كثيرًا ما تؤثِّر الدنيا على طريقة تفكيرنا وأولوياتنا، فنغرق في مشاكلها وننسى الآخرة، ويحتاج المسلم ما بين الحين والآخر أن يعتزل هذه الدنيا بمعاملاتها المادية ليقف مع نفسه وقفة يُعيد فيها ترتيب أوراقه، وأفضل مكان لأداء هذه المهمَّة هو بيت الله: المسجد، وأفضل أعمال تُعْمَل في هذا الوقت هي الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يفعل ذلك في العشر الأواخر من رمضان، فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها -زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم-: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ».
ويبدأ هذا الاعتكاف قبيل غروب شمس يوم العشرين من رمضان، أي ليلة الحادي والعشرين منه، وينتهي الاعتكاف بعد ثبوت رؤية هلال شوال، ومن لم يقدر على الاعتكاف في الفترة كلها فليعتكف قدر ما يستطيع، ولْتَجْعَلْ همَّك أن تبدأ بداية جديدة مع الله بعد اعتكافك في بيته هذه الفترة.
ولا تنسَ شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].