من الأحاديث الواردة في فضل تلاوته والعمل به ما يلي:
عن عبد الله بن عمرو، عن النبي r قال: «يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها» [رواه الترمذي ([1]) وهذا لفظه، وقال: حسن صحيح، وأبو داود ([2]) وأحمد ([3])].
قال المباركفوري: «يقال» أي: عند دخول الجنة، «لصاحب القرآن» أي: من يلازمه بالتلاوة والعمل، «وارق» أمر من رقى برقي أي اصعد إلى درجات الجنة ([4]).
وعن عائشة قالت: قال رسول الله r: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» [متفق عليه ([5])، وهذا لفظ مسلم].
ولفظ البخاري نحوه، وفيه: «وهو حافظ له» بدل «ماهر به».
وعن أبي هريرة عن النبي r قال: «يجئ صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حله، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب ذره، فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول يا رب ارض عنه فيقال اقرأ وارق، ويزاد بكل آية حسنة». [رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسن صحيح ([6])].
قال المباركفوري: أي يقال لصاحب القرآن: اقرأ القرآن واصعد على درجات الجنة ([7]).
وعن جابر عن النبي r قال: «القرآن مشفع، وما حل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار» [رواه ابن حبان في صحيحه ([8])، وقال الألباني: صحيح ([9])].
قال ابن الأثير: أي خصم مجادل مصدق، يعني: أن من اتبعه وعمل بما فيه، فإنه شافع مقبول الشفاعة، ومصدق عليه فيما يرفع من مساويه إذا ترك العمل به ([10]).
([1]) جامع الترمذي: (5/163) (ح2914)، وقال الألباني حسن صحيح.
([2]) سنن أبي داود: (2/153) (ح1464).
([3]) مسند أحمد: (2/192).
([4]) تحفة الأحوذي: (8/232).
([5]) صحيح البخاري: (8/291) (ح4937) صحيح مسلم: (1/550) (ح798).
([6]) جامع الترمذي: (5/163) (ح2915) تحفة الأحوذي: (10/227، 228) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي: (3/8).
([7]) تحفة الأحوذي: (10/228).
([8]) الإحسان: (1/167 – ح124).
([9]) صحيح الجامع: (ح443) ولفظه فيه «شافع مشفع».
([10]) النهاية، مادة «محل».
المقال التالى