عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم ماجاء بحرف الألف في غزوات الرسول
تاريخ الاضافة 2008-04-14 12:46:00
المشاهدات 1379
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


النص التاريخي الموثق لغزوة أحد - قسم البحوث والترجمة - بمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة




بعد هزيمة قريش في غزوة بدر بدأ زعماؤها يُعِدّون العدة لحرب يثأرون فيها من المسلمين ، ويستعيدون هيبتهم بين العرب، ويؤَمِّنون طريق تجارتهم إلى الشام ؛ ورصدوا لذلك أموالاً طائلة ، وأرسلوا الرسل إلى القبائل ليشاركوهم في حرب المسلمين ؛ فاستجابت لهم قبائل كنانة وأهل تهامة وجمعٌ من الأحابيش ، وتجمعوا في مكة ، وأُسندت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب ، ودعا جُبَير بن مُطْعِم غلامه الحبشي وحشياً وقال له : اخرج مع الناس فإن قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فأنت عتيق .

 


وفي يوم الأربعاء الخامس من شوال في السنة الثالثة من الهجرة تحرك جيش المشركين من مكة المكرمة وعدده ثلاثة آلاف مقاتل ، فيهم سبعمائة دارع ، ومئتا فارس ، ومعهم ثلاثة آلاف بعير، وتصحبهم خمس عشرة امرأة من أشرافهم ، منهن هند بنت عتبة، وأم حكيم بنت الحارث بن هشام ، وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وعمرة بنت الحارث بن علقمة ، وخُنَاس بنت مالك بن المَضْرب يضربن بالدف ويبكين قتلى المشركين في بدر ؛ لتأجيج الحمية في قلوب الرجال .

 


وأرسل العباس بن عبد المطلب - ولم يكن قد هاجر بعد- رجلاً من بني غفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بتحرك جيش المشركين من مكة وعدده واستعداداته ، واشترط عليه أن يصل المدينة في ثلاثة أيام ، فوصلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء ؛ فقرأ عليه الرسالة أُبَي بن كعب ، فأمره بالكتمان ، ثم دخل على سعد بن الربيع فأخبره بكتاب العباس ، فقال: والله إني لأرجو أن يكون خيراً ، فاستكتمه إياه ، ولكن بعض الركبان الذين شاهدوا الجيش في الطريق وصلوا إلى المدينة وأذاعوا خبره ، فأرجف به اليهود والمنافقون .

 


وبعث رسول الله أنساً ومؤنساً ابني فضالة ليرصدا الجيش ، فوجداه بالعقيق قرب المدينة، ثم أرسل الحباب بن المنذر فوجد الجيش قد اقترب أكثر ، وعاث في بعض زروع أهلها ، وعاد ليؤكد الخبر للرسول صلى الله عليه وسلم ، فأمره بالكتمان أيضاً.
وبلغ جيش المشركين مشارف المدينة عند جبل عَير ، ثم سار بمحاذاة وادي العقيق ، ثم انحرف منه يميناً حتى نزل بالقرب من جبل أحد ببطن السبخة غربي جبل عينين على شفير وادي قناة ، وسرح خيله وإبله في زرع المسلمين .
وباتت المدينة في حالة استنفار لا يفارق رجالها السلاح ، وسهر مجموعة من المسلمين يحرسون مداخلها ، كما سهر عدد من الأنصار فيهم سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وسعد بن عبادة على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرسونه .

 


وفي صباح اليوم الرابع عشر من شهر شوال - وكان يوم جمعة - دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه المهاجرين والأنصار واستشارهم في الأمر ، وأخبرهم عن رؤيا رآها ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إني قد رأيت والله خيراً ؛ رأيت بقراً تذبح ، و رأيت في ذباب سيفي ثلماً ، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة )) ، وتأول البقر بنفر من أصحابه يقتلون ، وتأول الثلمة في سيفه برجل يصاب من أهل بيته ، وتأول الدرع بالمدينة ، ثم قال : (( إن رأيتم أن تقيموا بالمدينة ونجعل النساء والذرية في الآطام ، فإن أقاموا أقاموا بشر مقام ، وإن دخلوا علينا قاتلناهم في الأزقة ، فنحن أعلم بها منهم ، ورُموا من فوق الصياصي والآطام )) ؛ فوافقه على ذلك عدد من المهاجرين والأنصار ، كما وافق عليه رأس المنافقين عبد الله بن أُبَي بن سلول . لكن جمعاً من الصحابة خاصة الذين فاتهم يوم بدر أشاروا على الرسول صلى الله عليه وسلم بالخروج ، وألحوا عليه في ذلك ، وقالوا : إنا نخشى يا رسول الله أن يظن عدونا أنا كرهنا الخروج إليهم جُبْناً عن لقائهم فيكون هذا جرأة منهم علينا ، وقال النعمان بن مالك : يا رسول الله لا تحرمنا الجنة ، فوالذي نفسي بيده لأدخلنها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( بم ؟ )) ، قال : لأني أحب الله ورسوله ولا أفر يوم الزحف ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( صدقت )) ، وألح حمزة بن عبد المطلب ومالك بن سنان وإياس بن عتيك وجماعة في طلب الخروج ، فوافقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك  ،

 

 

ثم حضرت صلاة الجمعة وقد اجتمع الناس لها من أنحاء المدينة فخطب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد ، فخرجوا من الصلاة يتهيأون للقتال ، ونقلوا النساء والأطفال إلى الآطام ، ثم صلّى الرسول صلى الله عليه وسلم بهم العصر ، ودخل بيته يتهيأ للقتال ، ومكث الناس ينتظرونه ، فقال سعد بن معاذ وأسيد بن حضير لمن دعا إلى الخروج : استكرهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخروج والأمر ينـزل عليه من السماء ، فرُدُّوا الأمر إليه ، فندموا على ذلك ؛ وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لبس درعين ، وتقلد سيفه ، وألقى الترس على ظهره  ، فقال بعضهم : يا رسول الله ؛ ما كان لنا أن نخالفك ، فاصنع ما بدا لك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ألا لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين أعدائه ، فانظروا ما أمرتكم به فافعلوه وامضوا على اسم الله فلكم النصر ما صبرتم )) ،

 

 

ثم دعا بثلاثة رماح ، فعقد ثلاثة ألوية ، وأعطى لواء الأوس لأسيد بن حضير ، ولواء الخزرج للحباب بن المنذر ، ولواء المهاجرين لمصعب بن عمير ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ؛ ثم ركب فرسه وتوجه شمالاً يتبعه ألف من المقاتلين، فيهم مائة دارع وفرسان ، ومعهم أربع عشرةامرأة منهنَّ عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفاطمة ابنته ، ونسيبة بنت كعب المازنية ، وغيرهن ، ومشى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة أمامه ، والناس عن يمينه وشماله ، حتى إذا جاوز ثنية الوادع رأى كتيبة حسنة التجهيز فقال : (( من هؤلاء ؟ ، قالوا حلفاء ابن أُبَي من اليهود ، قال : وقد أسلموا ؟ ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : قولوا لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين )) ، ثم سار صلى الله عليه وسلم حتى إذا بلغ الشوط نكص عبد الله بن أبي سلول وهو يقول : أطاعهم وعصاني ما ندري علام نقتل أنفسنا أيها الناس ؟ وتبعه ثلاثمئة من قومه من أهل النفاق والريب ، فجاءهم عبد الله بن عمرو بن حرام يقول : يا قوم أُذَكِّرُكم الله ألا تخذلوا قومكم ونبيكم عندما حضر مِنْ عَدُوِّهم ، فقالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لما أسلمناكم ، ولكنا لا نرى أن يكون قتال ، فلما استعصوا عليه وأبوا إلاَّ الانصراف قال : أبعدكم الله أعداء الله ، فسيغني الله عنكم نبيه صلى الله عليه وسلم  ، وأحدث نكوص المنافقين بلبلة في صفوف المسلمين ، وهمت بنو حارثة من الأوس ، و بنو سلمة من الخزرج بالانسحاب ، ولكن الله ثبتهما ، ودعا بعض الصحابة لقِتال هؤلاء المنافقين الذين انخذلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . بينما ارتأت طائفة أخرى عدم مقاتلتهم ، فأنزل الله فيهما : { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا } .

 

 


وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين الناكصين ، وسار بمن بقي معه من المؤمنين وهم سبعمائة ، حتى إذا بلغ أطم الشيخين عسكر عنده ، ثم استعرض الجيش ، فرد الصغار الذين لا يستطيعون القتال وكانوا سبعة عشر لا يتجاوز عمر الواحد منهم أربعة عشر عاماً ، فيهم عبد الله بن عمر ، وزيد بن ثابت ، وأسامة بن زيد ، وزيد بن أرقم ، وعرابة بن أوس ، وأبو سعيد الخدري ، ورافع بن خديج ، وسمرة بن جندب وغيرهم ؛ وأجاز رافع بن خديج لمّا قيل له : إنه رامٍ ، فقال سمرة بن جندب : أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً وردَّني وأنا أصرعه ، فأُعلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( تصارعا )) ، فصرع سمرة رافعاً فأجازهما معاً .

 

 


ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء في المكان نفسه ، واختار خمسين رجلاً بقيادة محمد بن مسلمة لحراسة الجيش ، وذكوان بن عبد قيس لحراسته صلى الله عليه وسلم شخصياً ، ثم نام صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان السحر قام فصلى الصبح ، ثم تابع سيره إلى أحد ، وكان الطريق إلى أحد يمر قرب معسكر المشركين ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( من رجل يخرج بنا على القوم من كثب لا يمر بنا عليهم )) ؟ ، فقال أبو حثمة الحارثي : أنا يا رسول الله ؛ وسلك بهم طريقاً إلى الشرق قليلاً يمر بحرة بني حارثة وبمزارعهم ، منها بستان لمِربَع بن قيظي وكان منافقاً ضرير البصر ، فلما سمع حِسَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه قام يحثو التراب في وجوههم ويقول : إن كنت رسول الله فإني لا أحل لك أن تدخل حائطي ، فابتدره القوم ليقتلوه ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم،

 

 

ثم مضى حتى نزل الشعب من أحد قرب وادي قناة ، فجعل ظهر المسلمين إلى أحد ووجههم إلى المدينة ، وجعل جبل عينين عن يساره، ووضع عليه خمسين رامياً بقيادة عبد الله بن جبير بن النعمان الأنصاري ، وأوكل إليهم حماية ظهر الجيش ، وقال لهم : (( إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم ))، وجعل على ميمنة الجيش المنذر بن عمرو ، وعلى الميسرة الزبير بن العوام ، وأوكل إليه مواجهة فرسان المشركين ، ثم خطب خطبة حضَّ فيها على القتال والصبر ، ثم عرض سيفاً وقال : (( من يأخذ مني هذا ؟ فبسطوا أيديهم كل منهم يقول : أنا أنا ؛ قال : فمن يأخذه بحقه ؟ ، فأحجم القوم ، فقال سماك بن خرشة أبو دجانة : وما حقه يا رسول الله ؟ ، فقال صلى الله عليه وسلم : أن تضرب به حتى ينحني )) ، فقال أبو دجانة : أنا آخذه بحقه ، فأعطاه إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخرج عصابته الحمراء - وكانت تسمى عصابة الموت - فاعتصب بها ، وخرج يمشى بين الصفين بتبختر وخُيلاء ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إنها لمشية يبغضها الله إلاّ في مثل هذا الموطن )) .

 


وصفَّ المشركون جيشهم بالسبخة أمام المسلمين ، وجعلوا ظهورهم للمدينة ، وجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل ، وعلى المشاة صفوان بن أمية ، وعلى الرماة عبد الله بن أبي ربيعة ؛ ودفع أبو سفيان اللواء إلى طلحة بن أبي طلحة العبدري وقال : يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم ، وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا ، فإما أن تكفونا لواءنا وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه ، فغضبوا وقالوا : نحن نسلم إليك لواءنا ؟! ستعلم إذا التقينا كيف نصنع .

 


ونجح أبو سفيان في بث الحمية في حملة اللواء من بني عبد الدار ، ثم حاول إيقاع الفرقة بين المسلمين ، فأرسل رجلاً إلى الأنصار فقال لهم : يا معشر الأوس والخزرج خلوا بيننا وبين ابن عمنا ننصرف عنكم فإنه لا حاجة لنا بقتالكم ، فرد عليه الأنصار رداً عنيفاً . ثُم تقدم عبد عمرو بن صيفي أبو عامر وكان في الجاهلية يلقب بالراهب ، وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم جاهره بالعداء ، وخرج إلى مكة في خمسين من أتباعه يؤلبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحضهم على قتاله ، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاسق ، اقترب من المسلمين ليخذِّل الأوسيين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونادى : يا معشر الأوس : أنا أبو عامر ، قالوا : فلا أنعم الله بك عيناً يا فاسق ، فقال : لقد أصاب قومي بعدي شر ؛ ثم زحف الجمعان ودنا بعضهم من بعض ،

 

 وقامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها يضربن بالدفوف خلف الرجال ويحرضنهم على القتال ، ثم برزن أمام حملة لواء المشركين وهنَّ ينشدن :ويهاً بني عبد الدار ويهاً حماة الأدبار ضرباً بكل بتار


وأثار هذا التحريض المشركين ، وتقدم حامل اللواء طلحة بن أبي طلحة العبدري - وكان يُسمَّى كبش الكتيبة - يطلب المبارزة ، فخرج له علي بن أبي طالب فقتله، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبَّر المسلمون ، ثم حمل اللواء أخوه عثمان بن أبي طلحة وتقدم للقتال وهو يقول :إنّ على أهل اللواءحقاً أن تُخْضَبَ الصعدةُأو تندقا
فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فقتله ، وتحركت الصفوف المتقابلة وبدأت المعركة ، واشتد ثقلها حول لواء المشركين ، الذي حمله بعد عثمان أبو سعد بن أبي طلحة فقتله سعد بن أبي وقاص ، ثم حمله مسافع بن طلحة بن أبي طلحة فرماه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح بسهم فقتله ، ثم حمله الحارث بن طلحة فرماه عاصم أيضاً فقتله ، فحمل اللواء أخوه كلاب فانقض عليه الزبير بن العوام فقتله ، فحمله أخوه الجلاس فهاجمه طلحة بن عبيد الله وطعنه طعنة أودت بحياته ، ثم حمله أرطأة بن شرحبيل فقتله علي ، ثم حمله شريح بن قارظ ، فقتله أحد المسلمين ، فحمله غلام لهم حبشي يقال له صُؤَاب فقُتل أيضاً ، وسقط لواء المشركين على الأرض ولم يجرؤ أحد على حمله ،

 

 

 واندفع حمزة بن عبد المطلب وأبو دجانة وغيرهما من أبطال المسلمين إلى قلب جيش المشركين وهم يهتفون كلمة السر (( أمت أمت )) ، وحاول خالد بن الوليد وفرسانه اقتحام الجناح الأيسر لجيش المسلمين فأمطرهم الرماة من جبل عينين بوابل من السهام فارتدوا ، ثم كرروا محاولتهم مرات أخرى ففشلوا ، وتضعضعت صفوف المشركين ، وبدأوا بالتراجع والتفرق ، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون ، ووصلوا إلى خيامهم ، قال ابن إسحاق : ( وأنزل الله نصره على المسلمين ، وصدقهم وعده ، فحسوهم بالسيوف وكشفوهم عن المعسكر وكانت الهزيمة لاشك فيها ) .

 


وتوزع المسلمون خلف المشركين ، الذين بدأوا يتخففون من دروعهم وأسلحتهم لينجوا بأنفسهم ، فأخذ بعض المسلمين يجمعونها غنائم حرب ، ودخل بعضهم مضارب المشركين يغتنمون ما فيها ، وابتعدوا عن موقع الالتحام الأول ، ورأى الرماة الواقفون على الجبل ما يجري فظنوا أن المعركة حُسمت ، ودعا بعضهم للنـزول من الجبل والمشاركة في جمع الغنائم ، وذكَّرهم قائدهم عبد الله بن جبير بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أن لا يتركوا مواقعهم حتى يُبَلِّغهم فلم يستجيبوا له لاعتقادهم بأن المعركة انتهت ، ونزلوا من الجبل وانطلقوا خلف المشركين المشتتين عدا عشرة منهم ثبتوا مع قائدهم .

 


ورأى خالد بن الوليد ، وكان غير بعيد عن المكان نزول الرماة وتوزع المسلمين خلف المشركين فانتهز الفرصة وانطلق بفرسانه ، وتبعه عكرمة ، وكر على الرماة الباقين مع قائدهم ، فقاوموه بشدة ، ولكن قلة عددهم وكثرة عدد الفرسان والمفأجاة غير المتوقعة جعلتهم يسقطون واحداً بعد الآخر حتى استشهدوا جميعهم ، وأصبح خالد وفرسانه في ظهور المسلمين وهجموا عليهم من خلفهم ، وعلت أصواتهم يدعون بقية المشركين للثبات والتجمع وقتال المسلمين .

 


ورأى المشركون المنهزمون التطور الجديد فانقلبوا نحو المسلمين ، وأسرعت عمرة بنت علقمة الحارثية إلى اللواء فرفعته فالتفوا حوله وشدوا على المسلمين من الأمام ومن الخلف ، وحمل ابن قمئة على مصعب بن عمير حامل لواء المهاجرين فقتله ، وكانت طلعة مصعب شبيهة بطلعة النبي صلى الله عليه وسلم ، وخاصة إذا لبس السلاح ، فظن أنه قد قتل النبي صلى الله عليه وسلم فصاح بأعلى صوته (( لقد قتلت محمداً )) وارتاع الصحابة الذين سمعوا صوته لهذا الخبر فانطلق بعضهم هائماً على وجهه ، وصعد بعضهم الجبل ، وأسقط في أيدي طائفة أخرى ، لا يدرون ما يفعلون ، وأخذ بعضهم يقاتل كل من يواجهه ، فأصابوا بعض المسلمين خطأ ، ورأى حذيفة بن اليمان أباه يقتل خطأً بسيوف المسلمين ولم يستطع تداركه .

 


وثبتت طائفة من المسلمين وقالوا : يا قوم إن كان محمد قد قتل فإن رب محمد لم يقتل ، وكان منهم أنس بن النضر رضي الله عنه الذي قال : اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني بعض المسلمين - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين - ، ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال : يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر إني لأَجد ريحها من دون أحد ، وقاتل ببسالة حتى استشهد . قال أنس : فوجدنا في جسده بعد المعركة بضعاً وثمانين ما بين ضربة بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم .

 


ونادى ثابت بن الدحداحة قومه قائلاً : يامعشر الأنصار إن كان محمد قد قتل فإن الله حي لا يموت ، قاتلوا عن دينكم فإن الله مظفركم وناصركم ، ومر رجل من المهاجرين على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه ، فقال: له يا فلان أشعرت أن محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل ؟ فقال الأنصاري : إن كان محمد قد قتل فقد بَلَّغ فقاتلوا عن دينكم .

 


وكان لهذه المواقف العظيمة أكبر الأثر في رفع الروح المعنوية للمسلمين الذين ثبتوا وقاتلوا ببسالة ، وقتلوا عدداً من المشركين ، وسقط عدد منهم شهداء ، وأخذ وحشي الذي وعده سيده بالعتق يبحث عن حمزة ، فرآه - كما رَوى فيما بعد - يَهدُّ الناس بسيفه ، وانتهز فرصة انشغاله بقتال أحد المشركين ورماه بحربة اخترقت أحشاءه ، واتجه إليه حمزة ليقتله ، لكن إصابته البليغة أثخنته ، فسقط شهيداً .

 


أما النبي صلى الله عليه وسلم فكان في طرف الجيش يراقب مطاردة المسلمين للمشركين ، وكان معه عدد قليل من الصحابة ، وفوجئوا بهجوم الفرسان ، وهنا تجلت شجاعته صلى الله عليه وسلم وثباته ،فقد رفع صوته ينادى أصحابه ويقول : (( إليَّ يا فلان أنا رسول الله ))  .

 


وسمع بعض المشركين نداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتجهوا إليه ، ودارت حوله معركة طاحنة تفانى فيها الصحابة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ روى النسائي بسنده عن جابر بن عبد الله قال : ( لما كان يوم أحد وولى الناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية في اثني عشر رجلاً من الأنصار فيهم طلحة بن عبيد الله ، فأدركه المشركون ، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : من للقوم ؟ فقال طلحة: أنا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كما أنت ، فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فقال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم التفت فإذا المشركون ، فقال : من للقوم ، فقال طلحة : أنا ، قال : كما أنت ، فقال رجل من الأنصار : أنا ، فقال : أنت ، فقاتل حتى قتل ، ثم لم يزل يقول ذلك ويخرج إليه رجل من الأنصار فيقاتل قتال من قبله حتى يقتل ، حتى بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من للقوم ؟ )) ، فقال طلحة : أنا ، فقاتل طلحة قتال الأحد عشر حتى ضربت يده فقطعت أصابعه ، وغشيته الجراح ، ونزف منه الدم ) ، وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتلهم وحده . وكانت ساعة صعبة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم . لكن المدد الإلهي لا ينقطع عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ، ما رأيتهما قبل ولا بعد )) وعند مسلم (( يعني : جبريل وميكائيل )) .

 


ورغم هذا التفاني والدفاع المستميت من هؤلاء الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن بعض المشركين وصلوا إليه ، فرماه عتبة بن أبي وقاص بالحجارة فوقع لشقه ، وأصيبت رباعيته ، واندفع إليه عبد الله بن شهاب الزهري فشجه في جبهته ، وجاء ابن قمئة فضربه على عاتقه بالسيف ضربة عنيفة ، إلا أنه لم يتمكن من هتك الدرعين ، ثم ضربه على وجنته صلى الله عليه وسلم فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته الشريفة ، وقال خذها وأنا ابن قمئة ؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمسح الدم عن وجهه الشريف : أقمأك الله .

 


ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر الفاسق ليقع فيها المسلمون ، فأخذ علي بيده ، ورفعه طلحة حتى استوى قائمًا ، ومص مالك بن سنان الدم عن وجهه الشريف ، ورغم هذا الضغط الشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه بقي ثابتًا لا يتزعزع .

 


روى البيهقي عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه أنه قال : فأوجبوا والله قتلاً ونالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نالوا ، ألا والذي بعثه بالحق إن زال رسول الله صلى الله عليه وسلم شبراً واحداً وإنه لفي وجه العدو ، ويفيء إليه طائفة من أصحابة مرة ، وتفترق مرة أخرى ، وقع كل هذا بسرعة كبيرة قبل أن يصل إليه الصحابة ، وكان أول من وصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ، وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما ، كما روى ذلك الحاكم وغيره عن عائشة رضي الله عنها عن أبيها أبي بكر الصديق قال: (( لما جال الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبصرت به من بعد فإذا برجل قد اعتنقني من خلفي مثل الطير يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح وإذا أنا برجل يرفعه مرة ويضعه أخرى فقلت : أما إذا أخطأني لأن أكون أنا هو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجيء طلحة فذاك أنا وأمر فانتهينا إليه فإذا طلحة يرفعه مرة ويضعه أخرى وإذا بطلحة ست وستون جراحة وقد قطعت إحداهن أكحله فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب على وجنتيه فلزقت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه فلما رأى أبو عبيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزع إحداهما بثنيته فمدها فندرت وندرت ثنيته ثم نظر إلى الأخرى فناشدني الله لما أن خليت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهزها بالثنية الأخرى فمدها فندرت وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة أثرم الثنايا )) .

 


وفي وقت قصير تجمع حول النبي صلى الله عليه وسلم عدد من الصحابة ، منهم عمر بن الخطاب ، وأبو طلحة ، وعلي بن أبي طالب ، والمقداد بن الأسود ، ومالك بن سنان ، وسعد بن أبي وقاص ، وزيد بن سهل ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ ، ومحمد بن مسلمة ، وأبو دجانة ، وعبد الله بن مسعود ، وسهل بن حنيف ، وعبد الرحمن بن عوف ، والزبير بن العوام ، والحارث بن الصمة ، والحباب بن المنذر ، وعاصم بن ثابت ، ونسيبة بنت كعب ؛ وفي الوقت نفسه وصلت أعداد أخرى من المشركين يطمعون في النيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فدارت معركة ضروس ضرب فيها هؤلاء الصحابة أروع الأمثلة في التضحية والفداء ؛ فقد أقاموا من أنفسهم سوراً ترّسوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يمكنوا المشركين من الخلوص إليه ؛ ووقف أبو دجانة أمام النبي صلى الله عليه وسلم وترَّس عليه بظهره ، فكانت النبل تقع عليه وهو لا يتحرك حتى امتلأت ظهره سهاماً ،

 

وجلس أبو طلحة الأنصاري بين يديه صلى الله عليه وسلم ووضع ترسه أمامه يقيه بها ، وجعل يرمي القوم ، وكان رامياً شديد النـزع كسر يومئذ قوسين أو ثلاثاً ، وكان الرجل يمر معه جعبة من النبل فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: انثرها لأبي طلحة ، قال : ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم ، فيقول أبو طلحة : بأبي أنت وأمي لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم ، نحري دون نحرك ، وجلس سعد بن أبي وقاص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضاً يرمي بالسهام ويقول : اللهم سهمك فارم به عدوك ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم استجب لسعد ، اللهم سدد لسعد رميته ، إِيْهاً سعد فداك أبي وأمي ، وقاتل عبد الرحمن بن عوف قتالاً شديداً حتى جرح قريباً من سبعين جرحاً ، وقاتل شماس بن عثمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يميناً ولا شمالاً إلاّ رأى شماساً في ذلك الوجه يضرب بسيفه حتى استشهد؛ وجعل سهل بن حنيف ينضح بالنبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نبلوا سهلاً فإنه سهل، ورأت نسيبة بنت كعب أم عمارة وكانت في نسوة خلف الجيش يداوين الجرحى , ويسقين العطشى ، تطور الموقف واشتداد الضغط على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحملت السيف وصارت تقاتل بين يديه ، وثبت قتادة بن النعمان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصيبت عينه حتى وقعت على وجنته فردها رسول صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة فكانت أحسن عينيه وأحدَّهما.

 

 


وهكذا دافعت هذه الثلة المؤمنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبعدت المشركين عن الموقع الذي كان فيه ، ثم انحازت به صلى الله عليه وسلم نحو الشعب في جبل أحد ليحتموا به ، وكان عنده عدد من المسلمين الذين تركوا ميدان المعركة وهم يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل ، وكان أول من عرفه كعب بن مالك قال : عرفت عينيه الشريفتين تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأشار إليَّ أن أنصت ، ولما قارب الشعب لحقه أُبَيّ بن خلف وهو يقول : أين محمد؟ لا نجوت إن نجا ، فقال القوم : يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟ ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : دعوه ، فلما دنا منه تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة ، ثم استقبله فطعنه في عنقه فسقط عن فرسه ، فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور ، فقالوا له : ما أعجزك إنما هو خدش ، فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : بل أنا أقتل أبياً ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لو كان هذا الذي بي بأهل المجاز لماتوا أجمعين ، فمات قبل أن يصل مكة ، ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة في فم الشعب ليعلوها ، وقد كان بدن وظاهر بين درعين ؛ فلم يستطع أن يرقاها ، فجلس طلحة بن عبيد الله تحته ونهض به حتى استوى عليها وبشره بالجنة .

 


واندفعت مجموعة من المشركين منهم أبو سفيان وخالد بن الوليد إلى الجبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه لاينبغي لهم أن يعلونا ، فتصدى لهم عمر بن الخطاب في جماعة من المهاجرين فردوهم ، وكان هذا آخر هجوم قام به المشركون ، ولما لم يكونوا يعرفون عن مصير النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً - بل كانوا على شبه اليقين من قتله - رجعوا إلى مقرهم ، وأخذ بعضهم يتشفى من شهداء المسلمين ويمثلون بجثثهم ، وكان أسد الله حمزة أكثر الشهداء تمثيلاً به لشدة ما لاقوه منه في بدر وأحد ، فقد بُقرت بطنه ، واستخرجت هند بنت عتبة كبده ولاكتها ولم تستطع أن تستسيغها فلفظتها .

 


وأنزل الله على المؤمنين النعاس أمنة منه ، روى الترمذي عن أبي طلحة قال : ( رفعت رأسي يوم أحد فجعلت أنظر وما منهم يومئذ أحدٌ إلاّ يَميدُ تحت حجفته من النعاس فذلك قوله عز وجل :  ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً  ؛ فكان في هذا النعاس سكينة للمسلمين وراحة .

 


وتجمع المشركون بعد أن خلت ساحة المعركة يتهيئون للرحيل ، وعاد أبو سفيان ومعه بعض المشركين إلى الجبل قرب الشعب ونادى من على صخرة : أفي القوم محمد ؟ فقال صلى الله عليه وسلم لا تجيبوه ، فنادى : أفي القوم ابن أبي قحافة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجيبوه ، فنادى: أفي القوم ابن الخطاب ؟ فلم يجبه أحد ، قال : إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا ، فلم يملك عمر نفسه فنادى : كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك ، ثم قال أبو سفيان : أعل هبل ، فقال صلى الله عليه وسلم: أجيبوه ، قالوا : ما نقول ؟ قال : قولوا : الله أعلى وأجل . قال أبو سفيان : لنا العزى ولا عزى لكم ؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه . قولوا : الله مولانا ولا مولى لكم . ثم قال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال ، وتجدون مُثْلَة لم آمر بها ولم تسؤني ، فأجابه عمر : لا سواء ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . ثم قال أبو سفيان : هلم إليّ يا عمر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : ائته فانظر ما شأنه ؛ فأشرف عليه فقال له أبو سفيان : أنشدك بالله يا عمر أقتلنا محمدًا ؟ قال عمر : اللهم لا وإنه ليسمع كلامك الآن ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر ، وقبل أن ينصرف ومَنْ معه نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه : (( قل : نعم هو بيننا وبينكم موعد )).

