عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم الجزء الثالث_زاد المعاد
تاريخ الاضافة 2007-11-27 03:45:01
المشاهدات 3037
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 
في هديه في علاج الجرح


في الصحيحين عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد يسأل عما دووي به جرح رسول الله يوم أحد فقال جرح وجهه وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه وكانت فاطمة بنت رسول الله تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن فلمارأت فاطمة الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت قطعة حصيرة فأحرقتها حتى إذا صارت رمادا الصقته بالجرح فاستمسك الدم برماد الحصير المعمول من البردي وله فعل قوي في حبس الدم لأنه فيه تجفيفا قويا وقلة لذع فإن الادوية القوية التجفيف إذا كان فيها لذع هيجت الدم وجلبته وهذا الرماد إذا نفخ وحده أو مع الخل في أنف الراعف قطع رعافه 


وقال صاحب القانون البردي ينفع من النزف ويمنعه ويذر على الجراحات الطرية فيدملها والقرطاس المصري كان قديما يعمل منه ومزاجه بارد يابس ورماده نافع من اكلة الفم ويحبس نفث الدم ويمنع القروح الخبيثة أن تسعى


فصل


في هديه في العلاج بشرب العسل والحجامة والكي في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي قال الشفاء في ثلاث شربة عسل وشرطه محجم وكيه نار وأنا انهي امتي عن الكي قال أبو عبدالله المازري الأمراض الامتلائية إما أن تكون دموية أو صفراوية أو بلغمية أو سوداوية فإن كانت دموية فشفاؤها إخراج الدم وإن كانت من الأقسام الثلاثة الباقية فشفاؤها بالإسهال الذي يليق بكل خلط منها وكأنه نبه بالعسل على المسهلات وبالحجامة على الفصد وقد قال بعض الناس إن الفصد يدخل في قوله شرطه محجم فإذا أعيا الدواء فآخر الطب الكي فذكره في الأدوية لأنه يستعمل عند غلبة الطباع لقوى الأدوية وحيث لا ينفع الدواء المشروب وقوله وأنا أنهى أمتي عن الكي وفي الحديث الآخر وماأحب أن اكتوي إشارة إلى أن يؤخر العلاج به حتى تدفع الضرورة إليه  ولا يعجل التداوي به لما فيه من استعجال الألم الشديد في دفع الم قد يكون أضعف من الم الكي انتهى كلامه وقال بعض الأطباء الأمراض المزاجية إما أن تكون بمادة أو بغير مادة والمادية منها إما حارة أو باردة أو رطبة أو يابسة أو ما تركب منها كيفيتان فاعلتان وهما الحرارة والبرودة وكيفيتان منفعلتان وهما الرطوبة واليبوسة ويلزم من غلبة إحدى الكيفيتين الفاعلتين استصحاب كيفية منفعلة معها وكذلك كان لكل واحد من الأخلاط الموجودة في البدن وسائر المركبات كيفيتان فاعلة ومنفعلة فحصل من ذلك أن اصل الامراض المزاجية هي التابعة المزاجية هي التابعة لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة والبرودة فجاء كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة والباردة على طريق التمثيل فإن كان المرض حارا عالجناه بإخراج الدم بالفصد كان أو بالحجامة لأن في ذلك استفراغا للمادة وتبريدا للمزاج وإن كان باردا عالجناه بالتسخين وذلك موجود في العسل فإن كان يحتاج مع ذلك غلى استفراغ المادة الباردة فالعسل أيضا يفعل في ذلك لما فيه من الأنضاج والتقطيع والتلطيف والجلاء والتليين فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة برفق وأمن من نكاية المسهلات القوية

 


وأما الكي فلأن كل واحد من الأمراض المادية إما أن يكون حادا فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين فلا يحتاج إليه فيه وإما أن يكون مزمنا وأفضل علاجه بعد الأستفراغ الكي في الأعضاء التي يجوز فيها الكي لأنه لا يكون مزمنا إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت في العضو وافسدت  مزاجه وأحالت جميع ما يصل إليه إلى مشابهة جوهرها فيشتعل في ذلك العضو فيستخرج بالكي تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية جميعها كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله إن شدة الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء

 

 


فصل


وأما الحجامة ففي سنن ابن ماجة من حديث جبارة بن المغلس وهو ضعيف عن كثير بن سليم قال سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله ما مررت ليلة اسري بي بملإ إلا قالوا يا محمد مر أمتك بالحجامة وروى الترمذي في جامعة من حديث ابن عباس هذا الحديث وقال فيه عليك بالحجامة يا محمد وفي الصحيحين من حديث طاووس عن ابن عباس أن النبي احتجم وأعطي الحجام اجره 

 


وفي الصحيحن أيضا عن حميد الطويل عنأنس ان رسول الله حجمة أبو طيبة فأمر له بصاعين من طعام وكلم مواليه فخففوا عنه من ضريبته وقال خير ما تداويتم به الحجامة وفي جامع الترمذي عن عباد بن منصور قال سمعت عكرمة يقول كان لابن عباس غلمة ثلاثة حجامون فكانوا اثنان يغلان عليه وعلى أهله وواحد لحجامه وحجم أهله قال وقال ابن عباس قال نبي الله نعم العبد الحجام يذهب بالدم ويخف الصلب ويجلو البصر وقال إن رسول الله حيث عرج به ما مر على ملإ من الملائكة إلا قالوا عليك بالحجامة وقال إن خير ما تحتجمون فيه يوم سبع عشرة ويوم تسع عشرة ويوم إحدى وعشرين وقال إن خير ما تداويتم به السعوط واللدود والحجامة والمشي وإن رسول الله لد فقال من لدني فكلهم امسكوا فقال لا يبقى أحد في البيت إلا لد إلا العباس قال هذا حديث غريب ورواه ابن ماجة

