عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم العدالة والمساواة
تاريخ الاضافة 2007-11-28 12:20:18
المشاهدات 4861
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

يقول رسول الله  ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، في جملة مشهورة للقاصي والداني:

 " الناس كأسنان المشط " [1] ..

ويشرح المستشرق  والمؤرخ بودلي هذه العبارة البليغة قائلاً:

 أي" ليس هناك أي عائق لوني للمسلم فلا يهم أكان المؤمن أبيض أو أسود أو أصفر، فالجميع يعاملون على قدم المساواة" [2] .

ويتعرض توماس كارلايل لهذه القيمة في إعجاب شديد فيقول :
"في الإسلام خلّة أراها من أشرف الخلال وأجلّها وهي التسوية بين الناس. وهذا يدل على أصدق النظر وأصوب الرأي. فنفس المؤمن راجحة بجميع دول الأرض، والناس في الإسلام سواء. " [3] !

و تأسيساً على مبدأ الأخوة الإنسانية بين الأجناس والشعوب، حقق نبينا محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~ واقعياً عملية توحيد مختلف الأجناس في ظل المساواة والعدل الإسلاميين ، يقول "برج"مؤكداً :

"إنه ليس هناك من مجتمع آخر سجل له التاريخ من النجاح كما سجل للإسلام في توحيد الأجناس الإنسانية المختلفة ، مع التسوية بينها في المكانة والعمل وتهيئة الفرص للنجاح في هذه  الحياة" [4] .

 

فلقد ساوى الإسلام  بين الناس في إيجاب العبادات وتحريم المحرمات ، وكما ساوى بينهم في الفضل والثواب بحسب أعمالهم] مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] [النحل : الآية 97 ]  .

وساوى بينهم في كل حق ديني ودنيوي ، ولم يجعل لأحد منهم ميزة في مال أو لون أو عرق أوحسب أو نسب ، إنما الميزة والتفضيل بالصلاح القلبي والتقوى : فقال الله تعالى: ] يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ  أَتْقَاكُمْ [‏‏[ الحجرات : 13 ]

وهذا مظهر من مظاهر رحمة النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ .. فلم تكن العدالة والمساواة في اعتبارات زعماء العرب أو في أسلوب حكمهم للعرب، قبل بعثة الرسول  ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، فقد كان قبل عهده ~ صلى الله عليه و سلم ~  ، الإسترقاق على أشده، والتمييز العنصري في ذروته .. حتى أكرم اللهُ العرب برسالة محمد~ صلى الله عليه و سلم ~  

ولقد كان رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ حريصاً على تربية أصحابه تربية عملية، بغرس قيم العدالة والمساواة في نفوس أصحابه ..فتخرج من مدرسة محمد ~ صلى الله عليه و سلم ~   رجال؛ ملئو الأرض عدلاً ورحمة كما ملئت ظلماً وجوراً .. من هؤلاء الرجال عمر بن الخطاب صاحب المقولة الشهيرة : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ".ولقد ضرب المسلمون الأوائل في فتوحاتهم أروع الأمثلة في تحقيق العدل والمساواة بين الشعوب، حتى قال جوستاف لوبون -  في إعجاب وتقدير -  : " ما عرف التاريخ فاتحاً أعدل ولا أرحم من العرب" [5] .

 

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] مسند الشهاب القضاعي عن أنس بن مالك، برقم 186، أي متساوون في الأحكام، لا يفضل شريف لشرفه على وضيع، كأسنان المشط متساوية لا فضل لسن منها على أخرى ( العزلة للخطابي ص 144).

[2] انظر: عماد الدين خليل: قالوا عن الإسلام ص 137.

[3] توماس كارلايل : الأبطال ، ص 65

[4] توماس كارلايل : الأبطال ، ص 65

[5] جوستاف لوبون :حضارة العرب، ص 40




                      المقال السابق




Bookmark and Share


أضف تعليق