عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

دخل الرسول ~ صلى الله عليه و سلم ~ في صراع ونضال ضد أصحاب عصر الظلام، والنزعات الرجعية، والموروثات المتخلفة التي عفى عليها الزمن، كما تبين لورافيشيا فاغليري بقولها : "دعا الرسول العربي ~ صلى الله عليه و سلم ~ بصوت ملهم باتصال عميق بربه.. دعا عبدة الأوثان وأتباع نصرانية ويهودية محرّفتين على أصفى عقيدة توحيدية. وارتضى أن يخوض صراعًا مكشوفًا مع بعض نزعات البشر الرجعية التي تقود المرء إلى أن يشرك بالخالق آلهة أخرى.." [1] .

 

ولقد بذل النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ مجهوداً ضخماً في سبيل تنوير  العرب ودحر الوثنية.. يبّين ذلك  المؤرخ الأمريكي واشنجتون إيرفنج  بقوله :

 "لقي الرسول  ~ صلى الله عليه و سلم ~ ... كثيرًا من العناء، وبذل عدة تضحيات. فقد شك الكثير في صدق دعوته، وظل عدة سنوات دون أن ينال نجاحًا كبيرًا، وتعرض خلال إبلاغ الوحي إلى الإهانات والاعتداءات والاضطهادات، بل اضطر إلى أن يترك وطنه ويبحث عن مكان يهاجر إليه هنا وهناك، وتخلى عن كل متع الحياة وعن السعي وراء الثراء من أجل نشر العقيدة. " [2] .

ويؤكد ذلك هنري دي كاستري (1927-1850) بقوله : ".. ولقد نعلم أن محمدًا  ~ صلى الله عليه و سلم ~ مرّ بمتاعب كثيرة وقاسى آلامًا نفسية كبرى قبل أن يخبر برسالته، فقد خلقه الله ذا نفس تمحّضت للدين، ومن أجل ذلك احتاج إلى العزلة عن الناس لكي يهرب من عبادة الأوثان، ومذهب تعدد الآلهة الذي ابتدعه المسيحيون، وكان بغضهما متمكنًا من قلبه، وكان وجود هذين المذهبين أشبه بإبرة في جسمه  ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، ولعمري ! فيم كان يفكر ذلك الرجل الذي بلغ الأربعين وهو في ريعان الذكاء ومن أولئك الشرقيين الذين امتازوا في العقل بحدة التخيّل وقوة الإدراك.. إلا أن يقول مرارًا ويعيد تكرارًا هذه الكلمات "الله أحد الله أحد". كلمات رددها المسلمون أجمعون من بعده وغاب عنا معشر المسيحيين مغزاها لبعدنا عن فكرة التوحيد.." [3] .

وتقول الكاتبة الإنكليزية اللادي ايفلين كوبولد [4] :

"كان العرب قبل محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~ أمة لا شأن لها ولا أهمية لقبائلها ولا لجماعتها، فلما جاء محمد  ~ صلى الله عليه و سلم ~  بعث هذه الأمة بعثًا جديدًا يصح أن يكون أقرب إلى المعجزات فغلبت العالم وحكمت فيه آجالاً وآجالاً... لقد استطاع النبي  ~ صلى الله عليه و سلم ~  القيام بالمعجزات والعجائب، لَمّا تمكن من حمل هذه الأمة العربية الشديدة العنيدة على نبذ الأصنام وقبول الوحدانية الإلهية.. لقد وفّق إلى خلق العرب خلقًا جديدًا ونقلهم من الظلمات إلى النور" [5] .

 

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

 

[1] لورافيشيا فاغليري : دفاع عن الإسلام ، ص 43.

[2] إميل درمنغم: حياة محمد، ص 300.

[3] هنري دي كاستري: الإسلام: خواطر وسوانح ، ص16، 17

[4]  كاتبة إنجليزية، اعتنقت الإسلام وزارت الحجاز، وحجت إلى بيت الله، وكتبت مذكراتها عن رحلتها تلك في كتاب لها بعنوان: (الحج إلى مكة) (لندن 1934) والذي ترجم إلى العربية بعنوان: (البحث عن الله).

[5] اللادي ايفلين كوبولد: البحث عن الله، ص51، 66




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق