هو قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل: أبو عمر، وقيل: أبو عبد الله. وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه...
وهو الظفري الأنصاري وظفر هو كعب بن الخزرج.....
ولد قبل الهجرة باثنين وأربعين سنة، حيث أنه توفي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وهو ابن خمس وستين سنة، ومعنى ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بُعثَ وعُمر قتادة تسع وعشرين سنة.
عمره عند الإسلام:
لم يعرف تحديدا عمره عندما أسلم، والواضح أنه أسلم مبكر، فقد شهد بدر، وغيرها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم...
أهم ملامح شخصيته:
الثبات: { دفاعه المستميت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد }
الفروسية: وكان الرماة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المذكور منهم: سعد بن أبي وقاص.... وقتادة بن النعمان..
السبق: كان رضي الله عنه دائما من السباقين إلى الخيرات، فهو أحد السبعين المؤسسين للدولة الإسلامية في مهده، ومن ثم يطلق عليه "عقبي" أي ممن شهد العقبة. و شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار....المستدرك جزء 3 - صفحة 334 وكانت أمه أنيسة بنت قيس النجارية - رضي الله عنها- ممن بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من أصحاب الليل:
روى الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله قل هو الله أحد فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه السلام " والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه "
بعض المواقف من حياته مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهي في يده فقال ما هذا يا قتادة قال هذا ما ترى يا رسول الله قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا فقال والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلى بحب النساء وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة فقال أفعل يا قتادة ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فأعادها إلى موضعها فكانت أحسن عينيه إلى أن مات ودعا الله له بالجنة......
ودخل ابنه على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: من أنت يا فتى؟ فقال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأحسن حالها * فياحسن ما عين ويا طيب ما يد
فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ثم قال:
تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا
وأعطى - أي رسول الله صلى الله عليه وسلم - قتادة بن النعمان وصلى معه العشاء الأخيرة في ليلة مظلمة مطيرة عرجونا فقال انطلق فإنه سيضىء لك من بين يديك عشرا ومن خلفك عشرا فإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج فإنه الشيطان فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد فضربه حتى خرج.....
وفي مسند الإمام أحمد عن محمد بن إبراهيم أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا قتادة لا تسبن قريشا فلعلك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله عز وجل " .
عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال: كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول: قال فلان كذا وكذاو وقال فلان كذا وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الشعر قالو: والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق: قالها قالو: وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة - والضافِطةُ والضَّفّاطةُ العِير تحملُ المَتاع - من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال: فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لن: قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال: وكان بنو أبيرق قالوا ـ ونحن نسأل في الدار: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجلا منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال: أنا أسرق؟! والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالو: إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي: يا ابن أخي لو أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال قتادة: فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سآمر في ذلك فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عمرو فكلموه في ذلك فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالو: يارسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فقال: عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير بينة ولا ثبت قال: فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال: يا ابن أخي ما صنعت؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } يعني بني أبيرق { واستغفر الله } أي مما قلت لقتادة { إن الله كان غفورا رحيما }
وشهد قتادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر...
بعض المواقف من حياته مع الصحابة:
كرم وورع:
عن عمر بن قتادة بن النعمان قال: لما احمر الرطب انطلق قتادة فصنع لحائطه مفتاحا - وكان له قبل ذلك مفتاح - فجاء به إلى أخيه المهاجري فقال له: إن الرطب مفتاح وهذا المفتاح لك ومعي مفتاح. قال: وكان قتادة إذا خرج اتبعته بنية له فإذا فتح الباب لاذت منه حتى تدخل فتجمع فإذا رآها نهاها نهيا كأنها ليست منه ثم انطلق إلى المهاجري فقال له: إن بنية لي ربما دخلت فجمعت أتحلل لنا ذلك؟ قال المهاجري: نعم...
أثره في الآخرين:
هو من الدعاة إلى الله تعالى فهو " أول من دخل المدينة بسورة من القرآن وهي سورة مريم ".
وممن روى عنه - رضي الله عنه -
1- جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وهو من الصحابة.
2- سعد بن مالك بن سنان وهو من الصحابة.
3- عبد الرحمن بن أبي سعيد وهو من الطبقة الوسطى من التابعين.
4- عمر بن قتادة بن النعمان ( ابنه ) وهو من الطبقة الوسطى من التابعين.
5- محمود بن لبيد بن عقبة وهو من الصحابة - رضي الله عنهم جميع.
بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى صلى الله عليه وسلم:
روى الترمذي بسنده عن قتادة بن النعمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء".
وروى ابن ماجة بسنده عن عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده.
الوفاة:
مات قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين وهو يومئذ بن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رحمه الله بالمدينة ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن خزمة، ودفن بالمدينة حيث توفي رضي الله عنه.
المراجع:
أسد الغابة - الثقات - المستدرك - الإصابة - صفة الصفوة... |