عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم إحياء سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم _ د. راغب السرجاني
الكاتب د. راغب السرجاني
تاريخ الاضافة 2014-12-29 08:51:38
المشاهدات 983
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على الحفاظ على صحَّة المسلم البدنيَّة والنفسيَّة، وكان كثيرًا ما يأمر المرضى أن يذهبوا إلى الأطباء حتى يجدوا عندهم ما يدفع المرض عنهم؛ فقد روى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: "بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُبَيٍّ طَبِيبًا فَقَطَعَ مِنْهُ عِرْقًا".

ومع ذلك فقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بعض الأدوية النافعة، ولم يكن ذلك إلا عن طريق الوحي؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لم يكن يمارس الطب؛ ولذلك فيقيننا فيما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم من علاج يقينٌ جازم، ويُصبح سُنَّة من سننه صلى الله عليه وسلم؛ ومن هذه السنن التلبينة، ولها دور في علاج الحالة النفسية للمريض؛ فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ المَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا، فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلاَّ أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتِ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَتْ: كُلْنَ مِنْهَا؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ".

وفي رواية أخرى للبخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيضِ وَلِلْمَحْزُونِ عَلَى الهَالِكِ، وَكَانَتْ تَقُولُ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ المَرِيضِ، وَتَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ".

فالتلبينة تَجُمُّ القلب؛ أي تُسَرِّي عنه، وترفع عنه شيئًا من الحزن، والتلبينة عبارة عن حساءٍ يُعمل من دَقِيق، أوْ من نُخالة، وسُمِّيَت بذلك لأنها تُشْبِه اللبن لبياضها ورقَّتها، وشرح طريقة عملها متوفِّر على صفحات الإنترنت.

وروى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أَنَّهَا كَانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينَةِ وَتَقُولُ: "هُوَ البَغِيضُ النَّافِعُ". وأطلقت عائشة رضي الله عنها على التلبينة لفظ البغيض لأنها ليست حلوة الطعم؛ لذلك أضافتها على الثريد، وقد يُضيف بعضهم عسلاً عليها، وعلى العموم فلا بُدَّ لآكل التلبينة أن يكون مطمئنًا إلى فائدتها؛ لأن الأحاديث الخاصة بها كلها في الصحيح، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق