أولاً: حرمة قتل الذمي بغير حق
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍوt:
عَنْ النَّبِيِّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ قَالَ : " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" [1] .
ثانيًا: حرمة قذف الذمي
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ :مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ [2] لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِياطٍ مِنْ نَارٍ" قيل لِمَكْحُولٍ: مَا أَشَدُّ مَا يُقَالُ، قَالَ: يُقَالُ لَهُ:يَا ابْنَ الْكَافِر[3]ِ.
ثالثًا: تحريم ظلمه :
عن عبد الله بن جراد ، أن رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ قال :" من ظلم ذميًا مؤدياً الجزية [4] مقرًا بذلته ، فأنا خصمه يوم القيامة " [5] .
وفي ذلك يقول يقول كولدتسيهر [6] :
"فظلم أهل الذمة، وهم أولئك المحتمون بحمى الإسلام من غير المسلمين، كان يحكم عليه بالمعصية وتعدي الشريعة. ففي بعض المرات عامل حاكم إقليم لبنان الشعب بقسوة عندما ثار ضد ظلم أحد عمال الضرائب، فحكم عليه بما قاله الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~:(من ظلم معاهدًا، وكلفه فوق طاقته فأنا حجيجه يوم القيامة). وفي عصر أحدث من هذا ما رواه بورتر في كتابه (خمس سنين في دمشق) من أنه رأى بالقرب من بصرى (بيت اليهود) وحكى أنه كان في هذا الموضع مسجد هدمه عمر لأن الحاكم قد اغتصبه من يهودي ليبني عليه هذا المسجد!" [7] .
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
[1] صحيح – رواه البخاري، برقم 6403، باب بَاب إِثْمِ مَنْ قَتَلَ ذِمِّيًّا بِغَيْرِ جُرْمٍ
[2] حُد : أقيم عليه الحد والعقوبة
[3] المعجم الكبير للطبراني (ج 15 / ص 434)، مسند الشاميين للطبراني (ج 9 / ص 316)
[4] الجزية : هي عبارة عن اشتراك مالي يدفعه المعاهد أو الذمي من غير المسلمين، وهي مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية وحمايتها لهم.
[5] أبو نعيم الأصبهاني : معرفة الصحابة (ج 11 / ص 339)
[6] كولد تسيهر (1850-1921م) : عين أستاذًا محاضرًا في كلية العلوم بجامعة بودابست (1873) ثم أستاذ كرسي (1906). من آثاره: كتاب (العقيدة والشريعة في الإسلام) (باريس 1920)، و(درس في الإسلام) في جزأين كبيرين.
[7]كولدتسيهر: العقيدة والشريعة في الإسلام ، ص 46-47
المقال السابق