4- الأسطوانة المخلقة:
(أي المطيبة بطيب الخلوق): وهي الأسطوانة الملاصقة لمصلى النبي صلى الله عليه وسلم من جهة القبلة ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليها بعد تحوله عن أسطوانة عائشة رضي الله عنها ولكن هذه الأسطوانة اليوم متقدمة عن محلها الأصلي إذ محلها الأصلي عن اليمين الإمام إذا وقف في المصلى الشريف.
وروى يزيد بن عبيد أنه كان يجيء مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى (أي صلاة الضحى) فيعمد سلمة إلى مكان الأسطوانة المخلقة ويصلي عندها سبحة الضحى ، فقال له يزيد: ألا تصلي في مكان آخر من المسجد؟ فقال له سلمة: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام ، وهذا الحديث مروي في الصحيحين وفي صحيح البخاري عن يزيد بن عبيد: "كنت آتي مع سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فيصلي عند الأسطوانة التي عند المصحف - أي المخلقة - فقلت: يا أبا سلمة أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، فقال: فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها ".
وفي صحيح مسلم عن سلمة بن الأكوع أنه كان يتحرى موضع المصحف يسبح فيه وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك. فرضي الله عن سلمة وجميع الصحب الكرام، فإن استطعت أيها المسلم أن تتحرى بصلاتك ونوافلك المكان الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة فيه فافعل، ولكن احذر من أن تضر أحداً من الجالسين والقاصدين من الفضل مثلما تقصد حتى لا يتسبب ذلك في إحباط عملك.
وهذه الأسطوانة اليوم يرتكز عليها المحراب النبوي الشريف ومكتوب في أعلاها (الأسطوانة المخلقة) وسبب تسميتها بذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليها نخامة فساءه ذلك فقام أحد الصحابة وحك النخامة وطيب مكانها بطيب يسمى الخلوق فسر النبي صلى الله عليه وسلم لذلك واعتبر هذا أول تطييب للمسجد النبوي الشريف.
المقال السابق
المقال التالى