عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

وهذا مظهر آخر من المظاهر الحضارية في السيرة، فقد حذر رسولنا ~ صلى الله عليه و سلم ~ من انتزاع  المعلومات بالقوة من الناس، ففي ليلة المعركة بَعَثَ  النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~   عَلِيّ بْنَ أَبِي طالب فِي مفرزة إلَى مَاءِ بَدْرٍ في مهمة استخباراتية لجمع المعلومات، فوجدوا غلامين يستقيان للمشركين، فأَتَوْا بِهِمَا فَسَأَلُوهُمَا ، وَرَسُولُ اللّهِ  ~ صلى الله عليه و سلم ~ يُصَلّي، فقالا : نَحْنُ سُقَاةُ قُرَيْشٍ . فطفق الصحابة يضربوهما، حتى اضطر الغلامان لتغيير أقوالهما . فلما أتم رسول الله صلاته؛ قال لهما مستنكرًا : "والذي نفسي بيده إنكم لتضربونهما إذا صدقا و تتركونهما إذا كذبا .. إذَا صَدَقَاكُمْ ضَرَبْتُمُوهُمَا، وَإِذَا كَذَبَاكُمْ تَرَكْتُمُوهُمَا ؟ ! ، صَدَقَا ، وَاَللّهِ إنّهُمَا لِقُرَيْشِ" [1] .

هكذا كانت معاملة القيادة الإسلامية لمن وقع في قبض المخابرات الإسلامية للاستجواب، فنهى القائد عن تعذيب المستجوَب، أو انتزاع المعلومات منه بالقوة، فسبق اتفاقية جينيف الثالثة لعام 1949 التي تحظر إجبار الأسير على الإدلاء بمعلومات سوى معلومات تتيح التعرف عليه مثل اسمه وتاريخ ميلاده ورتبته العسكرية، ، وجرّم رسول الله كل أعمال التعذيب أو الإيذاء أوالضغط النفسي والجسدي التي تمارس على الأسير ليفصح عن معلومات حربية .

وثمة تقدم إسلامي على هذه الاتفاقات الأخيرة، فرسول الله قد طبق هذه التعاليم التي تحترم حقوق الأسير، بيد أن دول الغرب في العصر الحديث لم تعير اهتمامًا لهذه الاتفاقات ولم تحترمها، والدليل على ذلك ما يفعله الجنود الأمريكيون في الشعب العراقي والأفغاني .. وما يفعله الصهاينة في الشعب الفلسطيني.

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] ابن هشام  (ج 1 / ص 616)




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق