط العبد بربه، وهذا الطريق الذي شرعه هو دين عالمي شامل يدعو إلى إلغاء الوسائط بين الله وعباده، فلا قديس ولا قسيس، ولا سر مقدس. وهذا لم يتحقق إلا على يد الرسول المنعوت بأنه "محمد صلى الله عليه وسلم".


البشارة الثانية
قول ملاخي: " هاأنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل مجيء يوم الرب، اليوم العظيم والمخوف، فيرد قلب الآباء على الأبناء، وقلب الأبناء على آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بلعن" . قال المهتدي النجار: " والمعنى أن الله يرسل قرب الساعة النبي أحمد صلى الله عليه وسلم "فيرد قلب الآباء على الأبناء" يرد بني إسماعيل – أعمام بني إسرائيل – إلى حقيقة وحي الأنبياء والمرسلين من أبناء أخيهم إسحاق "وقلب الأبناء على آبائهم" ويرد اليهود والنصارى على دين آبائهم الأنبياء نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى، قال تعالى: " شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ " ( الشورى : 13 )


تأمل ما في هذه البشارة من الوعد بمجيئه صلى الله عليه وسلم قبل يوم القيامة مع قوله صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة هكذا. ويشير بأصبعيه فيمد بهما).
هذه أسفار العهد القديم شاهدة بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، شهادة لا تقبل التضليل، مصرحة باسمه ولغته وصفة أمته صراحة لا تحتمل التأويل، فمن كان طالباً للحق اتبعه إذا قام عليه الدليل، فكيف إذا تظافرت عليه الأدلة والبراهين، والحق هنا شهادة العهد  القديم  بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فمن أراد أن يدفع اليقين بأوهن الشكوك، وأفسد التأويل، ويدعي – مماحكة ومجادلة – أن هذه النبوات والشهادات وردت في حق عيسى عليه السلام – فيقال له ليس بعد التصريح بذكر اسمه وصفته وخبره وبلده وأمته – مجال للتأويل والاحتمال. كيف وقد شهد المسيح عليه السلام بنبوته وأخبر تلامذته باقتراب ظهور محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟

 

 




                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق