روى مسلم فى صحيحه عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ، فَقَالَ: «لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ» قَالَ: فَخَرَجَ شِيصًا، فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ: «مَا لِنَخْلِكُمْ؟» قَالُوا: قُلْتَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: «أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ» قبل ان نتكلم فى شرح هذا الحديث نريد ان نوضح امرا هاما وهو ان علم الحديث قسمين
قسم الروايه وهو ما يتعلق بالحكم على الحديث من حيث الصحه والضعف والعله
وقسم الدرايه وهو ما يتعلق بفهم معنى الحديث وفهم مراد النبى صلى الله عليه وسلم وهناك من الناس من اخطا فى فهم هذا الحديث وحمله على غير معناه وعلى غير الوجه الصحيح وهذا يسمى التاويل الفاسد
هناك امر فى هذا الحديث نحب ان نوضحه اولا : وهو ان النبى لم ينهى الصحابه عن تلقيح النخل لكنهم لم يفهموا مراد النبى كما حدث مع الصحابى الذى فهم قوله تعالى كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود
فجاء بخيطين ابيض واسود ليعرف الوقت كذلك فان الصحابه ظنوا ان النبى ينهاهم عن تلقيح النخل وهو لم يفعل
فحدث ان الثمار لم تاتى جيده فقال النبى انتم اعلم بامر دنياكم
ونريد ان نفرق بين امور الدين مثل العبادات والحلال والحرام والولايه والقياده والبيع والشراء والحدود والبدعه والجائز والغير جائز كل هذا لا دخل لهذا الحديث فيه وايضا ما يخص الاحزاب والانتخابات والتحالفات فهذة تدخل تحت بند الولايه ولها شروط وظوابط فى الشرع
انما الحديث يحمل على امور الدنيا فقط وما ارتبط بمصالح الناس ولا علاقه له بالدين ومثال ذلك لو تعطلت سياره فنحن نذهب الى من يجيد تصليح السياره ولا نذهب الى عالم الدين واذا احتجنا بناء بيت نذهب الى المهندس او المقاول ولا نذهب الى عالم الدين اما اذا تعلق الامر بالحلال والحرام وبالحكم على موضوع معين هل يصح ام لا هل هو سنه او بدعه او حول العلاقه بين المسلمين وغيرهم فلا دخل لهذا الحديث فيه لان الحديث تعلق بمناسبه وهى فن الزراعه وامور الزراعه وهذا امر من امور ومنافع الدنيا التى يرجع فيها الى اهل التخصص وليس اهل الدين ومن استخدم الحديث فى غير موضعه فقد كذب على رسول لله صلى الله عيه وسلم وقال عليه ما لم يقل فعليه ان يتبوء مقعده من النار
المقال السابق
المقال التالى