القرآن كلام الله، وكتابه المعجز، وحجَّته البالغة على خلقه إلى يوم الدين، وهو الدليل على صدق نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: {وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [يونس: 37]؛ لهذا كان أفضل الناس هم مَنْ يحرصون على تَعَلُّم هذا الكتاب العظيم، وهذا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري عَنْ عثمان رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ".
وليس هذا فقط؛ إنما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أهل القرآن هم أهل الله عز وجل! فقد روى ابن ماجه -وقال الألباني: صحيح- عَنْ أنس بن مالك رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: "هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ".
فما أروع أن تكون من خير الناس، وأن تكون من أهل الله؛ وذلك بأن تتعلَّم القرآن وأن تُعَلِّمه لغيرك، ويكون ذلك بحضور دروس تحفيظ القرآن على يد مُعَلِّم قدير؛ سواء في مسجد، أو في دار لتحفيظ القرآن، أو في غيرهما، ولا تنسَ أن تقوم بالدور نفسه مع أولادك.
ولا تنسَ أيضًا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].