صفحات من الذاكرة
لا يكفي أن تَحمل المرأة القلم لتعبِّر عن معاناة الرجل، بل عليها أن تقترب من عالمه لتَسبر أغوار أسراره المختبئة خلف ستار صمته المُطبق، وتفتح أدراج ذاكرته المثقلة بالشدائد ومصارعة المِحَن لتقرأ ما دونه على سطور حياته، لتُدرك وتُعمل النظر خارج ذاكرتها المنعَّمة بأحلام الطفولة وأشواق الترقُّب، وانتظار قدوم الفارس الذي سيزفُّها إلى موكب عُرسِها، ويفتح لها أبواب السعادة الزوجية.
صفحات من الذاكرة:
إنَّ للقلم صفحاتٍ تَلتفت نحوها الذاكرة، ورسائل تظل راقدةً في مهد التفكير خاملة الذكر، حتى تستبين معالمها وتختمر دلالة معانيها في الذهن، ثم يتحرَّك دبيب حروفها ومقاطع كلماتها فتخالط الروح.
ومن بين تلك الرسائل التي كسرت طوق الصمتِ وفكَّت عقدة اللسان: رسالة شكوى انتظمت معانيها الحيية لتبثَّ هذا القلم ما انتثر من مشاعر الأسى الموقدة في صدر حاملها، كان يلفُّها هدير من بحور معاناة هاجت في قلب رجل غيور على دينه، قد دعاه الإباء ونخوة الشهامة والرجولة إلى الإفصاح عما يخالجه من عنت ومشقة..
وتلك الجرأة في الحق لا توهب إلا للفرسان ممن ولجوا ميدان الكد والكدح، وتخلَّوا عن تلك الأوزار والأحمال التي تُثقل كاهل جدهم وتضعف ساعد همتهم؛ كي يستقيم حالهم على منهج الهدى والصلاح، والاقتداء بما كان عليه الصحابة الكرام والتابعين الأجلاء.
وتلك الجرأة في الحق هي التي جعلت صحابيًّا جليلاً كأبي سعيد الخدري رضي الله عنه يُنكِر على مروان بن الحكم لما قدَّم خطبة العيد على الصلاة وأخرج المنبر خارج المسجد؛ ففي الصحيحين عن عِياض بن عبدالله بن سعد بن أبي سرْح عن أبي سعيد الخدري قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَخرج يوم الفِطر والأضحى إلى المصلى فأوَّل شيء يَبدأ به الصلاة، ثم ينصرف، فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثًا قطَعه، أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف"، قال أبو سعيد: "فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجتُ مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر، فلما أتينا المصلى إذا منبرٌ بناه كَثيرُ بن الصلت فإذا مروان يُريد أن يَرتقيه قبل أن يُصلي، فجبذت بثوبه فجبذني، فارتفع، فخطب قبل الصلاة فقلت له: غيرتم والله، فقال: أبا سعيد، قد ذهب ما تعلم، فقلتُ: ما أعلم واللهِ خيرٌ مما لا أعلم".
وتلك الجرأة في الحق لا تستقر إلا في القلوب المعلَّقة بالآخرة، التي تستمد مكامن قوتها من إيمانها لمواجهة الفتن وإخماد دمدمة براكينها المُضرِمَة للملذات، وتَعقد منتهى آمالها على بلوغ المراتب العليا في الخضوع والطاعة، ومحط رحالها حيث الفوز بالجنة، فلا يَعتريها الخوف ولا الشعور بالهوان؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139]، فالإيمان هو مِحوَر الثبات في القول والعمل، ومحور الصمود في مقاومة الأمراض والأسقام التي توهن القلوب.
رسالة تدعو إلى الطهارة والعفة:
إنها رسالة رجل تحرَّك لسانه بالحديث عما يتعرَّض له من فتن الاختلاط وما يتجرَّعه من كؤوس الإغراء، فيظل يتقلب بين إيمان يَقوى ويَضعُف وأهواء تتنازعه في سباق أفكار تُوقظ أشواقه الوارفة، وتميل بعواطفه ميلةً واحدة إلى لذائذ المُتَع، وتَحلو في عينه فيتوق إليها توقًا شديد المطمح، وتضرم في رأسه سعار شهوات تَحوم به حول مراتع التيه والزلل، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نبَّهَنا إلى اتقاء الشبهات وصون القلوب والذود عن المحارم فقال: ((الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المُشبَّهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشُّبهات كراعٍ يَرعى حول الحمى يوشك أن يُواقعه، ألا وإن لكل ملك حمًى، ألا إنَّ حِمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحتْ صلحَ الجسدُ كلُّه، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)).
وهذه الرسالة تكشف عن واقع أولئك الذين استعبدتْهم قداسة ما يَجدونه من لذة عابرة في وجود ضج بمطارق الاختلاط، للاعتبار والإرشاد والاهتداء لسلوك الطريق الوارية، فلا تنساق النفس خلف عاطفتها المتأججة وإحساسها الوثاب فتَغرق مع مَن غرقوا في مستنقع الأَوحال، وتسقط مع من سقطوا في بؤرة الضعة والهوان، وهذه الرسالة تكشف كذلك عن معاناة أولئك الرجال الذين ضاقوا ذرعًا في عالم مشحون بما يوتِّر الحس والأعصاب، فطلَبوا العفاف والتحرُّر من الانجراف وراء ما اسودَّ مِن الرغبات وما انتشر من الرذائل والمُغرِيات؛ تشوقًا إلى الارتواء من ينابيع العلوم والمعارف، والانكباب على بلوغ السؤدد من المدارك والمراتب، والتمتُّع بالحلال الطيب من النِّعَم المهداة، وتشوفًا إلى عيش رغد وحياة فُضلى، يكونُ فيها واجب التكليف رسالة، وحفظ الكلمة أمانة، وأداؤها إقرار بواجب الالتزام لشرف الدِّيانة، وتحلية للنفس بمحاسن الخلال ومكارم السجايا.
الاختيار الصعب:
إن هذه الرسالة ليست إلا مثالاً من بين مجموعة رسائل تضعنا أمام اختبار عسير، وحين تقرأ تلك السطور وتمعن النظر في فحواها ستشعر حتمًا بما شعرتُ به وهو يَحكي عما يُقاسيه من كرب شديد أمام هذا المنكر الغالب والفتنة الظاهرة لكل عين ناظِرة، والإغراء الفاضح الذي يَجذب النفس الأمارة بالسوء، حتى توشك على السقوط في مَدارك الغَواية، ولا يُلجمها إلا إغلاق الباب بالرتاج والمزلاج، والإعراض عن مخالطة الناس طلبًا للصون والعفاف.
ولكن كيف لها أن تُدرك هذه الغاية أو تسدَّ هذه الخلة السيئة؟!
وكيف لها أن تَرتقَ مسام الفتن المُنفتِحة على عالم ممتلئ بمختلف أشكال الإغراء، والمتلون بألوان الحياة المادية الآسرة للقلب والوجدان المسلوب الإرادة؟!
إن هذه الفتن الشديدة تجعلنا في حاجة إلى التفكير الملتزم فيما يحدث حولنا، حتى وإن عدمنا أسباب التغيير والإصلاح أو لم نكن له أهلاً، فالرسائل التي تصلنا في الحياة إنما هي منح تسرنا أو محن تُعلمنا وتذكرنا بغايات وجودنا، وأن كل فرد منَّا إنما هو خليفة الله على أرضه، عليه أن يذيع الخير وينهض بالمهام المنوطة به، وعليه أن يأخذ العبر والدروس من تلك القصص والحكايا في الماضي والحاضر، فلو لم يكن في هذا العالم مثل هذه الرسائل بما تَحمِله من تعدُّد وتنوع التجارب والخبرات بين الخلائق، ما كان للحياة معنى للذة العيش وعمارة الأرض وأداء واجب الاستخلاف، فوجودُ الضدِّ وضده هو الذي يولد الحاجة الدائمة إلى الاختيار ما بين الخير والشر، والحلال والحرام، والشيء الإيجابي والسلبي.
المرأة قطب الرحى:
وهذه الرسالة لا تختلف كثيرًا عن تلك الرسائل التي تعدُّ فيها المرأة قطب الرحى في حياة الرجل المَفتون بها، فأيَّةُ حسرة أكبر من فتنة امرأة الْتحَفَت رداء الحسنِ والجَمال، ولم تصنْه في خدره عن أعيُنِ الرِّجال الأغراب، وتدَّعي باسم الحرية ما لها من حقوق يجب أن تصان، ولكن أيَّة حرية وأية حقوق تنشدها المرأة بجسد عارٍ عن العفَّة والفضيلة؟!
