عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم جوامع الكلم
الكاتب عبد الله بن صالح القصير
تاريخ الاضافة 2013-08-01 02:56:31
المشاهدات 1203
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   


وأعظم ثمرات التقوى النجاة من النار ووراثة الجنة دار الأخيار؛ فإن الله تعالى لما ذكر النار قال الله تعالى: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} [مريم: 72]. وقال الله تعالى في الجنة: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

وبالجملة فأسعد الناس وأوفرهم حظًّا من خيري الدنيا والآخرة، وأعظمهم أجرًا وأعلاهم رتبة في الجنة وفوزًا برضا الله تعالى - أكملهم حظًّا من التقوى.

أما الوصية الثانية: فإنه لما كان ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، فمهما اجتهد الإنسان في تحقيق التقوى فإنه لا بد أن يحدث منه ما ينقص تقواه، أرشد الله ورسوله العبد إلى ما يحصل به تدارك ذلك، وسدّ ما يحصل من خلل، فقال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]. "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" يعني إذا أسأت فأحسن؛ ذلك لأن الله تعالى يمحو السيئ بالحسن؛ فـ{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} كما جاء عنه  أنه قال: "من حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله".

فما دام ابن آدم كلما تاب وكلما غفل ذكر الله وكلما ظلم أصلح مع الندم على فعله والعزم على ألاّ يعود لمثله، فإنه لا يبقى عليه خطيئة, فما أعظمها من وصية لمن عقلها وعمل بها!

أما الوصية الثالثة: فهي قوله : "وخالق الناس بخلق حسن". فتلك وصية بالإحسان في معاملة الناس، ولن يتأتى ذلك إلا بالخلق الحسن، فإنما يوسع الناس بالأخلاق لا بالأرزاق. والخلق الحسن تتحقق به سلامة الصدور واتقاء الشرور وصلاح ذات البين والتعاون على كل خير، وقد أخبر  أنه أثقل شيء في ميزان العبد يوم القيامة، وأنه ذهب بخير الدنيا والآخرة أن جمع خيرهما، وأن أهل الخلق الحسن أحب الناس إلى النبي  وأقربهم منه منزلة يوم القيامة، وضمن  بيتًا في أعلى الجنة لمن حسن خلقه.

والخلق الحسن يتحقق بخمسة أمور:

الأول: طلاقة الوجه عند اللقاء فإنه من المعروف.

الثاني: الكلمة الطيبة فإنها صدقة.

الثالث: كف الأذى عن الناس فإنه صدقة من المرء نفسه.

الرابع: تحمُّل أذى الناس ما كانت فيه المصلحة راجحة.

الخامس: الإحسان إلى الناس ما أمكن، وفي هذين يقول سبحانه وتعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

وسوء الخلق من أعظم أسباب الجنايات، ومسببات الأمراض.

فبالخلق الحسن يحسن المرء إلى نفسه وإلى غيره ويتقي الشر كله؛ ولهذا أوصى به النبي .

جعلنا الله جميعًا من أمة المتقين، ومن التوابين المتطهرين، وبأخلاق النبي  مقتدين، فإنه المخاطب بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق