في أغلب الأحوال الذي يعمل أكثر يأخذ أجرًا أعلى، وهذا مؤكَّد بشكل أكبر في مجال الأذكار؛ لأن الله عز وجل أمرنا أن نُكثر من الذكر؛ قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}[الأحزاب: 41]؛ ومع ذلك فالرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمنا في هذا الموقف كلمات قليلة سريعة تعدل وقتًا طويلاً في العبادة؛ فقد روى مسلم عَنْ جُوَيْرِيَةَ رضي الله عنها -أم المؤمنين- أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟" قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ".
فكم من الوقت ستأخذ منا هذه الكلمات القليلة؟! فلنحرص عليها ثلاث مرات كل صباح.
ولا ننسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].