التَّلِب بن ثعلبة
رضي الله عنه
التَّلِب بن ثَعْلَبة بن ربيعة التَّميمي العَنْبَري ، والد مِلْقام ، صحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورَوَى عنه ، وكان في الذين نادوا من وراء الحجرات من بني تميم
تميم بن أوس
رضي الله عنه
تميم بن أوس بن خارجة بن سُود بن جَذيمة بن وداع الدَّاري ، أسلم في السنة التاسعة
من الهجرة ، وروى عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ، كانت له ابنة اسمها رقية 000
إيمانه
كان من علماء الكتابين ( نصرانياً ) ، وكان يختم في ركعة ، وكان كثير التهجّد ، وقام ليلة بآية حتى أصبح وهي قوله تعالى :( أم حَسِبَ الذين اجترحوا السّيئات ) سورة الجاثية
كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أقْطَعه بيت حَبْرون عندما سكن في فلسطين ، وهو أول من أسْرَج السِّراج في المسجد ، وأول من قصّ القصص في عهد عمر
حديث تميم الكبير
نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :( الصلاة جامعة )فخرج المسلمون الى المسجد وصلوا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلمّا قضى رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- صلاتـه جلس على المنبـر وهو يضحـك فقال :( ليلْزَمْ كلُ إنسانٍ مصّلاه )ثم قال :( أتدرون لِمَ جمعتُكم ؟) قالوا :( الله ورسوله أعلم )قال :( إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا رهبة ، ولكن جمعتكم لأنّ تميماَ الداري كان رجلاً نصرانياً ، فجاء فبايعَ وأسلمَ ، وحدّثني حديثاً وافقَ الذي كنتُ أحدّثكم عن المسيح الدَّجال
حدّثني أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجُذام ، فلعب بهم الموجُ شهراً في البحر ، ثم ارْفَؤوا إلى جزيرةٍ في البحر ، حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقْرُب السفينة -أي في السفن الصغيرة تكون مع السفينة الكبيرة- فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابّةٌ أهلب -أي غليظة الشعر- كثيرة الشعر ، لا يدرون ما قُبُلُـه من دُبـُره ، من كثرة الشعـر ، فقالوا :( ويلك ما أنتِ ؟!)فقالت :( أنا الجسّاسة )قالوا :( وما الجسّاسة ؟)قالت :( أيها القوم ! انطلقوا إلى هذا الرجل في الدّير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق )قال : لمّا سمّتْ لنا رجلاً فرِقْنا منها -أي خِفنا منها- أن تكون شيطانة
قال : فانطلقنا سْرَاعاً ، حتى دخلنا الدّير ، فإذا فيه أعظمُ إنسانٍ رأيناه قطّ خَلْقاً ، وأشدُّهُ وِثاقاً ، مجموعةٌ يداه إلى عُنقه ، ما بين رُكبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا :( وَيْلَك ! ما أنت ؟)قال :( قد قَدَرْتُم على خبري ! فأخبروني ما أنتم ؟)قالوا :( نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحريّة ، فصادفنا البحر حين اغتَلم -أي هاج- فلعب بنا الموجُ شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتِكَ هذه ، فجلسنا في أقرُبها ، فدخلنا الجزيرة ، فلقِيَتْنا دابّة أهلبُ كثير الشعر ، لا يُدرى ما قُبُلُهُ من دُبِرِه من كثرة شعره ، فقلنا :( ويلك ! ما أنتِ ؟)فقالت :( أنا الجسّاسة )قلنا :( وما الجسّاسة ؟)قالت :( اعمِدُوا إلى هذا الرجل في الدّير فإنّه إلى خبركم بالأشواق )فأقبلنا إليك سْرَاعاً ، وفزِعْنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة ؟)
فقال :( أخبروني عن نخـل بَيْسَـانَ -قرية بالشام-)قلنا :( عن أيِّ شأنها تَسْتَخْبـِر ؟)قال :( هل في العيـن ماءٌ ؟ وهل يزرع أهلهـا بماء العيـن ؟)قلنا له :( نعم ، هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها )قال :( أخبروني عن نبيِّ الأمّيّين ما فَعل ؟)قالوا :( قد خرج من مكة ونزل يثرب )قال :( أقاتله العرب ؟)قلنا :( نعم )قال :( كيف صنع بهم ؟)فأخبرناه أنّه قد ظهرَ على من يليه من العرب وأطاعوه )قال لهم :( قد كان ذلك ؟)قلنا :( نعم )قال :( أما أنّ ذاك خيرٌ لهم أن يطيقوهُ ، وإني مخبركم عني
إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يُؤذن لي في الخروج ، فأخرج فأسير في الأرض فلا أدعُ قريةً إلاّ هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة فهما محرّمتان عليّ كلتاهما ، كلّما أردت أن أدخل واحدةً أو واحداً منها ، استقبلني مَلَكٌ بيده السيفُ صلْتاً ، يصدُّني عنها ، وإنّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةً يحرسونها )
فقال رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وطعَنَ بمخْصرتِهِ في المنبـر :( هذه طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ ! هذه طَيْبَةٌ -يعني المدينة- ، ألا هلْ كنتُ حدّثتكم ذلك ؟)فقال الناس :( نعم )قال :( فإنّه أعجبني حديثُ تميمٍ أنّه وافق الذي كنت أحدّثكم عنه وعن المدينة ومكة : ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن ، لا بل من قِبَلِ المشرق ما هو ، من قِبَلِ المشرق ما هو ، من قِبَلِ المشرق ما هو )وأوْمَأ بيدِهِ إلى المشرق
فضله
قدِمَ معاوية بن حَرْمـَل المدينـة ، فلبث في المسجد ثلاثاً لا يُطْعِـم ، فأتى عمـر فقال :( يا أمير المؤمنيـن تائبٌ من قبل أن يُقْـدَرَ عليـه ؟)قال :( من أنت ؟)قال :( أنا معاوية بن حَرْمَل )قال :( اذهب إلى خير المؤمنين فانزل عليه )وكان تميم الدّاري إذا صلى ضربَ بيده عن يمينه وعن شماله فأخذ رجلين فذهَبَ بهما ، فصلّى معاوية إلى جنبه ، فضرب يده فأخذ بيده فذهب به ، فأتيا الطعام ، فأكل أكلاً شديداً ما شبع من شدة الجوع
وفاته
انتقل الى الشام بعد قتل عثمان -رضي اللـه عنه- ونـزل بيـت المقـدس ، ووجِدَ على قبـره أنه مات سنـة (40 للهجرة )000وقبره في بيت جِبْرون ( حَبرون ) في فلسطين
المقال السابق
المقال التالى