بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
إن المثابرة على فعل المعروف وعدم تحقيره نهج للمسلمين وسبيل لمن أدرك عاقبته من الصالحين، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء:40]، وعن جابر ابن سليم رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرنّ من المعروفِ شيْئًا ولو أن تفرغَ من دلوِكَ في إناءِ المستسقِي، ولو أن تكلم أخاكَ ووجهكَ إليه منبسطٌ، وإياكَ وتسبيلَ الإزارِ، فإنه من الخيلاءِ، والخُيلاءُ لا يُحبّها اللهُ عز وجلَ، وإن امرُؤ سبكَ بما يعلمُ فيكَ ، فلاتسبّهُ بما تعلمُ فيهِ، فإن أجرهُ لكَ، ووبالهُ على من قالهُ» صححه الألباني، ولذا فعلى المسلم الحرص على اغتنام الفرص لعمل الحسنات بكل الطرق ولينتظر أكبر الاجر من الله الكريم ملك الملوك.
من القصص المؤثرة والمحفزة على فعل المعروف ما رواه عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه حيث قال: "إن راهبًا عبد اللهَ في صومعتِه ستين سنة، فجاءت امرأةٌ فنزلت إلى جنبِه، فنزل إليها، فواقعها ستَ ليالٍ، ثم سقط في يدِه، فهرب، فأتى مسجدًا، فأوى فيه ثلاثًا ؛ لا يَطعمُ فيه شيئًا، فأتي برغيفٍ، فكسره، فأعطى رجلًا عن يمينِه نصفه ، وأعطى آخرَ عن يسارِه نصفَه، فبعث اللهُ إليه ملكُ الموتِ، فقبض روحَه ، فوضعتْ الستون في كفةٍ، ووضعت الستُ في كفةٍ ، فرجحت - يعني الستَ - ثم وضع الرغيفَ، فرجح - يعني رجح [ الرغيفَ ] الستَ - ". (رواه الألباني في صحيح الترغيب)، لا تحقرن من المعروف شيئا، وابحث عن كل السبل المتاحة لمساعدة الغير، وتفريج الكرب، وثابر على الصدقة والكلمة الطيبة، ولنحسن إلى الغير كما أحسن الله تعالى إلينا، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحسنين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
المقال السابق
المقال التالى