عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

 

يقول إميل درمنغم :  " كان كثير من المسلمين يكثرون من ... الصلاة والصوم، فرأى محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ أن القصد أولى من الإفراط. فأشار بالاعتدال في التقشف وبترك كل ما يميت النفس، وحدث أن بعضهم قادوا أنفسهم إلى الحج بربط أنوفهم بأرسان الجمال فقطع محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ هذه الأرسان؛ لأن الله ليست له حاجة بجدع الأنوف !" [1] .

ومثال ذلك  قصة الثلاثة الذين سألوا عن عبادة الرسول، ~ صلى الله عليه و سلم ~   فلما علموا ذلك كأنّهم تقالّوها‍! فقال أحدهم: أمّا أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الآخر: أمّا أنا فأصّلي الليل أبدًا، وقال الآخر: لا أتزوجّ النساء، فقال ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "  أأنتم الذين قلتم كذا وكذ ؟؟  أمَا والله إني أخشاكم لله وأتقاكم له، لكنيّ أصوم وأفطر، وأصلّي وأرقد، وأتزوج النّساء، فمن رغب عن سنّتي فليس منِّي" [2] !

و قد جاء رجل إلى النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ فقال: إنّي لأتأخرّ عن صلاة الصّبح من أجل فلان مما يطيل بنا..  قال أبو مسعود الأنصاري - راوي الحديث -: فما رأيتُ النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ غضب في موعظة قطّ أشدّ ممّا غضب يومئذ، فقال:

 " أيّها الناس !! إن منكم منفّرين ! فأيّكم أمَّ النّاس فليوجز، فإنَّ من ورائه الكبير، والضعيف، وذا الحاجة" [3]  .

و عن أنس بن مالك أن النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ رأى شيخًا يهادي بين ابنيه، فقال:

 "ما بال هذا؟" . قالوا: نذر أن يمشي، قال: " إنَّ الله عن تعذيب هذا لنفسه لغني" . وأمره أن يركب [4] ..

ودخل مرَّة المسجد فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: ما هذا الحبل؟ فقالوا: حبل لزينب، فإذا فترت تعلَّقت به، فقال ~ صلى الله عليه و سلم ~ : " حلّوه، ليصلّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد " [5] ..

وعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله، ~ صلى الله عليه و سلم ~: "  إيَّاكم والغلوّ في الدّين فإنَّما أهلك من كان قبلكم الغلوّ في الدّين " [6] ..

وعن ابن مسعود  قال: قال رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ : " هلك المتنطّعون !!!" قالها ثلاثًا

[7] .

وعن أنس بن مالك أن رسول الله، ~ صلى الله عليه و سلم ~ كان يقول: : " لا تُشّددوا على أنفسكم فيشدِّد الله عليكم، فإنَّ قومًا شدَّدوا على أنفسهم فشدَّد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصَّوامع والدّيارات رهبانيَّة ابتدعوها ما كتبناها عليهم " [8] .

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] اميل درمنغم : حياة محمد ، ص  297 – 298. ولم أبحث في صحة هذه القصة .

[2] صحيح – رواه  البخاري (6/116). ومسلم بمعناه (2/1020) رقم 1401.

[3] صحيح – رواه البخاري (1/172، 173). ومسلم (1/340) رقم 466، 467

[4] صحيح - رواه البخاري (7/234). ومسلم (3/1263، 1264) رقم 1642، 1643.

[5] صحيح - رواه البخاري (2/48). ومسلم (1/542) رقم (784).

[6] صحيح - رواه النسائي (5/268) برقم 3057 . وابن ماجة (2/1008) برقم 3029 وأحمد (1/215، 347)، وصححه الحاكم (1/466)، ووافقه الذهبي، وصححه - أيضًا- الألباني كما في السلسلة الصحيحة رقم 1283، وصحيح الجامع رقم 2680.

[7] صحيح - رواه مسلم (4/2055) برقم (2670). وأبو داود (4/201) برقم 4608. وأحمد (1/386).

[8] حسن – رواه أبو داود (4/276، 277) رقم 4904، وأبو يعلى، في المطالب العالية (1/117) رقم 422 وفي إسناد هذا الحديث: سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء؛ مختلف في توثيقه. قال الحافظ في التقريب ص (238) مقبول. وقال - أيضًا - في التهذيب (4/57): ذكره ابن حبان في الثقات، وروى له أبو داود حديثًا واحدًا.. وذكر هذا الحديث. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/259): رجاله رجال الصحيح، غير سعيد بن عبد الرحمن بن أبي العمياء وهو ثقة! وضعف هذا الحديث الألباني كما في ضعيف الجامع رقم (6232)، والأقرب حسن هذا الإسناد. والله أعلم.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق