عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم أعمال القلوب
الكاتب عبد اللطيف بن هاجس الغامدي
تاريخ الاضافة 2015-09-09 09:05:35
المشاهدات 793
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

هل تطمع في صلاةٍ بخمسين صلاة؟!

أحسبك ستقول: نعم، فعمري قصير، وضاع منه الكثير، واحتاج إلى استدراك ما فاتني منه، وتعويض ما ضاع عليَّ من أيامه ولياليه، فكيف لا أفرح بهذه الغنيمة العظيمة؟! وكيف لا آخذ بها، وفيها الخير الذي آمل، والفضل الذي أرجو؟!

هكذا همم الأبطال، فإليك ما وعدتك به!

فإن الصلاة في الفلاة حيث تغيب عيون الرقيب، وتنقطع العلائق عن الخلائق، ويبقى الإخلاص والتجرد هو المحرك الوحيد لكل فعل صالح.

إنه إيمان الخلوات والفلوات الذي يهيمن على النفوس الصادقة، ويسيطر على القلوب المخلصة.

فلا رياء، ولا سمعة، ولا طلب محمدة، ولا التماس ثناء، ولا رجاء عطاء، وإنما طلب للأجر والثواب من رب الأرباب، فلا شيء في القلب يسكن غير الله!

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاةُ الرجلِ في جَماعةٍ تَزيدُ على صلاتِه وحدَهُ خمسًا وعِشرينَ درجةً، فإذا صلّاها بِأرضِ فلاةٍ فأَتَمَّ وُضوءَها ورُكوعَها وسُجودَها بَلغتْ صلاتُهُ خمسينَ درجَةً» (صحيح الجامع؛ برقم: [3824]).

وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصلاةُ في جماعةٍ تَعدِلُ خمَسًا وعِشرينَ صلاةً، فإذا صلَّاها في فلاةٍ، فأتّمَّ رُكوعَها وسُجودَها بَلَغتْ خَمسِينَ صلاةً» (صحيح الجامع؛ برقم: [3871]).

وليس الأمر فقط بتحصيل الأجر على ثواب خمسين صلاة، بل إن الفضل أكبر، والخير أكثر.

فإن الله الغني عن عباده وطاعاتهم ليعجب كما يليق بجلاله وعظمته من ذلك العبد الخلي عن الرقباء برأس شظية من جبال أو في وهاد من بلاد، تحين عليه الصلاة، فيتذكر أمر خالقه ومولاه، فينشط لها، ويقوم بها طمعاً في رضى الله وقربه، والتماساً لفضله وحبه، فينال من الكرامات والأعطيات ما يفوق المنى، وما يربو فوق الرجاء، {ذَٰلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} [الجمعة من الآية:4].

فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَعْجَبُ ربُّكَ من راعِي غَنَمٍ في رأسِ شَظِيَّةٍ بجبلٍ يُؤَذِّنُ للصلاةِ فيقولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: انظروا إلى عَبْدِي هذا يُؤَذِّنُ ويُقِيمُ الصلاةَ يَخافُ مِنِّي، قد غَفَرْتُ لعَبْدِي وأَدْخَلْتُهُ الجنةَ» (صحيح الجامع؛ برقم: [8102]).

فإذا كنت في رحلة أو جولة في الفيافي والقفار والجبال، فلتكن الصلاة منك على بال، وداوم الصلة بالصلاة ليصلك الله بحبله، ويسبغ عليك من سوابغ فضله.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق