- قال تعالى: { وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسنينَ }، وقال:{ إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ }.
- عَنْ أَبي يَعْلَى شَدَّاد بنِ أوسٍ ، عَنْ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إنَّ الله كَتَبَ الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذَا قَتَلْتُم فَأَحْسِنُوا القِتْلَة ، وإذا ذَبَحْتُم فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وليُحِدَّ أحدُكُمْ شَفْرَتَهُ ، ولْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) . رواهُ مُسلم.
- قال ابن رجب: وهذا الأمرُ بالإحسان:
- تارةً يكونُ للوجوب كالإحسان إلى الوالدين والأرحام بمقدار ما يحصل به البرُّ والصِّلَةُ والإحسانُ إلى الضيف بقدر ما يحصل به قِراه.
- وتارةً يكونُ للندب كصدقةِ التطوعِ ونحوها .
- وهذا الحديثُ يدلُّ على وجوب الإحسانِ في كل شيء من الأعمال، لكن إحسانُ كُلِّ شيء بحسبه.
- فالإحسان في الإتيان بالواجبات الظاهرة والباطنةِ : الإتيانُ بها على وجه كمال واجباتها ، فهذا القدرُ من الإحسان فيها واجب .
- وأمَّا الإحسانُ فيها بإكمالِ مستحباتها فليس بواجب .
- والإحسان في ترك المحرَّمات:الانتهاءُ عنها ، وتركُ ظاهرها وباطنها.
كما قال تعالى : { وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ }، فهذا القدرُ من الإحسان فيها واجب .
- وأما الإحسان في الصبر على المقدورات ، فأنْ يأتي بالصبر عليها على وجهه من غير تَسَخُّطٍ ولا جَزَع .
- والإحسان الواجبُ في معاملة الخلق ومعاشرتهم : القيامُ بما أوجب الله من حقوق ذلـك كلِّه.
- والإحسان الواجب في ولاية الخلق وسياستهم ، القيام بواجبات الولاية كُلِّها، والقدرُ الزائد على الواجب في ذلك كلِّه إحسانٌ ليس بواجب .
- والإحسان في قتل ما يجوزُ قتله من الناس والدواب : إزهاقُ نفسه على أسرعِ الوجوه وأسهلِها وأَوجاها من غير زيادةٍ في التعذيب ، فإنَّه إيلامٌ لا حاجة إليه.
المقال السابق
المقال التالى