 

 


فصل


وأما منافع الحجامة فإنها تنفي سطح البدن أكثر من الفصد والفصد لأعماق البدن أفضل والحجامة تستخرج الدم من نواحي الجلد  قلت والتحقيق في أمرها وأمر الفصد أنهما يختلفان باختلاف الزمان والمكان والاسنان والامزجة فالبلاد الحارة والازمنة الحارة والأمزجة الحارة التي دم أصحابها في غاية النضج الحجامة فيها أنفع من الفصد بكثير فإن الدم ينضج ويرق ويخرج إلى سطح الجسد الداخل فتخرج الحجامة ما لا يخرجه الفصد ولذلك كانت أنفع للصبيان من الفصد ولمن لا يقوى على الفصد وقد نص الأطباء على أن البلاد الحارة الحجامة فيها أنفع وأفضل من الفصد وتستحب في وسط الشهر وبعد وسطه وبالجملة في الربع الثالث من ارباع الشهر لأن الدم في أول الشهر لم يكن بعد قد هاج وتبيغ وفي آخره يكون قد سكن وأما في وسطه وبعيده فيكون في نهاية التزيد قال صاحب القانون ويؤمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الاخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها لتزيد النور في جرم القمر وقد روي عن النبي أنه قال خير ما تداويتم به الحجامة والفصد وفي حديث خير الدواء الحجامة والفصد انتهى 

 

 


وقوله خير ما تداويتم به الحجامة إشارةإلى أهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة وهي اميل إلى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجة لها إلى سطح الجسد واجتماعها في نواحي الجلد ولأن مسام أبدانهم واسعة وقواهم متخلخلة ففي الفصد لهم خطر والحجامة تفرق اتصالي إرادي يتبعه استفراغ كلي من العروق وخاصة العروق التي لا تفصد كثيرا ولفصد كل واحدمنها نفع خاص ففصد الباسيلق ينفع من حرارة الكبد والطحال والأورام الكائنة فيهما من الدم وينفع من اورام الرئة وينفع من الشوصة وذات الجنب وجميع الامراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك وفصد الأكحل ينفع من الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دمويا وكذلك إذا كان قد فسد في جميع البدن وفصد القيفال ينفع من العلل العارضة في الرأس والرقبة من كثرة الدم أو فساده وفصد الودجين ينفع من وجع الطحال والربو والبهر ووجع الجبين والحجامة على الكاحل تنفع من وجع المنكب والحلق والحجامة على الاخدعين تنفع من امراض الراس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذنين والعينين والأنف والحلق إذا كان  حدوث ذلك عن كثرة الدم أو فساده أو عنهما جميعا قال أنس رضي الله تعالى عنه كان رسول الله يحتجم في الأخدعين والكاهل

 


وفي الصحيحين عنه كان رسول الله يحتجم ثلاثا واحدة على كاهله واثنتين على الاخدعين وفي الصحيح عنه أنه احتجم وهو محرم في رأسه لصداع كان به وفي سنن ابن ماجة عن علي نزل جبريل على النبي بحجامة الأخدعين والكاحل وفي سنن أبي داود من حديث جابر أن النبي احتجم في وركه من وثء كان به 

 

 

 

فصل

واختلف الأطباء في الحجامة على نقره القفا وهي القمحدوة وذكر أبو نعيم في كتاب الطب النبوي حديثا مرفوعا عليكم بالحجامة في جوزة القمحدوة فإنها تشفي من خمسة أدواء ذكر منها الجذام وفي حديث آخر عليكم بالحجامة في جوزه القمحدوة فإنها شفاء من اثنين وسبعين داء فطائفة منهم استحسنته وقالت إنها تنفع من جحظ العين والنتوء العارض فيها وكثير من امراضها ومن ثقل الحاجبين والجفن وتنفع من جر به وروي أن احمد بن حنبل احتاج إليها فاحتجم في جانبي قفاه ولم يحتجم في النقرة وممن كرهها صاحب القانون وقال إنها تورث النسيان حقا كما قال سيدنا ومولانا وصاحب شريعتنا محمد فإن مؤخر الدماغ موضع الحفظ والحجامة تذهبه انتهى كلامه ورد عليه آخرون وقالوا الحديث لا يثبت وإن ثبت فالحجامة إنما تضعف مؤخر الدماغ إذا استعملت لغير ضرورة فأما إذا استعملت لغلبة الدم عليه فإنها نافعة له طبا وشرعا فقد ثبت عن النبي أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته 

 

 

 

فصل

والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم إذا استعملت في وقتها وتنقب الرأس والفكين والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن وهو عرق عظيم عند الكعب وتنفع من قروح الفخذين والساقين وانقطاع الطمث والحكة العارضة في الأثنين والحجامة في أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ وجربه وبثوره ومن النقرس والبواسير والفيل وحكة الظهر


 




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق