أزعم ..
بل دعني أتحدى ..!!
أنك بعد قراءة هذه الورقات نظرتك للتغيير في حياتك ستختلف كليًا، بل ستكون أسهل وأفضل وأيسر لأني أعتقد أن إيماننا بالملائكة الكرام إذا انتقل من الشعور إلى الشروع إلى المشروع، فحياتنا ستكون أفضل وأسهل وأيسر وإلى الأمام وسأكون عمليًا قدر استطاعتي، فاللهم يسر وأعن ولكن تأمل معي كيف كان مشروع أهل الإيمان والعمران وأخلاق القرآن، كيف كان مشروعهم مع الملائكة تأمل،،،
كان الربيع بن خثيم ( من تلاميذ ابن مسعود - رضي الله عنه - ) إذا أصبح يقول: ( مرحبًا بملائكة الله، اكتبوا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ).
أناس يقومون من نومهم، يبتغون العون من ربهم، ويستعينون على قيادة حياتهم بجند الله من ملائكة.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتاب ( النبوات ) :
( من كان إيمانه أقوى من غيره كان جنده من الملائكة أقوى )، انتبه .. نعم قراءتك صحيحة ( جنده من الملائكة )، وتأمل في إنسان النهضة، إنسان الإيمان والعمران وأخلاق القرآن، رجل التوحيد والتغيير، يمشي في مناكبها مع جنده من الملائكة.
ثم يقول - رحمه الله - : ( إذا كانت حسنات الإنسان أقوى أيد بالملائكة تأييدًا يقهر به الشيطان )، كم نحن في حاجة إلى جند الله .. الملائكة.
ما قرأت يومًا آيات سورة غافر إلا وازددت حبًا للملائكة،، تدبر في كلام الله، يقول الله تعالى: {
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ }، وهذا أمر بديهي مستقر في نفوس أصحاب الفطر السليمة ولكن تأمل في بقية الآية: { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }.
الملائكة .. حملة العرش تدعو لكل تائب !
يالعظمة الملائكة ( أكمل الآيات، ومرضى القلب يمتنعون فربما لا تتحمل قلوبهم )
{ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
الملائكة تدعو لك ولمن صلح من ذريتك وأزواجك .. الله أكبر!
بل وتدعو لك بالوقاية والحماية:
{ وَقِهِمُ السّيّئَاتِ وَمَن تَقِ السّيّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
الملائكة تملأ لك الكون دعاءًا وحبًا وأنت لا تدري.
كم سمعت واستمعت إلى هذه الجملة أو الكلمة: ( ادعُ الله لي يا عم الشيخ ) أو ( ادعيلي )
كلمة تسمعها كثيرًا، حتى فقدت قيمتها في بعض الأحيان من كثرة التكرار من غير تركيز أو تنفيذ، ولكن المعنى المجتمعي فيها أن الناس مولعة بمن يحمل أطواق العون والمساعدة، حتى ولو لم يتأكد من مساعدته.
اليوم وأنت تقرأ هذه الكلمات سيكون معك يوميًا ولحظيًا جنود تدعو لك بل وتستغفر لك هذا وصفهم:
قال تعالى: { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ }،
وقال تعالى: { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }،
وقال تعالى: {يُسَبِّحُوْنَ الْلَّيْلَ وَالْنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }،
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( خُلقت الملائكة من نور )) [ رواه مسلم عن عائشة ]، وذكر ابن القيم في تعريف الملائكة: ( أنهم خير محض، والخير كله حصل على أيديهم )، ويقول ابن القيم: ( ليس شيء أنفع للعبد من صحبة الملَك له، وهو وليه في يقظته ومنامه، وحياته وعند موته وفي قبره، ومؤنسه في وحشته، وصاحبه في خلوته، ومحدثه في سره ويحارب عنه عدوه، ويدافع عنه، ويعينه عليه ويعده بالخير، ويبشره به، ويحثه على التصديق بالحق، وإذا اشتد قرب الملك من العبد تكلم على لسانه، وألقى على لسانه القول السديد، وإذا بَعُد منه وقرب الشيطان من العبد، تكلم على لسانه بقول الزور والفحش حتى يُرى الرجل يتكلم على لسان الملك، والرجل يتكلم على لسان الشيطان ).
إلى دعاة التغيير ..
إلى طلبة الدورات التدريبية في التطوير والتغيير ..
إلى باحثي الماجستير والدكتوراه ..
إلى كل صاحب هدف يبحث عن من يعينه على تحقيق هدفه ..
إليك أقول :
حياتك نحو التغيير والتطوير مع الملائكة الكرام أيسر وأسهل وأفضل وإلى الأمام !!
ولنبدأ العمل..
١/ معلم الناس الخير:
فليكن في يومك هذا العمل حتى تصلي عليك الملائكة.
عن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير )).[ صحيح الترمذي : 2161 ]
نداء إلى الشباب، أين أنت من أهل حيك وقريتك وبلدتك ؟ هل علمتهم بذرة خير ؟
أقرأتهم آية، علمتهم حديث، محوت عنهم أمية ؟؟
أعرف بعض إخواني أقام دورات تدريبية لتعليم الغسل ويبحث عن من يعلمه يوميًا.
عندك مهارة أو معلومة أو..أو.. المهم عندك خير .. علمه للناس.
انقل حرفتك لغيرك، لا يوجد مفهوم سر الصنعة عندنا في الإسلام، فالعلم عندنا لا يُكتم.
احرص على تحري الدقة في ما تكتبه على صفحتك على الفيس بوك واسأل نفسك: هل أنا
بكتابتي هذه أعلم الناس الخير ؟
أحد أصدقائي يعمل في جراحة المفاصل في كلية الطب قال لي : أنه ينزل يوميًا ليتعلم على يد أحد الأساتذة لم يفهم معنى معلم الناس الخير، في حين أن سباكًا جاء منزلنا وأخبرني أنه علّم أكثر من ١٠ أفراد مهنته وصنعته !!
هذه أول الأعمال التي تجعل الملائكة وأهل السماوات والنمل والحوت يشارك في تطويرك وإعدادك لأمتك لتكون من رجال النهضة والتغيير والإصلاح.
٢/ الذين ينتظرون صلاة الجماعة:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مجلسه، تقول : اللهم اغفر له ! اللهم ارحمه ! ما لم يحدث، وأحدكم في صلاة ما كانت الصلاة تحبسه )). [ رواه مسلم ]
تُبكر قليلًا، دقائق معدودة، تجلس في المسجد بين الأذان والإقامة وكأنها جلسة تطوير وجلسة تنقية وتخلية من الذنوب، الملائكة تستغفر لك !
وأطل ما شئت،
يا الله !! كم ضيعنا من الفرص ؟!
3- الذين يصلون في الصف الأول:
في سنن أبي داوود عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول" وفي سنن النسائي (على الصفوف المتقدمة)
فاحرص على المقدمة دائما فالعمل في المقدمة عادة فدرب نفسك عليها في محراب الصلاة ثم في محراب الحياة إنك لا ترضى لنفسك إلا الصفوف المتقدمة عادة تصنع الطموح في قلوب رجال التغيير.
4- الذين يسدون الفرج بين الصفوف:
في سنن ابن ماجه عن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " إن الله وملائكته يُصَلّون على الذين يَصِلون الصفوف ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة"
تعلموا النظام لا يرضون بأي خرق أو خلل نفوسهم لا تتحمله في محراب الصلاة إلى محراب الحياة
لذا عينه نافذة نافذة, رأت الخلل فكانت رحلته الخطوة وكانت الجائزة صلاة الملائكة أي دعاؤهم ورفعة درجته.
5- الذين يصلون على النبي –صلى الله عليه وسلم- :
روى أحمد في مسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" ما من عبد يصلي على إلا صلت عليه الملائكة ما دام يصلي علي فليقلّ العبد من ذلك أو ليكثر"
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد
الآن صلت عليك الملائكة
6- الذين يعودون المرضى:
في هذا الحديث سأقدم لأنه من أهمهم في بعض الأحايين يمر الإنسان بظروف صعبة وأيام عصيبة وأعمال مراهقة يبحث عن التوفيق والتسديد يلتمسه في طريقه لعقد صفقة تنفع المسلمين في طريق لمقابلة وظيفية أو زواجية
محنة يبحث عن حلها أزمة يدعو الله أن يخرجه منها وإذا بسبعين ألف من الملائكة لم يعصوا الله منذ أن خلقوا يحتشدون لدعمه وتأييده ما أيسر حياته وأسهلها
روى أبو داوود عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال:" ما من رجل يعود مريضا ممسيا إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح وكان له خريف في الجنة ومن أتاه مصبحا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي وكان له خريف في الجنة"
من وجهة نظري أن كل مريض (شفاه الله وعافاه) من جيرتك أو قرابتك أو معارفك هو فرحة هائلة لتغيير يومك بل وتغيير حياتك
تخيل بعضهم يذهب إلى وظيفة ومعه كارت بواسطة والآخر يذهب معه سبعون ألف ملك يستغفرون له
(اركض في الطرقات ابحث عن مرضى للزيارات)
7- التأمين على دعاء المؤمنين:
في صحيح مسلم قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :"دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك كلما دعا له بخير قال الملك الموكلة به: آمين ولك بمثل"
للحديث أكثر من بعد أو أولهم البعد المجتمعي فحب الخير للخير في أبهى صورة وهي الدعاء للخير يبني مجتمعا عنوانه "حب الخير للخير"
البعد الثاني ملك يدعو لك وبالذي تريد أنت بالسفن التطوير والبناء في بحر الإيمان بالملائكة.
8- من بات طاهرًا:
روى الطبراني عن ابن عباس قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:" طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإن ليس عبد يبيت طاهرا إلا بات معه في شعاره ملك لا يتقلب ساعة من الليل إلا قال: ( اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهرًا) "
دورات تطويرية وتدريبية نقلات نوعية وحياتية ركض نحو الأهداف وأنت على فراشك ألم أقل لك حياتك مع الملائكة مع الملائكة الكرام أسهل وأيسر وإلى الأمام.
9- دعاء للمنفق في سبيل الله:
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: " ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول (اللهم أعطي منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعطي ممسكا تلفا) "
حديث لرجال الأعمال لأهل البورصة لأهل الصدقات لأصحاب النفقة صغرت أو كبرت ملك موكل يوميا للدعاء لك
فكيف هي بركة تجارتك وأعمالك ونفقتك ألم أقل لك حياتك مع الملائكة الكرام أسهل وأيسر إلى الأمام.
10- الذين يتسحرون:
في صحيح ابن حبان عن ابن عمر –رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى وملائكة يصلون على المتسحرين"
تأمل تأكل وتتلذذ بطعامك والملائكة تصلي عليك ... الله أكبر !!!
11- استغفار الملائكة لمن صلى العصر والفجر في جماعة:
روى أحمد في مسنده في الحديث الصحيح :" كيف تركتم عبادي أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين"
فاحرص على الفجر والعصر في الجماعة لتستغفر لك الملائكة عند ربها..
طلبي منك
هو أن تخبر بالآليات التي ذكرنا من تحب بل وسأرفق لك جدول به الإحدى عشر منهم لتعمل بها لنجعل حياتك حياتك أسهل وأيسر لتكون من أهل التغيير الهائل مع الملائكة الكرام قدمها لزملائك في العمل لإخوانك في المسجد .. أو في يوم لتلاميذ مدرستك أو جامعتك أو لأولادك وسمه " يوم التيسير الهائل "وتعاهدهم كما كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يتعاهد أصحابه .
اجعلها دورات دائمة للتغيير ولكن بعون الله عن طريق الملائكة مخلوقات من نور بأجنحة صافات زاجرات مدبرات نازعات ناشطات تاليات جعلهم الله في عونك وجندً لك
وأختم بهذا الحديث عن جابر –رضي الله عنه- عن النبي –صلى الله عليه وسلم- : "من أكل الثوم والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذن مما يتأذى منه بنو آدم" الملائكة تتأذن من رائحة الثوم فماذا عن رائحة الذنوب والكسل والبطالة وتضييع بوصلة الحياة في حياتك ؟!
حياتك مع الملائكة الكرام .. أسهل وأيسر وإلى الأمام ..
لن نؤذي الملائكة .. ولن نخرق السفينة .. وسنغرس الفسيلة ..
المقال السابق
المقال التالى