احذر بدع شهر رجب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ام بعد
يختلف الناس فى مسألة صيام رجب فمنهم ومن يعتبر صيام رجب بدعه ومنهم من يجيز صيام رجب والامر على خلاف بين العلماء
وخلاصة القول
ان من كان معتادا ان يصوم صيام التطوع الاثنين والخميس والايام البيض او يصوم يوما ويفطر يوما طوال العام فاذا جاء رجب صام فهذا لا خلاف عليه بالمره
اما الخلاف على الذى لا يصوم طوال العام فاذا جاء رجب خصصه بصيام
اختلف العلماء فى حكم هذا الصيام قال بعضهم انه جائز وقال بعضهم انه بدعة
ومن استدل على جواز صيام رجب دليلهم حديث النبى صلى الله عليه وسلم
صُمْ من الحرُم واترك، صُمْ من الحُرُم واترك، صُمْ من الحُرُم واترك ".
وهو حديث ضعيف
اى صم من الاشهر الحرم (بضم الحاء) ورجب من الاشهر الحرم ولكنه ضعيف لا يصح الاستدلال به
قال ابن رجب: "وأما الصيام: فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه
وقال ابن تيمية: فى تخصيص الصيام فى رجب ان أحاديثه كلها ضعيفة، بل موضوعة، لا يعتمد أهل العلم على شيء منها، وليست من الضعيف الذي يروى في الفضائل، بل عامتها من الموضوعات المكذوبات...
وقال ابن حجر رحمه الله
لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه.. حديث صحيح يصلح للحجة،
وقد ألف ابن حجر كتابا سماه تبيين العجب لما ورد فى شهر رجب
قال الإمام ابن القيم: ولم يصم صلى الله عليه وسلم الثلاثة الأشهر سرداً (أي رجب وشعبان ورمضان) كما يفعله بعض الناس ولا صام رجباً قط ولا استحب صيامه
وقد اخرج ابن ابى شيبه فى مصنفه وصححه الالبانى فى ارواء الغليل
عن خرشة بن الحر قال: " رأيت عمر يضرب أكف المترجبين حتى يضعوها فى الطعام ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية "
والمترجبين هم الذين يصومون فى رجب فقط تعظيما له
وعلى ذلك فمن كانت عادته ان يصوم الاثنين والخميس او الايام البيض فلا مانع من صيام هذه الايام فى رجب اما من كان لا يصوم طوال العام ويخصص رجب بصيام فهذا يكره له الصيام واجاز بعض العلماء ان يصوم الاثنين والخميس او الايام البيض لثبوت أحاديث عامة في الحث على صيام ثلاثة أيام من كل شهر والحث على صوم أيام البيض
والراجح الكراهة المطلقه وعدم تخصيص رجب فقط بصيام دون شهور العام لان فى هذا موافقه لاهل البدع
وهذه بعض الاحاديث الضعيفة او الموضوعة التى اشتهرت بين الناس فى فضائل شهر رجب
(رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي) .
حديث ضعيف
حديث صلاة الرغائب وهو عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } ثلاث مرات، و { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } اثنتي عشرة مرة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح)، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العزيز الأعظم، ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى، ثم يسأل الله تعالى حاجته، فإنها تقضى).. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه، ولو كانت مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال، وورق الأشجار، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار
حديث موضوع
.قال ابن تيميه فى تعليقه على هذا الحديث "وأما صلاة الرغائب: فلا أصل لها، بل هي محدثة فلا تستحب، لا جماعة ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً"
.وايضا ما يشاع ين الناس ان الاسراء والمعراج فى السابع والعشرين من رجب فهذا كلام غير صحيح بالمره ولم يثبت اصلا
قال شيخ الاسلام ابن تيميه
وقال ابن تيمية: "لم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا على عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به
وايضا قال انه جاء فى الشهر الذى حدث فيه الاسراء والمعراج عشر اقوال
فلا يصح القطع والجزم بان الاسراء والمعراج كان فى رجب
والله اعلم