إنَّ الحرية إذا لم يكن لها ضابط يَحميها، وقيد يحافظ على غايات وجودها، ومعالم تَهدي صاحبها إلى سلوك الطريق المستقيم، تتحوَّل إلى فوضى وجاهلية، والمرأة منذ أن سلَبَ لبَّها بريقُ الحرية انساقت مع من انساقوا خلف الشعارات المزيَّفة، وولجت حربًا سافرة في تنافُسٍ بَغيض مع الرجل، وتناست أن تلك النشوة سيعقبها الخنوع والاستعباد، وأن الحرية التي تطمَح إليها لا تلبث أن تجذبها إلى القاع وتسلخها عن وجودها الإنساني المحاط بالنور والجلال.
وتلك الحقوق التي تنشدها المرأة لا تؤخذ بإشاعة الباطل والفساد، ولا بهتْك ستار العفَّة والحياء، ولا بخَلعِ حجاب القيَمِ والفضائل، ولا بالإعراض عن الالتزام بالأصول والثوابت، وإلا لن تبقي في ذمَّتها ما يَدعوها لصون ما يستحقُّ أن يُصان، فحين يتحول التلذُّذ بالحرية لدى المرأة إلى سعار لا ينهد وعطش بلا رواء، فإنها تسقط في مستنقع الوحل وبؤرة الضعة والهوان، وتضيع هوية انتسابها للأمجاد، وتحيا حياة الاستعباد والاستلاب، ولا خلاص لها إلا بالرجوع إلى تطبيق أحكام الإسلام التي رفعت عنها الحيف والجور، ومنحتْها التَّشريف والتكريم الذي تستحقه، وحافظت على ما لها من حقوق وواجبات، وسنَّت المبادئ والضوابط التي تحكم علاقتها بالرجل وترقى بمستواها في السلوك والمعاملات؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
المرأة خليفة الله في الأرض وحاملة أمانة الحياة ومسؤوليتها:
لقد ظلت المرأة تتقلب بين تجاذبات تتحكم بتفكيرها ومشاعرها، وبلغَت الذروة في الإبهار وإغراء الرجل وصده عن الاهتداء وبلوغ العلياء، ففقدت بذلك مقومات شخصيتها وعظمة غاياتها، ولن ترتقي قمة المجد والافتخار إلا بما تحمله من مثُلٍ عُليا وقيم سامية، وبما تبث شريك حياتها من مشاعر السعادة الزوجية فيقبل على الطاعة والعبادة والتفوق في الحياة، ولن تسمو مكانة المرأة ويعلو شأنها إلا إذا ارتبطت بمبادئ الإسلام إيمانًا واعتقادًا، وتطبيقًا وممارسة، وتشبثت بأحكامه وسلكت الطريق الصحيح الذي يمكِّنها مِن ممارسة حقوقها وأداء واجباتها، والحفاظ على مهابتها وكرامتها واعتزازها بنفسها، وكانت سيرتها قولاً وعملاً، وسعيًا وجهادًا، وهدفًا عظيمًا، وغايةً نبيلة تروم الحق حيث كان.
كما على المرأة أن تتحرَّر من تلك الرؤية الغامضة لذاتها جسدًا وروحًا، وتدرك أن كيانها لا يَكتمل إلا بمشاركة الرجل في وجود يهب كلاًّ منهما حقوقًا ويلزمه بأداء الواجبات، والإذعان لما أُهِّل له بما يَنسجم مع فطرتِه وطبيعة خلقتِه، وما يَصلح له ويُوافق مكوِّنات جنسه وتركيبِه النفسي والفيسيولوجي.
