| القاهرة - من أغاريد مصطفى |
في مقابل الهجمة الشرسة على الحبيب المصطفى، وخير البشرية، تم الانتهاء اخيرا من تدشين أكبر موقع لرسول الله «صلى الله عليه وسلم» على شبكة الإنترنت.
الموقع يبدأ بذكر قول الله تعالى «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم» «التوبة ـ 128»، وهو تقديم وتعريف رائع برسوله الكريم، ووصفه الجميل بأنه من أنفسكم وعزيز وحريص ورؤوف ورحيم. فكيف لا نحبه، وكيف لا يدخل قلوبنا ويستقر ويكون أحب إلينا من الدنيا وما فيها، وكيف لا نلتمس منه هذه المحبة ونسير على خطاه ونهتدي بهديه «صلى الله عليه وسلم».
ويتميز موقع رسول الله «www.old.rasoulallah.net» بأن من أراد أن يتعلم مختصر السيرة النبوية بصورة مبسطة بلا إخلال في المضمون فله ذلك عن طريق قبسات من السيرة في هذا الموقع فمن أراد أن يتبحر في السيرة النبوية بأدق تفاصيلها فله ذلك عن طريق السيرة لابن هشام، وهناك صفحة الرحيق المختوم باللغتين العربية والإنكليزية.
ومن بين الصفحات المتاحة على الموقع صفحة «زاد الميعاد في هدي خير العباد» لابن القيم، وصفحة خاصة لمن أراد أن يتبع رسول الله في جميع جوانب حياته، وصفحة الربط بين السيرة في أمهات الكتب والمقالات وبين الدروس الصوفية وشروح السيرة، وصفحة للاستعانة بأكثر من ألف سُنّة في اليوم والليلة.
هذا إضافة إلى صفحة للاستعانة بالوصايا النبوية في تربية أطفاله، وصفحة للاستعانة بوصايا الرسول في التعامل مع أخطاء الناس.
ويجمع الموقع جميع الشبهات المثارة حول رسول الله، وتمت ترجمتها والرد عليها، بالإضافة للرد على الجهل بالسيرة النبوية وأحداث التاريخ وتفسير أحداثه من زاوية طائفية أو مذهبية بعيدا عن الموضوعية بفهم أحداثه، وأخيرا الأسباب النفسية من حقد وكراهية، وهي أسباب قلما ينجو منها متعصب حاقد على الدين الحنيف ورسوله الكريم، قال تعالى «ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء» النساء من الآية 89 .
كما يتناول الموقع براءة الأنبياء والرسل «عليهم السلام» من الإرهاب، والدليل أن تعريف الإرهاب هو إيقاع الأذى المادي أو المعنوي بالآخرين ورفض الاستماع إليهم أو التحاور معهم، ويبدأ الأذى بالتكذيب أو التشهير، وهو مالا ينطبق على الأنبياء والرسل جميعا، فقد كانوا يريدون من قولهم مقارعة الحجة بالحجة وأن يسمحوا لهم بتبليغ رسالات ربهم دون أذى، وإنما تعريف الإرهاب ينطبق على أعدائهم، حيث يقعد أعداء الرسل في طريق الحق لقطعه على كل من يريد الوصول إلى الهدى، وأول من فعل ذلك هو إبليس، حيث جاء على لسانه في القرآن الكريم «قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم» «الأعراف 16».
وتضم هذه الصفحة أيضا مجموعة من الأسئلة حول الإرهاب، وما أسباب وصف النبي بالإرهاب، وبراءة الأنبياء والرسل عليهم السلام منه، والفرق بين الإرهاب والجهاد.
الصفحة عددت أسباب وصف النبي بالإرهاب، وقالت: نجد أن هناك «6» أسباب لذلك، أولها: اجتزاء النصوص الدينية، وعدم النظر إليها كوحدة متكاملة، فالتشريع الإسلامي يشمل الدين والدنيا والحرب والسلام، فقراءة النصوص التي تنظم قواعد الحرب وآدابها بمعزل عن النصوص التي تنظم حياة السلام قد توقع في الخلط وسوء الفهم.
ثانيا: عدم فهم الظروف التي أحاطت بالنصوص، فهنالك ما يسمى أسباب النزول ومعرفتها ضرورية لفهم ملابسات نزول النص.
ثالثا: أن الجهل بالعربية من الأسباب المهمة التي تدعو بعض الكتاب والمغرضين إلى وصف النبي بالإرهاب، فقراءة النص الديني بلغته الأصلية تزيل كثيرا من اللبس والغموض عنه، فهناك العام الذي يراد منه الخاص، وبعكسه الخاص الذي يراد منه العام، وهناك الترادف والمشترك والمبهم، وغير ذلك، ومعرفة قواعد البلاغة العربية مهمة جدا لفهم القرآن الكريم.
رابعا: الجهل بفلسفة الحياة، فالحياة فيها السلم وفيها الحرب، ولابد للدين الحق من أن ينظم قواعد الحياة في الحالتين، ولا يترك شؤون الحرب ليديرها الناس بأنفسهم فيكون دينا ناقصا.
ويستخدم أعداء الرسل جميع الأساليب الإرهابية لصرف الناس عن الهدى، فيدعوا الإرهابيون من أعداء الأنبياء والرسل إلى الحرب الإعلامية متمثلة في بذاءة اللسان مع الأنبياء ونعتهم بالألفاظ النابية، قال تعالى «كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون» «الذاريات 52»، ويحاصرون المؤمنين اقتصاديا ويشيعون الفاحشة ويلوثون الأعراض وسمعة المؤمنين بالإفك.
وقد تعرض النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام إلى مختلف أنواع الإرهاب من قومه حتى نجاه الله منهم، قال تعالى: «وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، «الأنفال 30».
ويفرق الموقع بين الإرهاب والجهاد، وبيَّن أن هناك خلطا بينهما، فالإرهاب أعمال عدوانية غير مشروعة، تنفرد بها عصابة أو مجموعة أو دولة، كما في الكيان الصهيوني لأغراض خاصة، والإرهاب هنا هو إفساد في الأرض، وتدمير للحياة الإنسانية، وهو ما ترفضه جميع الأديان والشرائع، وقد وقف الإسلام منه موقفا حاسما، قال تعالى: «ولا تعاونوا على الإثم والعدوان» «المائدة الآية 2».
وفرض الإسلام أشد العقوبات على الأعمال التي تهدد الأمن العام كعمل قطاع الطريق وغيره ما يستلزم أشد عقوبة، أما الجهاد في سبيل الله فهو جزء من منهج الأنبياء والمرسلين بمن فيهم محمد «صلى الله عليه وسلم»، وهو عبارة عن حرب عادلة لدفع العدوان أو لإزالة الديكتاتوريات الظالمة التي تحول دون الناس وبين حرية العقيدة.
قال تعالى: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ» «البقرة 256».
وليس الجهاد لإرغام الناس على الدخول في الإسلام، فالله تعالى هو المتكبر، وهو ملك الملوك، وقد دعا الناس إلى عبادته لما فيه مصلحتهم، والقرآن مأدبته في الأرض فمن رفض الدعوة لا يقبل الله عمله ولا يجبره على اعتناقها.
ويبرز الموقع شهادة كثير من «المستشرقين» على سماحة الإسلام، والذي بدأ به النبي محمد عليه الصلاة والسلام وأثمر هذا الخلق الإسلامي الكريم عند ملوك المسلمين وخلفائهم، من أمثال هؤلاء مفكرو الغرب مثل برناردشو الذي أشاد بشجاعة النبي محمد ووصفه بأنه كان نبيا كريما وقائدا عظيما يفهم فلسفة الحياة ويعمل وفق ما تقتضيه قوانينها، والحرب عنده وسيلة وليست غاية.
وفي الموقع، نجد تناولا كاملا لسيدنا محمد من جميع جوانبه، فتحت عنوان «محمد من الألف إلى الياء» تجد كل ما ورد عن محمد «صلى الله عليه وسلم» من سيرته وعائلته ونسبه وزوجاته وشمائله وغزواته وكل شيء، وكيف كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكيف كان يلاطف زوجاته ويداعبهن بأحب الأسماء إليهن أو يتخير الأسماء للتلميح.
فقد كان يقول «صلى الله عليه وسلم» لعائشة «يا عائش، هذا جبريل يقرئك السلام»، وكان يقول لها أيضا «يا حميراء»، والحميراء هي تصغير حمراء ويراد بها البيضاء كما قال ابن كثير وقال الذهبي «الحمراء في لسان أهل الحجاز البيضاء بحمرة، وهذا نادر فيهم، وغير ذلك من الأمثلة حول النبي محمد «صلى الله عليه وسلم». كما يقدم الموقع منهجا علميا للتحلي بأخلاق الرسول «صلى الله عليه وسلم»، والذي يبدأ بترك الفحش وخفض الصوت وترك التأنيب والتعنيف لخادمك وعدم التقصير في واجبك، وغير ذلك من الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها النبي «صلى الله عليه وسلم»، والتي على المسلمين اتباعها والعمل بها.
ويقول الموقع: إنه لا يزال أمامنا الكثير لتعريف العالم بأخلاق وشمائل وسنة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، ليؤكد أنه سيتم جمع كل ما يتعلق بالحبيب ونعرّف العالم به ويقرأ كل ما كتب عنه في المؤلفات الأدبية وأمهات الكتب وتقريبه للقارئ بكل يسر وسهولة.
ويدعو الموقع إلى تجديد مبايعة الرسول «صلى الله عليه وسلم» فيقول: تركت سنته بيضاء نقية ظاهرها كباطنها لا يزيغ عنها إلا هالك، لا تبتعدوا عنه، لا تبتعدوا عن سنة نبيكم المصطفى «صلى الله عليه وسلم»، تعالوا نحرص على أن نتبع حبيبنا المصطفى ولا نبدِّل.
رابط المقال
http://www.alraimedia.com/templates/frnewspaperarticledetail.aspx?npaid=30585