• كن صاحبَ رسالةٍ عظيمة، تُعلِّم مَن حولك احترام الفضائل الإنسانية، والتحرك وَفْق غاياتٍ نبيلة، تَصِل أبناء أمتك بوشائجَ متينة، وعهود السلم والأمان؛ فأنت بلا قيمٍ ولا مبادئ كوعاءٍ خالٍ مِن محتواه النافع، أو كعيدان خشبٍ جافٍّ، وأنت بلا جوهرٍ براقٍ كجسدٍ بلا روحٍ ولا حياة..
• عبِّرْ عن ذاتِك بألوانك، ورسومك، وصُوَرك، وتعبيراتك الخاصة بك، وخُضْ غمارَ تجارِبك؛ لتتعلمَ كيف تصنَع تاريخك بنفسك، وكيف تمارس حريتك المشروعة بلا شعورٍ بالخوف، ولا التردد، ولا الخجل، ولتتعلم كيف تكون جريئًا في الانتصار للحق، بلا وجهٍ مستعارٍ لا يُشبِهك..
• كن أنت؛ حتى لا تضِيعَ أحلامُك وأنت تركض خلف المحاكاة والتقليد، في فضاءٍ يضيق بك وبوجودك المقيَّد، وكن أنت التغييرَ الذي تنشُدُه، ويعجِز غيرك عن بلوغ مداركه وتحقيق غاياته، وكن بصمتَك التي تميز شخصيتَك عمن حولك؛ فأنت بدون أثرٍ طيبٍ نافعٍ لن تكونَ إلا خيالًا، أو ظلًّا، أو نسخةً مكررة..
• كُنْ شجرةً يستظلُّ بها الناس، لا ورقةً ذابلة يعبُرُ الناس على رُفَاتِها، فتدوسَك الأقدام..
• اجعَلْ أخلاقَك عنوان كتابٍ مفتوح، لها تاريخٌ عتيد، وقلمٌ مجيد، وفِكر مستنير، كأنها الشمس لا يغرُبُ عن محيَّاها الشروق..
• لا تكُنْ ممن يَهذي بالكلام؛ فأغلب مَن يُفرِط في الثرثرة، وتقديم الوعود الزائفة، قلما يُطبِّق أو يمارس أقواله سلوكًا ومعاملات؛ فاجتهِدْ واعمَلْ في صمت، واجعل مواقفك، وأخلاقك، وسيرتك تتقدم أقوالك، وهي مَن تتحدَّث عن أخبارك؛ فالأفعالُ الحسنة أبلغُ من الكلام البديع، والأثر الطيب أبلغُ من المقال الآسِر للقلب والوجدان..
• إن الحدود الفاصلة بينك وبين مَن حولك هي صمام أمانك الذي يحافظ على انعتاقك مِن قيود الملازمة، التي تجعَلُ ارتباطَك بالأشخاص أشبهَ بالإدمان والاحتياج الدائم، الذي يُجبِرُك على أن تصيرَ عبدًا لمشاعرك، ورهينًا بتقديم مجموعة مِن التنازلات لغيرك..
• خُذْ عن كل مَن حولك أجملَ قيمة يمتلِكونها، ولا تبحث عن سياجٍ يحيط بمشاعرِك الجميلة؛ حتى لا تتحولَ حياتُك إلى سدود، وحدود، وأسلاك شائكة، ولا تتحوَّل علاقاتك الإنسانية إلى قوالبَ فارغةٍ مِن محتواها، ومفاهيمَ ومصطلحات خالية مِن معانيها ومقاصدها..
• لا تعاتِبْ إلا مَن يستحقون عتابَك، ومَن لا تملِك أن تحيا بدون وجودهم في حياتك، ومَن يستحقون أن تحافظَ عليهم في ذاكرتِك؛ لأنهم كاللآلئِ، والدُّرِّ، والماس..
• قد تكونُ الفرحة التي تقتلعها مِن قلب إنسان، في لحظات شعوره بالسعادة، هي كل ما يملِكه مِن أحلام جميلة، فتحرَّر مِن مِنجَلِك الذي تحمِله في كل الفصول؛ فقد تحصُدُ به يومًا حتى أحلامَك، وأفراحَك، وأعيادَك..
• اجعَلْ صمتَك حكمة، لآثارها إشراقاتُ تغييرٍ وإصلاح، تحثُّك على التعبير الصادق، والفعل الملتزم، والتأنِّي في التفكير، بعد مخاضٍ بين تجاذبات العقل والإحساس والشعور..
• قد يكون نبضُ خفَقانك الصارخ في أعماق ذاتِك المُلْتاعة، يعبِّر عن وجَع قلبِك النازف، وجُرحك الغائر، الذي يأبى أن يطِيبَ أو يندمل، أو ثورة خامدة في صدرك، وبين حناياك وأضلعك، تجاهد كي تضمَّ شتاتها في صمت، فلا تبوحَ بأسرار رُوحك، ولا تذيبَ على شِفاهك ما تبقى مِن كلماتك وحروفك الناطقة، ولا تصهَر غيرك بشظاياها الحارقة..
• عندما تتعوَّد على ألا تُصغيَ إلا لصوت الآخر في كل حالاتك، ستخرس بداخلك صوت الأنا الحرة، وتطفئ وهَج أفكارك المستنيرة قبل أوان إشراقها، وتقتلع جذور تاريخك قبل امتداد أصوله وفروعه، في دفائن نفسك، وقبل أن تنموَ براعمُك، وتترعرع في ذاكرتك وتُزهر..
• اصنَعْ لوجودك تاريخًا مستقلًّا، يسمح لك بأن تعبِّر عن ذاتك بحرية، وترفع صوتك باعتزازٍ وافتخار، وحماسة وجرأة، وأنت تنتصر للحق والعدل والإنصاف، وأن تبديَ رأيَك في اختياراتك وقراراتك، بلا تقليدٍ ولا تبعية، وتطلق سراح مشاعرك، لتحلِّق خارج قضبان صدرك، مع التزامك في التعبير عن حريتك بالانضباط بالأخلاق والقيَم، وأحكام الشريعة، واحترام التقاليد والأعراف الاجتماعية..
• لا تترُكْ مكانَك لغيرك؛فأنت لا تحتاج إلا أن ترتديَ معطفك كي تشعُرَ بالدفء، وأن تُفسِحَ مكانًا لمن كان أهلًا ليتربع عرشَ قلبك، ومن يستحق أن يكون لك السكن، والمرسى، والوطن..
• حين تهَبُ نفسَك بالكامل إلى ما هو أعظمُ، سيصبح للزمن عندك قيمة نفيسة، وسيصبح لوجودك هدفٌ أسمى، يدعوك لتخلِّدَ بصماتك المشرقة، وأعمالك الجليلة، بعيدًا عن أولئك الذين اقتحموا حياتك قسرًا، وأجبروك على أن تكون تحت بطانتهم ذليلًا صاغرًا، ومسخًا بشريًّا، وحينها ستشعر بلذة الحرية والانعتاق، فتَنْفكُّ عقدة لسانك، وينكسر الطوقُ الذي كان يتحكم باختياراتك وقراراتك..
• لا تصاحِبْ إلا مَن يرتقي بأخلاقك، ويحافظ على التزامك بدِينك، وقِيَمك، وتقاليدك، وأعرافك، ومَن يسمو بتفكيرك، وثقافتك، ومعارفك..
ولا تصاحِبْ إلا مَن يحترم وجودَك في حضورك وغيابك، ويحترم شخصيتك بطباعك، وعاداتك، وتقاليدك، وإرادتك الحرة في الاختيار واتخاذ القرار..
ولا تصاحِبْ إلا مَن يحافظ على أمانة الكلمة، فلا يغتابك، ولا يُشِيع أخبارك وأسرارك بين الناس، ولا ينتهك عِرْضَك وشرَفَك..
• توقَّفْ عن الحديث حين تشعُرُ أن استمرارك في الحوار والنقاش سينحرف بك عن الطريق الصحيح، والمنهج القويم، أو لا ينسجم مع ذوقك الراقي، وأسلوبك ولغتك، واختياراتك للكلمات الأنيقة، أو حين لا يرقى الحوارُ والنقاش إلى مراتبِ القمة، في الذوق الإنساني، والسمو في التواصل الحضاري؛ فللحديثِ ضوابطُ وشروط، وللحديث آدابٌ وأخلاق، كما للحوار والنقاش مراتبُ ومقامات، إما أن ترفَعَك إلى الأعلى، أو تسقُطَ بك إلى قاع الحضيض؛ فكُنْ مع مَن يرفعك إلى القمة، ولا تكن مع مَن يسقُطُ بك مِن القمة إلى المنحدَر الوعر..
• أنصِتْ قليلًا، والزَمِ الصمتَ؛ فما أكثرَ الكلماتِ التي تتلاشى وسط الضوضاء والضجيج، وتفقد قيمتها وسط هدير الأصوات المرتفعة، والصرخات المجلجلة! وما أكثرَ المعانيَ التي تنفرط مِن عقد الالتزام، فيخبو بريقها الوهاج، وتنطفئ شعلتها الموقدة وسط السرج المعتمة!
• لا تجعَلْ ردَّك على الإساءة والظلم انتقامًا لنفسك، إنما انتصارًا للحق والفضيلة؛ فأنت بذلك تعلِّم المسيءَ إليك، والظالم المنتهِك لحقوقك، والمستبد بمطالبك واختياراتك، دروسًا في الأخلاق، وأنت بذلك تمارس رسالة التغيير والإصلاح بالسلوك والمعاملات، فتقوِّم فساده داخل المجتمع، وتكسر شوكته فلا تقوَى ولا تشتد، وتجتثُّ زرعه الفاسد قبل أن تمتد جذورُه وفروعه في الأرض..
• تمهَّلْ قليلًا، ولا تعجَلْ بالكلام، فلا تُلقِ له بالًا؛ فما أكثرَ الكلماتِ التي ينطقها اللسان في ساعاتِ الضيق والضَّجَر، وعند الشدائد والمِحَن، وفي لحظاتِ الشعور بالهيجان والغضب، فتنطلق كالسهام المسمومة، تُفسِد القلوب، وتُثير الأحقاد، وتعكِّر صفو المحبة والوئام، وتقطع شريان الوداد، وتمزق أواصر الأخوَّة بين الأفراد والجماعات، وما أكثرَ الكلمات التي لم يلجمها أصحابها بلجام العقل والحكمة، فأوقعَتْهم في مساقط التِّيه والزلل، وخوارم المروءة، فهلَكوا وأهلكوا، وعاثوا فسادًا وإفسادًا في الأرض!