وأن يتَّسع تفكيرها لرؤية واضحة تفتح أمامها آفاقًا رحبة، لتتحرَّك خارج البُعد الواحد المقيَّد بالتبعيَّة الجاهليَّة والتقليد لكل ما هو مُستَعار، وأن تفسح لأفكارها أن تدخل التاريخ من بابه المنفتِح على فَهمها الرشيد، ورأيها السديد، وأن تَمتلك الشعور الحسيَّ بمُحاسبة نفسها على ما يصدر عنها من قول وفعْل، وتضع أمام ناظرَيها ميزانًا لحياتها يضبط سلوكها وتصرُّفاتها، فروحها أمانة ووديعة ستردُّ إلى خالقها، وجسدها ليس حقًّا خالصًا لها ولا ملكًا مطلقًا تتصرَّف فيه كيفما تَشاء، بل هي تَحمله على قيد الالتزام بالتَّقوى مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
وهي مكلَّفة كالرجل وخليفة الله في أرضه، تُثاب إن أحسنتْ وصانت ما استأمنها الله عليه، وتُعاقَب إن أساءت أو فرَّطت في تلك الأمانة؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾ [آل عمران: 195].
وهذا التكليف يجعل المرأة تَعي غايات وجودها، وأنها لم تُخلَق عبثًا ولا سدى؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36]، والإنسان يشمل الرجل والمرأة معًا في خطاب التكليف، وعلى هذا فهي حاملة لأمانة الحياة ومسؤوليتها وعليها السعي لبناء صرح شامخ وفق بناء منظَّم يقوم على التوحيد والحق والعدل، والعمل لأجل الصالح العام الذي يشمَل البيت والأُسرة، والأبناء والرجل والمرأة والمجتمع.
وإن رسالة المرأة هي أكبر مِن ذاك المحيط الضيِّق الذي تتحرَّك داخله كدُمية جميلة للعب والمرَح، أو كأداة مسخَّرة للرجل للتمتُّع والتهتُّك خارج العلاقة التي تربطهما بميثاق الزواج الغليظ ورباط الشرف المتين، وهي ليست جسدًا خواءً من جوهرِه الماس ودُرِّه النفيس، ولا تمثالاً للزينة وتجميل الأمكنة وملء الفراغ والتسلية، بل هي ربة الأسرة، وأم الأولاد، وعضْو أساسي في بناء المجتمع، تأمُرُ بالمعروف وتَنهى عن المنكَر، وتساهم في مختلف المجالات والأعمال النافعة والمفيدة، وتقيم قواعد الحياة الفضلى مصداقًا لقول الحق سبحانه: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ﴾ [التوبة: 71].
وإذا ألمَّت المرأة بمسؤوليتها في رعاية البيت والأسرة وتنمية المجتمع، ستَحرص على أن تؤهِّل الرجل الذي سيمثِّل معاني القوامة الحقيقية بضوابطها الشرعية؛ تطبيقًا لواجب التكليف والولاية، والتزامًا بمعاني التدبير والحفظ والصيانة؛ قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]، وستعلم أنَّ أي تقصير منها سيَنعكس على تربية أبنائها وهم لبنات الأُسرة الصالحة لبناء مجتمع صالح، وأنَّ أي انحراف داخل البيت سينتقل إلى الشارع فيفسده.
فالمرأة إذا سخَّرت نفسَها أداةً للغواية أنتجت لنا جيلاً فاسدًا ومجتمعًا فاسدًا، والرجل إذا انحرف أنتَجَ لنا رجلاً غير صالح للقوامة والقيادة ولا لبناء البيت والأسرة، والنُّهوض برسالته داخل المجتمع، فيَصير عالةً على نفسه وعلى من حوله.
وبالتالي، فالمرأة إما أن تكون سببًا لبناء الحضارة، والارتقاء بالثقافة، وإشاعة العلوم والمعارف، وتحقيق التمدُّن المطلوب والتقدم والنماء، أو تكون مِعوَل هدم لصرح الحضارة، وبناء الثقافة، وأحكام الشريعة والديانة.
فعلى المرأة الالتزام بالتديُّن الحق والتمسُّك بالإسلام ومبادئه، وبحقوقها في العيش الكريم وما يُمكنها من وظيفتها الحقيقية ويُناسب مؤهلاتها، ويُبوِّئها المكانة اللائقة بها؛ للنهوض برسالة التغيير والإصلاح من داخل البيت والأسرة الصغيرة أولاً قبل النهوض بها خارجه.
فالمرأة الصالِحة هي نواة الكتاب والمدرسة والجامعة، وهي مَن تُعدُّ أبناء هذه الأمة إعدادًا طيِّبَ الأعراق، وهي من تمهِّد لبناء مجتمع كبير.