 


وبعد قليل أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في آثارهم ، وقال له : انظر ماذا يصنعون ، وماذا يريدون ، فإن كانوا جَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ثم لأناجزنهم ؛ قال علي : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجَنَّبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة .

 


ثم إن علياً  خرج إلى أَحد المهاريس التي في أُحد فملأ تِرسه ماءً وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يسكب الماء وفاطمة تغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأت أن الماء لا يزيده إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها وألصقتها فاستمسك الدم .

 


وتفرغ الناس لقتلاهم وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت ليأتيه بخبر سعد بن الربيع وقال له : إن رأيته فأقرئه مني السلام وقل له : يقول لك رسول الله كيف تجدك ، قال زيد : فجعلت أطوف بين القتلى فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح وضربة بسيف ورمية بسهم ، فقلت له : يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام ويقول لك خبرني كيف تجدك ؟ ، قال : وعلى رسول الله السلام وعليك السلام ، قل له : يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة ، وقل لقومي الأنصار : لا عذر لكم عند الله أن يُخلص إلى رسول الله وفيكم شُفر يطرف . قال : وفاضت نفسه رحمه الله .

 


وفقد رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه حمزة بن عبد المطلب فلم يجده حين فاء الناس من القتال ، فقال رجل : رأيته عند تلك الشجرة وهو يقول : أنا أسد الله وأسد رسول الله اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء - لأبي سفيان وأصحابه - وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء - من انهزامهم - فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه ، فلما رأى جبهته بكى ، ولما رأى ما مُثِّل به شهق ثم قال : (( سيد الشهداء عند الله تعالى يوم القيامة حمزة )) ، وقال : (( رحمة الله عليك قد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات ولولا حزن من بعدك عليك لسرني أن أدعك حتى تجيء من أفواه شتى )) ، ثم حلف : (( والله لأُمَثِّلَن بسبعين منهم مكانك )) ؛ فنـزل القرآن بعدئذ :  وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين  إلى آخر السورة ، فكفَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه ، وأمسك عما أراد .

 


وتفقد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابةُ بقيةَ الشهداء ، وكان من بينهم حنظلة بن أبي عامر وجدوه والماء يقطر منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم لتغسله الملائكة فاسألوا أهله ما شأنه ؟ فسألوا امرأته فقالت : خرج وهو جنب حين سمع الهاتف ، فقال صلى الله عليه وسلم: لذلك غسلته الملائكة ، فلقب بغسيل الملائكة .

 


ووجدوا بين الشهداء رجلاً من يهود بني ثعلبة ، يدعى مخيريق ، قد خرج يوم أحد وقال : يا معشر يهود ، والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق ، قالوا : إن اليوم يوم السبت ، قال: لا سبت لكم ، فأخذ سيفه وعدته وقال : إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء ، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مخيريق خير يهود )) .

 


ووجدوا في الجرحى عمرو بن ثابت الأصيرم ، وبه رمق يسير ، وكانوا من قبل يعرضون عليه الإسلام فيأباه ، فقالوا : إن هذا الأصيرم ما جاء به ؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر ، ثم سألوه ما الذي جاء بك ؟ أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام ؟ فقال : بل رغبة في الإسلام ، آمنت بالله ورسوله ، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما ترون ، ومات من وقته ، فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : هو من أهل الجنة ، قال أبو هريرة : ولم يصل لله قط .

 


ووجدوا في الجرحى رجلاً يقال له قزمان ، وكان ذا بأس ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا ذُكر له يقول : هو من أهل النار ، فلما كان يوم أحد قاتل قتالاً شديداً وقتل وحده ثمانية من المشركين ، فأثبتته الجراحة ، فاحتملوه إلى دار بني ظفر ، وجعل رجال من المسلمين يقولون له : والله لقد أبليت اليوم يا قزمان فأبشر ، قال بماذا أبشر ؟ فوالله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ولولا ذلك ما قاتلت ، فلما اشتدت عليه الجراح أخذ سهماً من كنانته فقتل نفسه .

 


ولما انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من تفقد الشهداء أمر بنـزع الجلود والحديد عنهم ، وكانوا سبعين شهيداً ، على أشهر الأقوال ، منهم أربعة من المهاجرين ، وقيل : ستة ، والباقي من الأنصار وأمر بدفنهم في مصارعهم وقال : (( أنا شهيد على هؤلاء ، كفنوهم بدمائهم فإنه ليس جريح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمي ، لونه لون الدم وريحه ريح المسك ، قدموا أكثرهم قرآناً فاجعلوه في اللحد )) ، فكانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في قبر واحد ، وروى ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أمر بدفن القتلى : (( انظروا عمرو بن الجموح وعبد الله بن حرام فإنهما كانا متصافيين في الدنيا فاجعلوهما في قبر واحد ))فدفنا في قبر واحد وكفنا في نمرة واحدة .

 


ولما مر النبي صلى الله عليه وسلم بمصعب بن عمير وقف عليه ودعا له وقرأ :  من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه  ، ثم قال : (( لقد رأيتك بمكة وما بها أحد أرق حلة ولا أحسن لمة منك )) ، ولما أرادوا دفنه لم يجدوا عنده إلا نمرة إذا غطوا بها رأسه خرجت رجلاه ، وإذا غطوا بها رجليه خرج رأسه ؛ فقال صلى الله عليه وسلم : (( غطوا بها رأسه واجعلوا على رجليه من الإذخر )) .

 


ولما فرغ صلى الله عليه وسلم من دفن الشهداء ركب فرسه متوجهاً إلى المدينة ، والمسلمون حوله ، فلما كانوا بأصل أحد قال : اصطفوا حتى أثني على ربي عز وجل ، فاصطف الرجال خلفه ثم النساء ، ثم قال : (( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ، ولا باسط لما قبضت ، ولا هادي لمن أضللت ولا مضل لمن هديت ، ولا معطي لما منعت ، ولا مانع لما أعطيت ، ولا مقرب لما باعدت ، ولا مباعد لما قربت ، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك ، اللهم إنا نسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول ، اللهم إنا نسألك النعيم يوم القيامة ، والأمن يوم الخوف ، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا ، وشر ما منعت ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين ، اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين ، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك واجعل عليهم رجزك وعذابك ، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق )) .

 


ولما وصل صلى الله عليه وسلم مشارف المدينة لقيته حمنة بنت جحش رضي الله عنها ، فنعى لها النبي صلى الله عليه وسلم أخاها عبد الله فاسترجعت واستغفرت له ، ثم نعى لها خالها حمزة بن عبد المطلب ، فاسترجعت واستغفرت له ، ثم نعى لها زوجها مصعب بن عمير ، فصاحت وولولت ، فقال صلى الله عليه وسلم : (( إن زوج المرأة منها لبمكان )) ، ومر بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها فلما نُعُوا لها قالت : فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيراً يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين ، قالت : أرونيه أنظر إليه قال : فأشير لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : كل مصيبة بعدك جلل ( تريد صغيرة )، وجاءت أم سعد بن معاذ تعدو نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على فرسه ، وسعد آخذ بلجامها ، فقال سعد : يا رسول الله أمي ، فقال صلى الله عليه وسلم : مرحباً بها ووقف لها ، فدنت حتى تأملت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنها عمرو بن معاذ ، فقالت : أما إذ رأيتك سالماً فقد اشتويتُ المصيبة - أي استقللتها - ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم سعد أبشري وبشري أهلهم : إن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعاً وقد شفعوا في أهلهم جميعاً ، قالت : رضينا يا رسول الله ، ومن يبكي عليهم بعد هذا ؟! ثم قالت : يا رسول الله ادع لمن خُلّفوا ؛ فقال : (( اللهم أذهب حزن قلوبهم ، واجبر مصيبتهم ، وأحسن الخلف على من خلفوا )) .

 


ثم تابع النبي صلى الله عليه وسلم سيره نحو بيته وفي الطريق سمع نساء الأنصار يبكين على شهدائهن ، فذرفت عيناه ، وقال : (( لكن حمزة لا بواكي له )) ، ثم دخل بيته متكئاً على سعد بن معاذ وسعد بن عبادة ، ثم ناول سيفه ابنته فاطمة وقال : اغسلي عن هذا دمه فو الله لقد صدقني اليوم ، وناولها علي سيفه فقال : وهذا فاغسلي عنه دمه ، فو الله لقد صدقني اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة )).

 


ولما أذن بلال المغرب خرج رسول الله متوكئاً على السعدين فصلى بهم ، ثم عاد إلى بيته ، ثم جاءت نساء الأنصار يبكين حمزة  ، ولما أذن بلال العشاء لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غاب ثلث الليل ، فناداه بلال : الصلاة ، فهب الرسول صلى الله عليه وسلم من نومه وخرج فإذا هو أخف في مشيته منه حين دخل، وسمع بكاء نساء الأنصار على حمزة فقال : (( مروهن فليرجعن ولايبكين على هالك بعد اليوم )) .

 


وبات المسلمون الذين عادوا من المعركة وهم في غاية الجهد والتعب ، وبقيت طائفة منهم تحرس المدينة من أنقابها ، وبعضهم يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي صباح اليوم التالي أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو وألاّ يخرج إلاّ من حضر المعركة ، واستجاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم للنداء رغم الجراحات الكثيرة وساروا معه صلى الله عليه وسلم حتى بلغوا حمراء الأسد على بعد ثمانية أميال من المدينة فعسكروا هناك .

 


وأما المشركون فإنهم لما بلغوا الروحاء على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة تلاوموا وقال بعضهم لبعض : لا مُحَمَّدًا قتلتم ولا الكواعب أردفتم ، بئسما صنعتم ، وتداعوا للعودة إلى المدينة ، فأنكر صفوان بن أمية ذلك عليهم وقال: يا قوم لا تفعلوا فإني أخاف أن يجتمع عليكم من تخلف عن الخروج ، فارجعوا والدولة لكم فإني لا آمن إن رجعتم أن تكون الدولة عليكم ، وبينما هم كذلك إذ مر بهم معبد بن أبي معبد الخزاعي وكان قد مر برسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد - وكانت خزاعة عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمهم وكافرهم - فلما رآه أبو سفيان قال : ما وراءك يا معبد؟ قال : محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقاً . قال: ويحك ما تقول ؟ قال : والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل . قال : فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم ، قال إني أنهاك عن ذلك .

 


وحينئذ تضعضعت عزائم المشركين ودب فيهم الرعب فقرروا مواصلة السير إلى مكة ، ومر ركب من بني عبد القيس متجهاً إلى المدينة فوجد أبو سفيان الفرصة لتثبيط المسلمين عن ملاحقتهم ، فقال للركب : أين تريدون ؟ ، قالوا: المدينة ، قال : ولم ؟ ، قالوا : نريد الميرة ، قال : فهل أنتم مبلغون عني محمداً رسالة أرسلكم بها وأحمل لكم هذه غداً زبيباً بعكاظ إذا وافيتموها ؟ ، قالوا : نعم ، قال : فإذا وافيتموه فأبلغوه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم ؛ فمرَّ الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بالذي قال أبو سفيان ، فقال : حسبنا الله ونعم الوكيل .

 


وصرف الله المشركين عن العودة إلى المدينة بفضل هذه السياسة الحكيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمضوا إلى مكة . وفي حمراء الأسد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم أبا عزة الجمحي الشاعر ، وكان ممن أسر ببدر ومنَّ عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لفقره وكثرة عياله على ألا يظاهر عليه أحداً ، لكنه غدر ، فلما أخذه قال : يامحمد أقلني وامنن عليَّ فقال صلى الله عليه وسلم: والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول : خدعت محمداً مرتين ، اضرب عنقه يا زبير .

 


كما أخذ معاوية بن المغيرة بن أبي العاص ، وكان لجأ إلى ابن عمه عثمان بن عفان  ، فاستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه على أنه إن وجد بعد ثلاث قتله فأقام بعد ثلاث وتوارى يتجسس على المسلمين ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وعمار بن ياسر فتعقباه فقتلاه .


وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاءثم رجع إلى المدينة ، وهي تفور بالنفاق فور المرجل ، فقد أظهر المنافقون نفاقهم ، واليهود غشهم ، وقالوا : لو كان نبياً ما ظهروا عليه ولكنه طالب مُلْك ، وقال المنافقون للمسلمين : لو أطعتمونا ما قتلتم .

 

 



الملحق الأول : أسماء الشهداء :


اختلف أصحاب السير والتاريخ في عدد شهداء أحد وأسمائهم اختلافًا كبيرًا ؛ فابن إسحاق اقتصر على ذكر خمسة وستين شهيدًا ؛ أربعة من المهاجرين ، وواحد وستين من الأنصار .واستدرك عليه ابن هشام خمسة شهداء من الأنصار ، فكمل العدد عنده سبعون .وأما ابن سعد في الطبقات فجعل السبعين من الأنصار خاصة ، ثم لما ترجم لهم زادوا على ذلك .ذكر ابن عبد البر أن عدد الشهداء واحد وسبعون شهيدًا .وقد استدل البعض على أن الشهداء سبعون فقط ، بقوله تعالى : " أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها " ، قال : إن هذه الآية تسلية للمؤمنين عمن أصيب منهم في أحد ، بأنهم قد أصابوا من المشركين يوم بدر سبعين قتيلاً وسبعين أسيرًا ، وهذا ضعف ما أصيب منهم في أحد ، لكن إذا ما أحصينا أسماء شهداء أحد الذين ذكروا في مصادر السيرة والتاريخ فإنهم يزيدون على المائة .
قال ابن سيد الناس : فإن صلح ذلك - أي الاستشهاد بالآية على العدد - نقدًا وحملاً ، فالزيادة - أي الموجودة في المصادر - ناشئة عن الخلاف في التفصيل ، وليست زيادة في الجملة .


وإليك قائمة بأسماء هؤلاء الشهداء ، الذين ذكرهم ابن هشام في كتابه :


1 - حمزة بن عبد المطلب الهاشمي ( سيد الشهداء )


2 - عبد الله بن جحش العبشمي

3 - مصعب بن عمير العبدري

4 - شماس بن عثمان المخزومي

5 - عمرو بن معاذ بن النعمان


6 - الحارث بن أنس بن رافع

7 - عمارة بن زياد بن السكن

8 - سلمة بن ثابت بن وقش

9 - عمرو بن ثابت بن وقش

10 - ثابت بن وقش

 11 - رفاعة بن وقش

12- - ( اليمان ) حسيل بن جابر ، ( أبو حذيفة )

13 - صيفي بن قيظي


14 - حَبَاب بن قيظي


15 - عباد بن سهل


16 - الحارث بن أوس بن معاذ


17 - إياس بن أوس بن عتيك

18 - عبيد بن التيهان

19 - حبيب بن يزيد بن تيم

20 - يزيد بن حاطب بن أمية بن رافع


21 - أبو سفيان بن الحارث بن قيس بن زيد


22 - حنظلة بن أبي عامر ( غسيل الملائكة )


23 - أُنَيس بن قتادة

24 - أبو حبة بن عمرو بن ثابت


25 - عبد الله بن جبير بن النعمان ( أمير الرماة )

 26 - خيثمة أبو سعد بن خيثمة


27 - عبد الله بن سَلِمة


28 - مالك بن تميلة ( حليف لهم من مزينة )

29 - سبيع (سويبق) بن حاطب بن الحارث


30 - عمرو بن قيس بن زيد


31 - قيس بن عمرو بن قيس


32 - ثابت بن عمرو بن زيد


33 - عامر بن مخلد


34 - سليم بن الحارث


35 - نعمان بن عبد عمرو


36 - خارجة بن زيد بن أبي زهير


37 - سعد بن الربيع بن عمرو


38 - أوس بن الأرقم بن زيد

39 - مالك بن سنان ( والد أبي سعيد الخدري )


40 - سعيد بن سويد بن قيس


41 - عتبة بن ربيع بن رافع

42 - ثعلبة بن سعد بن مالك

43 - سقف بن فروة بن ابن البَديّ

44 - عبد الله بن عمرو بن وهب

45 - ضمرة ( حليف لهم من جهينة )


46 - نوفل بن عبد الله

 47 - عباس بن عبادة بن نضلة


 48 - نعمان بن مالك بن ثعلبة

 49 - المجذر بن ذياد ( حليف لهم من بلي )

50 - عبادة بن الحَسْحاس


51 - عمرو بن إياس

52 - رفاعة بن عمرو

53-ومن بني ثعلبة بن عمرو بن عوف

54 - عبد الله بن عمرو بن حرام

55 - عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام

 56 - خلاد بن عمرو بن الجموح

 57 - أبو أيمن مولى عمرو بن الجموح

58 - سليم بن عمرو بن حديدة


59 - عنترة ( مولى سليم بن عمرو )

60 - سهل بن قيس بن أبي كعب

61 - قيس بن عمرو بن قيس


62 - ثابت بن عمرو بن زيد

63 - عامر بن مخلد

64 - أبو هبيرة بن الحارث بن علقمة

65 - عم




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق