عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

تصحيح المفاهيم الغربية الخاطئة حول نبي الإسلام

"i have studied him-the wonderful man-and in my opinion far from being an antichrist, he must be called the saviour of humanity"

" لقد درست الرجل الفذ، وفي رأيي أنه يجب أن يُدْعى منقذ البشرية، فهو بعيد كل البعد من أن يدعى ضد المسيح"

جورج برنارد شو

ربما يكون من غير المألوف القول بأن جهود المنصفين في تصحيح المفاهيم الغربية الخاطئة حول نبي الإسلام لم تكن حصيلة أو ثمرة حركة التنوير الغربية ذات النزوع إلى التسامح وإزالة أحكام الماضي ورواسبه الكريهة فحسب، بل كانت على الأرجح كذلك حصيلة الميل الشخصي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، نتيجة للدراسات التى أجراها أولئك المنصفون فحصَّلوا بها معارف صائبة وتجلّت لهم حقائق راسخة حول نبي الإسلام ورسالته، فقادهم ذلك إلى الصدع بما استبان لهم من دلائل وبراهين حول عظمة رسول الإسلام وحول خطأ ما أثاره إخوانهم من ادعاءات ومفاهيم مغلوطة حول نبوته وأخلاقه
صلى الله عليه وسلم.

ولهذا نجدنا مرغمين على الإشارة بالأسبقية المطلقة في ذلك للشاعر الألماني جوتهgoethe، وليس للكاتب البريطاني توماس كارليل لأن كارليل carlyleوإن كان الأشهر بمحاضرته المفصلية التي ألقاها عام ١٨٤٠م في لندن، لكن جوته كان الأسبق مرحلياً والأثقل في جهده التصحيحي لمفاهيم الغرب الخاطئة حول نبي الإسلام، لأن جوته جمع بين الدراسة العلمية للإسلام ونبيه وكتابه، وبين الدفاع النظري، وبين التوجية العملي.

فموقف جوته goetheمن نبي الإسلام بُني بناءً محكماً على أساس راسخ من الدراسة العلمية الجادة والمتأنية للإسلام، دراسة امتدت نصف قرن من الزمان. يقول جوته(١):

"ihr muesstet wie ich seit fuenfzig jahren die kirchengeschichte studiert haben, um zu begreifen, wie das alles zusammenhaengt… es ist hoechst merkwuerdig, mit welchen lehren die mohammedaner ihre erziehung beginnen.als grundlage in der religion befestigen sie ihre jugend zunaechst in der ueberzeugung, dass dem menschen nichts begegnen koenne, als was ihm von einer alles leitenden gottheit laengst bestimmt worden; und somit sind sie denn fuer ihr ganzes leben ausgeruestet und beruhigt und beduerfen kaum eines weiteren."

"إذا أردتم أن تفهموا هذا كله في سياقه العام، فعليكم أن تدرسوا تاريخ الأديان كما درسته أنا على مدى خمسين عاماً... إن العقائد التي يربى عليها المسلمون لتدعو لأعظم دهشة. فالعقيدة الدينية التي تقوّى بها عزائم شبابهم تقوم في أساسها على الإيمان بأنه لن يصيب الإنسان إلا ما كتبه له الله الذي يدبر كل شيء، وبهذا الإيمان يتسلحون طوال حياتهم ويعيشون مطمئنين لا يكادون يحتاجون لشيء آخر"

فهذه المعرفة العميقة الراسخة بنبي الإسلام قادته إلى موقف إيجابي امتاز بميزتين؛ أولاهما: الاستمرارية إذ صاحبه طيلة حياته، والثانية: النزوع العملى، فلم يظل موققه الإيجابي حبيس طوايا نفسه، بل تجلّى من خلال توجيهات ودعوات عملية عبَّر عنها بوضوح في مقولته التي يعتز فيها بنسبته للإسلام. تقول كاترينا مومسن katharina mommsen(١):

"das verhaeltnis goethes zum islam und zu seinem begruender mohammed (569-632) gehoert zu den erstaunlichsten phaenomenen in des dichters leben. es laesst sich zeigen, dass er eine ganz besondere innere anteilnahme fuer die religion der muslime entwickelte und dass der koran nach der bibel die religioese urkunde gewesen ist, mit der goethe am vertrautesten war. seine anteilnahme am islam bekundete sich zu den verschiedensten zeiten seines lebens.als 23jaehriger dichtete goethe ein wundervolles preislied auf den propheten mohammed, und noch der 7ojaehrige dichter bekennt in aller oeffentlichkeit, dass er sich mit dem gedanken trage,"ehrfurchtsvoll jene heilige nacht zu feiern, wo der koran vollstaendig dem propheten von obenher gebracht ward" dazwischen liegt ein langes leben, in welchem der dichter auf verschiedenartigste weise dem islam seine verehrung bezeugt hat. vor allem geschah dies in dem werk, das uns heute, neben dem faust, alseines seiner wesentlichsten dichterischen vermaechtnisse gilt, dem west-oestlichen divan. eine von goethe verfasste ankuendigung dieses werkes enthaelt sogar den erstaunlichen satz: der verfasser des buches lehne"denverdacht nicht ab, dass er selbst ein muselmann sei"

إن علاقة جوتة بالإسلام وبنبيّه محمد( ٥٦٩-٦٣٢) ظاهرة من أكثر الظواهر مدعاة للدهشة في حياة الشاعر. فكل الشواهد تدل على أنه كان في أعماق وجدانه شديد الاهتمام بالإسلام، وأن معرفته بالقرآن الكريم كانت- بعد الكتاب المقدس- أوثق من معرفته بأي كتاب من كتب الديانات الأخرى. ولم يقتصر اهتمامه بالإسلام وتعاطفه معه على مرحلة معينة من حياته، بل كان ظاهرة تميزت بها كل مراحل عمره الطويل، فقد نظم، وهو في سن الثالثة والعشرين، قصيدة رائعة أشاد فيها بالنبي محمد، وحينما بلغ السبعين من عمره أعلن على الملأ أنه يعتزم أن" يحتفل في خشوع بتلك الليلة المقدسة التي أنزل فيها القرآن على النبي. وبين هاتين المرحلتين امتدت حياة طويلة أعرب الشاعر خلالها بشتى الطرق عن احترامه وإجلاله للإسلام، وهذا ما نجده قبل كل شيء في ذلك الكتاب الذي يعدُّ، إلى جانب فاوست، من أهمّ وصاياه الأدبية للأجيال، ونقصد به"الديوان الشرقي للمؤلف الغربي.

بل إن دهشتنا لتزداد عندما نقرأ العبارة التي كتبها في إعلانه عن صدور هذا الديوان وقال فيها هو نفسه" لا يكره أن يقال عنه إنه مسلم."

ويستمر جوتة في توجيهاته العملية نحو الإسلام ونبيه إلى أن يبلغ الذروة بتقريره: أن غاية ما يفعله بفكره وعمله هو محاولة اللجوء للإسلام(١):

" weiter kann ich nichts sagen, als dass ich auch hier mich im islam zu halten suche"

"لا يسعني أن أقول أكثر من أني أحاول هنا أيضا أن ألوذ بالإسلام".

وأن أفضل نصيحة تُقَّدم لأي إنسان أن يختار الإسلام الذي يحيا فيه البشر مهما اختلفت الصور التي تقوَّي عزائمهم(2):

"hier kann neimand dem anderen raten; beschliesse was zu tun ist jeder bei sich. im islam leben wir alle(!); unter welcher form wir uns auch mut machen."



"ليس بوسع امرىء أن يقدم النصح لامرىء آخر في هذا الشأن. فليتخذ كل إنسان القرار الذي يناسبه. إننا جميعاً نحيا في الإسلام مهما اختلفت الصور التي تقوَّي بها عزائمنا."

ثم يرتقى جوته goetheبخطابه التوجيهي ليصوَّبه إلى البشرية عامة، منبَّها إياها إلى أن الإسلام هو قدرها الحتمي الذي سيؤول إليه اختيارها إن حاضراً وإن مستقبلاً(1):

"es stimmt…. zu jeder religios vernuenftigen ansicht und ist ein islam, zu dem wir uns frueher oder spaeter alle bekennen muessen."

"يحفز على التفكير في كل الآراء الدينية الحكيمة وهذا الإسلام هو الذي سنفرُّ إليه جميعاً إن عاجلاً أو آجلاً."

ولم يكن موقف جوته goetheفي جانبيه النظرى أو العملى من نبي الإسلام – فحسب-مسألة إعجاب، أو قناعة فكرية، أو تأثيرات ثقافية، بل إنه كان موقفاً امتاز به عمن سواه في منطلقاته والأسس التي شُيَّد عليها.

تقول كاترينا مومسن  katharina mommsen(1):

"was nun goethe betrifft, so bestimmte sich seine stellung zum islam- und dies ist das entscheidende- von anfang an nicht allein, nicht ausschliesslich aus der haltung einer fortschrittlichen aufklaerung mit ihren toleranzbestrebungen und ihren bemuehungen, fehlurteile der vergangenheit auszuraeumen. goethe trat vielmehr zu mohammed und seiner religion in ein viel persoenlicheres verhaeltnis. darum gehen auch seine aeusserungen ueber den islam in ihrer provokatorischen gewagtheit weit ueber alles bisher in deutschland dagewesene hinaus. ein wirklich positives verhaeltnis zum islam gewann goethe dadurch, dass ihm gewisse hauptlehren als uebereinstimmend mit seinem eigenen glauben und denken erschienen. das erweckte in ihm eine sehr tief begruendete sympathie, und aus solcher sympathie resultiert der ton so freimuetiger bekenntnisse, wie er heir schon aus einigen beispielen erklang."

"فيما يخص صلة جوته الروحية بالإسلام- وهذا هو الأمر الحاسم الذي يميزه عن غيره- لم تكن حصيلة الجهود التي بذلتها حركة التنوير لنشر التسامح وإزالة أحكام الماضي الخاطئة فحسب، بل كان، على الأرجح، حصيلة المَيْل الشخصي الذي كان جوته يكنّه(للنبيّ) محمد وللإسلام، ولهذا فاقت تعبيراته وتصريحاته عن الإسلام كل ما كان قد قيل عنه في ألمانيا حتى ذلك الحين من حيث القوة والجسارة والتحدى.

ولقد توصل جوته إلى علاقته الإيجابية الحقيقية بالإسلام عن طريق اكتشافه لتطابق بعض أفكاره الرئيسية مع معتقده وتفكيره الشخصيين، مما أيقظ في نفسه التعاطف العميق معه. وقد بلغ هذا التعاطف مع الإسلام حدا جعله يدلي بالاعترافات الحرة الصادقة التي سمعنا رنينها في النبرة الحارة التي انطوت عليها الأمثلة السابقة الذكر."

ولقد تآزرت جهود المنصفين بعد جوته حول رد الادعاءات والمفاهيم المغلوطة المثارة حول النبي rفي الغرب والتي تمثلت بشكل رئيس في اثنتين، وهى:



أولا:  الدعوى الأولى (الشهوانية وتعدد الزوجات)

تقوم تلك الدعوى على أساس تعدد زوجاته r، ذلك الأمر الذي يجعله مختلفاً عن المسيح عليه السلام الذي كان عزباً لم يتزوج مما أوجد مفارقة كبرى في العقل الغربي بين مؤسسي ديانتين أحدهما لم يقرب النساء والآخر تزوج أكثر من واحدة، مما يعني في المفهوم الغربي ميله للمتعة والشهوة الجسدية.

      وقد أطلق كارليل carlyleشارة البدء في نفي تلك التهمة عن نبي الرحمة، واضعاً إياها بدقة في مربع وإطار( الجور والظلم والعدوان)؛ لكونها تنافي أولا ما كان عليه rمن زهد وتقشف في حياته عامة؛ ولكونها تنافي ثانياً ما كان جارياً متبعاً في البيئة العربية التي تحبذ كثرة الإنجاب وتأسيس القبائل كثيرة العدد؛ ولكونها تنافي ثالثاً طبائع الأمور التي تشهد بمحبة أصحابه وأتباعه وتوقيرهم له وموتهم دونه ذلك الذي لا يمكن تخيــله دون يقينهم بســمو نفسه وروحه وطهــارته ورقيــه. يقــول كارليل carlyle:

"much has been said and written about sensuality of mahomet's religion; more than was just. the indulgences, criminal to us, which he permitted, were not of his appointment; he found them practiced, unquestioned from immemorial time arabia; what he did was to curtail them, restrict them, not on one but many sides, his religion is not an easy one; with rigorous fasts, lavations, strick complex formulas, prayers five time a day, and abstinence from wine, it did not 'succeed' by being an easy religion. 'as if indeed any religion, or cause holding of religion, could succeed by that! it is a calumny on men to say that they are roused to heroic action by ease, hope of pleasure, recompense.— sugar-plums of any kind, in this world or then next! in the meanest mortal there lies something nobler.

the poor swearing soldier, hired to be shot, has his 'honour of a soldier,' different from drill-regulations and the shilling a day. it is not a taste sweet things, but to do noble and true things, and vindicate himself under god's heaven as a gold-made man, that the poorest son of adam dimly longs. shew him the way of doing that, the dullest day drudge kindles into a hero. they wrong man greatly who say he is to be seduced by case. difficulty, abnegation, martyrdom, death are the allurements that act on the heart of man. kindle the inner genial life of him;you have a flame that burns up all lower considerations. not happiness, but something higher: one sees this even in the frivolous classes, with their. 'point of honour' and the like. not by flattering our appetites; no, by awakening the heroic that sumblers in every heart, can any religion gain followers.

mahomet himself, after all that can be said about him, was not a sensual man. we shall err widely if we consider this man as a common voluptuary, intent mainly on base enjoyments, --nay on enjoyments of any kind. his household was of the frugalest; his common diet barley-bread and water: sometimes for months there was not a fire once lighted on his hearth. they record with just pride that he would mend his own shoes, patch his own cloak. a poor, hard-toiling, ill-provided man; careless of what vulgar men toil for. not a bad man, i should say; some thing better in him than hunger of any sort.—or these wild arab men, fighting and jostling three and twenty years at his hand, in close contact with him always, would not have reverenced him so! they were wild men, bursting ever and anon into quarrel, into all kinds of fierce sincerity; without right worth and manhood, no man could have commanded them. they called him prophet, you say? why, he stood there face to face with them; bare, not enshrined in any mystery; visibly clouting his own cloak, cobbling his shoes; fighting, counseling, ordering in the midst of them: they must have seen what kind of a man he was, let him be called what you like! no emperor with tiaras was obeyed as this man in a cloak of his clouting. during three and twenty years of rough actual trail. i find something of a veritable hero necessary for that, of it self.

قيل وكتب كثيراً في شهوانية الدين الإسلامي، وأرى كل ما قيل وكتب جوراً وظلماً، فإن الذي أباحه محمد مما تحرمه المسيحية لم يكن من تلقاء نفسه، وإنما كان جارياً متبعاً لدى العرب من قديم الأزل، وقد قلَّل محمد هذه الأشياء جهده وجعل عليها من الحدود ما كان في إمكانه أن يجعل، والدين المحمدي بعد ذلك ليس بالسهل ولا بالهيَّن وكيف ومعه كل ما تعلمون من الصوم والوضوء والقواعد الصعبة الشديدة وإقامة الصلاة خمساً في اليوم والحرمان من الخمر وليس كما يزعمون.

كان نجاح الإسلام وقبول الناس إياه لسهولته لأنه من أفحش الطعن على بني آدم والقدح في أعراضهم أن يُتَّهموا بأن الباعث لهم على محاولة الجلائل واتيان الجسائم هو طلب الراحة واللذة-(التماس الحلو من كل صنف في الدنيا والآخرة) ! كلا فإن أحسن الآدميين لا يخلو من شيء من العظمة والجلال فالجندى الجاهل الجلف الذي يؤجَّر يمينه وروحه في الحروب بأجر بخس له مع ذلك"شرف" يحلف به فتراه لا يبرح يقول: لأفعلنَّ ذلك وشرفى.

 وليست أمنية أحقر الآدميين هى أن يأكل الحلوى بل أن يأتى عملا شريفاً وفعلاً محموداً ويثبت للناس أنه رجل فاضل كريم. ليعمد أيكم إلى أبلد إنسان فيريه سبيل المكرمات والمحامد، فإذا هو قد تأجَّج قلبه حماساً واتقَّدت نفسُه غيرة وصار في الحال بطلا، وما أظلم الذين يتهمون الإنسان بقولهم إنه ميَّال بفطرته إلى الراحة وأنه يُسْتهوى بالترف ويُسْتغوى باللذة إنما مغريات الإنسان وجاذباته هى الأحوال والصعائب والاستشهاد والقتل أقدح ما بنفس المرء من زناد الفضل تذك ناراً تحرق سائر ما فيه من الخسائس والنقائص، وما كان قط إعتناق الناس لدين من الأديان لما يرجون من متاع ولذة بل لما يثور في قلوبهم من دواعى الشرف والعظمة.

وما كان محمد أخا شهوات برغم ما أُتهم به ظلماً وعدواناً، وشدَّ ما نجور ونخطىء إذا حسبناه رجلا شهوياً لا هم له إلا قضاء مآربه من الملاذ،كلا فما أبعد ما كان بينه وبين الملاذ أية كانت لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه وماكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله، وكان طعامه عادة الخبز والماء وربما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار، وأنهم ليذكرون- ونعم ما يذكرون- أنه كان يصلح ويرفو ثوبه بيده فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة؟.

فحبذا محمد من رجل خشن اللباس خشن الطعام مجتهد في الله قائم النهار ساهر الليل دئباً في نشر دين الله غير طامح إلى ما يطمح إليه أصاغر الرجال من رتبة أو دولة أو سلطان غير متطلع إلى ذكر أو شهوة كيفما كانت.

 رجل عظيم وربكم، والا فما كان ملاقياً من اولئك العرب الغلاظ توقيراً واحتراماً وإكباراً وإعظاماً، وما كان يمكنه أن يقودهم ويعاشرهم معظم أوقاته ثلاثاً وعشرين عاماً وهم ملتفون به يقاتلون بين يديه ويجاهدون حوله. لقد كان في هؤلاء العرب جفاء وغلظة وبادرة وعجرفة وكانوا حماة الأنوف أباة الضيم وعر المقادة صعاب الشكيمة فمن قدر على رياضتهم وتذليل جانبهم حتى رضخوا له واستقادوا، فذلكم وأيم الله بطل كبير، ولولا ما أبصروا فيه من أيات النبل والفضل لما خضعوا له ولا أذعنوا، وكيف وقد كانوا أطوع له من بنانه !؟ وظني أنه لو كان أتيح لهم بدل محمد قيصر من القياصرة بتاجه وصولجانه لما كان مصيباً من طاعتهم مقدار ما ناله محمد في ثوبه المرقع بيده فكذلك تكون العظمة وهكذا تكون الأبطال !.

وإذا كان كارليل قد ألقي بكل عنفوانه صخرة راسية في الفكر الغربي تهدم كل زعم بشهوانية النبي r، فإن جهود المنصفين بعده قد سارت في طريقين:



الطريق الأول: تأكيد نفي تلك المزاعم وتدعيم وجوه إبطالها

فيجعل ول ديورانت will durantتعدد زوجات النبي rواجباً أخلاقياً يواجه به البشر في العصور الوسطى نسبة تعدد الوفيات في الذكور، كما أنه كان نوعاً من البرَّ النبوي والرحمة بالأرامل أو الأصدقاء يقول ديورانت:(1)durant:

"his ten wives and two concubines have been a source of marvel, merriment, and envy to the western world. we must continually remind ourselves that the high death rate of the male among the ancient and early medieval semites lent to polygamy, in semitic eyes, the aspect of obligation necessity, almost a moral obligation. mohammad took polygamy for granted, and indulged himself in marriage with a clear conscience and no morbid sensuality. aisha, in a tradition of uncertain authority, quoted him as saying that the three most precious things in this world are women, fragrant odors, and prayers. some of his marriages were acts of kindness to the destitute widows of followers or friends, as in the case of hafsa—to bind omar to him—and the daughter of abu sufyan to win an enemy. some may have been due to perpetually frustrated hope for son. all his wives after khadija were barren, which subjected the prophet to much raillery. of the children borne to him by khadija only one survived him—fatima. mary, a coptic slave presented to him by the negus of abyssinia, rejoiced him, in the last year of his life, with a son; but abraham died after fifteen months.

his crowded harem troubled him with quarrels. jealousies, and demands for pin money. he refused to indulge the extravagance of his wives, but he promised them paradise; and for a time he dutifully spent a night with each of them on rotation; the master of arabia had no apartment of his own. the alluring and vivacious aisha, how ever, won so many attentions out of her turn that the other wives rebelled, until the matter was settled by a special revelation:

thou canst defer whom thou wilt of them, and receive of them whom thou wilt; and whom so ever thou desirest of those whom thou hast set aside, it is no sin for thee; that is better, that they may be comforted and not grieve, and may all be pleased with what thou givest them.

وتزوج النبي بعشر نساء وكانت له اثنتان من السراري هن مبعث الدهشة والحسد والتعليق والمدح عند الغربيين، ولكن علينا أن نذكر على الدوام أن نسبة الوفيات العالية من الذكور بين الساميين في العصر القديم وفي بداية العصور الوسطى جعلت تعدد الزوجات، في نظر هؤلاء الساميين، ضرورة حيوية تكاد تكون واجباً أخلاقياً.

وكان تعدد الزوجات في نظر النبي أمراً عادياً مسلماً به لا غبار عليه، ولذلك كان يقبل عليه وهو مرتاح الضمير لا يبغي به إشباع الشهوة الجنسية، ويروى عن عائشة حديث عن النبي مشكوك في صحته يقول فيه" حبب إلى من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وقرة عيني في الصلاة".

ولقد كانت بعض زيجاته من أعمال البر والرحمة بالأرامل الفقيرات اللاتي توفي عنهن أتباعه أو أصدقاؤه، وكان بعضها زيجات دبلوماسية كزواجه بحفصة بنت عمر الذي أراد به أن يوثق صلته بأبيها، وكزواجه من ابنة أبي سفيان ليكسب بذلك صداقة عدوه القديم. وربما كان الدافع إلى بعضها أمله في أن يكون له ولد، وهو أمل حُرم منه زمناً طويلاً. وكانت زوجاته كلهن ما عدا خديجة غير ولودات، وكان هذا موضع السخرية بين أعدائه، ولم يبق من أبنائه الذين رزقهم من خديجة إلا فاطمة. وقد رُزق من مارية القبطية التي أهداها إليه نجاشي الحبشة، بولد اغتبط النبي بمولده أشد الاغتباط، ولكن إبراهيم مات بعد خمسة عشر شهراً من مولده.

وكثيراً ما ضايقه نساؤه بمنازعتهن، وغيرتهن، ومطالبهن، ولكنه أَبَى  أن يجيبهن إلى مطالبهن الكثيرة، ووعدهن بالجنة، وقضى بعض الوقت يعدل بينهن فيقضي ليلة عند كل واحدة منهن، ذلك أن سيد بلاد العرب كلها لم يكن يملك بيتاً خاصاً له، غير أن عائشة قد استاثرت بالقسط الأكبر من عنايته، فغضبت لذلك زوجاته الأخريات حتى نزلت الآية: " 
تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا " ( الأحزاب: الآية 51).

ويذهب رودي بارت rudi paretفي طريق آخر عندما ينعي على الغربيين محاكمة النبي صلى الله عليه وسلم وفق مقاييسهم هم، وليس وفق مقاييس عصره وأمته التي تجعل من التعدد أمراً معتاداً، ليس ذلك فقط بل إن مقاييس عصره وظروفها جعلت من عدم التعدد بالنسبة للنبي rهو المشكلة وليس العكس. يقول رودي بارت rudi paret(1):

im abendland hat man jahrhundertelang bis in die neueste zeit immer wieder daran anstoss geonommen, dass der prophet nach der higra von der einshe zur vielehe uebergegangen ist und im lauf der zeit mit insgesamt 13 frauen in ehelicher gemeinschaft gelebt hat. im besonderen wirft man ihm in dieser hinsicht zweierlei vor: erstens, dass derzainab, die schoene frau seines adoptivsohnes zuliebe- sich von ihr geschieden dieser- anscheinend ihm zuliebe- sich von ihr geschieden hatte; zweitens, dab er den kreis der zur heirat erlaubten frauen fuer seine person weiter als fuer uebrigen glaeubigen gezogen und ueber dieses sein sonderrecht sogar eine eigene offenbarung verkuendet hat.

die bliosse tatsache, dass mohammed in medina nicht mehr wie in mekka monogamisch gelebt hat, kann ihm nun allerdings nicht gut zum vorwurf gemacht werden, es sei denn, man legt einen massstab an ihn an, der historisch nicht vertretbar ist. der prophet gehoerte einem milieu an, in dem die polygamie, genauer gesagt die polygynie, die mehrfrauenehe, gang und gaebe war. wenn er vor der higra mit hadiga die einehe aufrecht erhalten hat, so lag das vor allem daran, dass diese seine erste frau ihm von haus aus wirtschaftlich ueberlegen war und daher auch im ehelichen zusammenleben eine sonderstellung beanspruchen konnte. nach ihrem tod brauchte er sich in dieser hinsicht keine zurueckhaltung mehr aufzuerlegen, zumal keine der frauen, die spaeter in seinen gesichtskreis traten und fuer eine ehelichung ueberhaupt in frage kamen, mit der verstorbenen auch nur einigermassen vergleichbar war.nachdem er in medina erst einmal festen boden unter den fuessen gewonnen hatte, wurde der uebergabg zur polygynie fast zur selbstverstaebdlichkeit. man koennte sogar sagen, dass eres seiner stellung schulding war, mehr alseine frau in seinem haus zu haben. im uebrigen ist zu bedenken, dass einige der von ihm eingegangenen ehen gleichzeitig der versorgung von frauen dienten, deren maenner in den schlachten von badr und am uhud gefallen waren, und dab ,bei seinen heiraten oft auch politische ueberlegingen mit im spiel waren.

die frage, wie der prophet dauz kam, in heirgatsangelegen heite fuer seine person gewisse sonderrechte in anspruch zu nehmen. ist damit freilich noch nicht beantwortet. tatsaechlich hat er sich nur bis zum jahr 625 auf vier legitime ehefrauen beschraenkt, eine zahl, die nach der ueblichen auslegung von sure 4,3 dem einzelnen glaeubigen als hoechstmab zugestanden war. im jahr 626 nahm er sich eine fuenfte frau(sie starb allerdings bald nach der hochzeit und wird deshalb heir nicht weiter mitgerechnet), 627 eine fuenfte und sechste, 628 eine siebente und achte und 629 eine neunte. in sure 33,49 f.sucht er diesen sachverhalt zu rechtfertigen.hier warden die verschiedenen arten von frauen(und sklavinnen) aufgezaehlt, die ihm als ehefrauen erlaubt sind: seine bisherigen gattinnen; die als kriegsbeute erworbenen sklavinnen;seine mit ihm emigrierten cousinen; schlieblich,eine(d.h.jedwede) glaeubige frau, wenn sie sich dem propheten schenkt, und wenn der prophet(seinerseits) sie heiraten will.(das gilt) speziell fuer dich, unter ausschlub der glaeubigen. wir wissen wohl, was wir ihnen (den glaeubigen) hinsichtlich ihrer gattinnen und ihres besitzes(an sklavinnen) vorgeschrieben haben.(dies) damit du dir kein gewissen daraus machst(wenn du darin eine sonderstellung einnemmst). und gott ist vergebend und barnherzig.

zur sache ist nicht viel zu sagen. auf grund der fuehrenden stellung, die er in der gemeinde innehatte, fuehlte mohammed sich trotz gewisser bedenken(vers 50) berechtigt, mit mehr als nur vier frauen gleichzeitig verheirtaet zu sein. auch seine frauen sollten eine sonderstellung einnehmen. sie wurden zu"muettern der glaeubigen” erklaert (33,6), eine bezeichnung, die zugleich bedeutete, dass sie nach seinem tod keine neue ehe mehr eingehen durften. im uebrigen ist zu bemerken, dass die sonderrechte, die mohammed fuer sich in anspruch nahm, doch auch wieder begrenzt waren. nur diejenigen frauen standen ihm zusaetzlich zur heirat frei, die sich ihm von sich aus dazu anboten. schlieblich hat er seiner heiratsfreudigkeit sogar selber einen riegel vorgeschoben, indem er die folgende offenbarung verkuendete:" kuenftig sind dir weder(weitere) frauen(zu ehe) erlaubt, noch(ist es dir erlaubt) gattinnen (die du schon hast) gegen sie auszutauschen, auch wenn dir ihre schoenheit gefallen sollte. ausgenommen dein besitz (an sklavinnen) (33,52). es ist anzunehmen, dass diese verkuendigung nach seiner letzten heirat, der vom marz 629, erfolgt ist. der prophet war damals etwa 60 jahre alt. gegenueber den reizen weiblicher schoenheit war er-das entnehmen wir dem wortlaut-immer noch aufgeschlossen. er mag sogar mit dem gedanken gespielt haben, die eine oder andere seiner gealterten gattinnen gegen eine junge frau einzutauschen, hat dann aber endgueltig auf eine solche moeglichkeit verzichtet. die offenheit, mit der hier in einem heiligen text ueber dises dinge gesprochen wird, wirkt verblueffend und zugleich entwaffnend. sie bricht jeder weiteren kritik die spitze ab.

der fall von mohammeds heirat mit zainab liegt nicht ganz so einfach, wie es auf den ersten blick den anschein hat. fest steht, dass der prophet die frau seines adoptivsohnes zaid diesem sozusagen weggeheiratet hat. er sah sie eines tages in zaids wohnung im blossen untergewand und war gleich ganz begeistert von ihr. als zaid durch zainab davon hoerte, erbot er sich sofort, sie ihm abzutreten. die geschichte endet damit, dass zaid tatsaechlich auf sie verzichtete, worauf mohammed sie sich selber zur frau nahm. zur entlastung des propheten ist allerdings anzufuehren, dass zainab ehedem gegen ihren willen mit zaid verheiratet worden war, dass sie ihn nach dem besagten zwischenfall erst recht ablehnte, und dass mohammed seinerseits das angebot zaids zuerst nicht annehmen wollte, diesen vielmehr ausdrueklich aufforderte, zainab zu behalten. in sure 33,37 kommt die ganze angelegenheit zur sprache. die stelle lautet:"und(damals) als du zu demjenigen, der von gott und von dir” wohltaten empfangen hatte, sagtest: behalt deine frau fuer dich und fuerchte gott!”, und in dir verbargst, was gott(doch) offenkundig machen wuerde, und angst vor den menschen hattest, waehrend du doch ehre vor gott angst haben solltest! und als dann zaid sein geschaeft mit ihr erledigt(d.h.sich von ihr geschieden) hatte, verheirateten wir dich mit ihr (dies) damit die glaeubigen sich (kuenftig) hinsichtlich der frauen ihrer adoptivsoehne kein gewissen machen( naemlich sie zu heiraten), wenn sie (d.h.die adoptivsoehne) ihr geschaeft mit ihnen erledigt haben. und was gott anordnet, geschieht.

gegen schluss des verses wird mohammeds heirat mit der frueheren frau seines adoptivsohnes damit gerechtfertigt, dass, die glaeubigen kuenftig, dem beispiel des propheten folgend, unbedenklich frauen von adoptivsoehnen wuerden heiraten koennen.

دأب الغربيون منذ القدم وعبر مئات السنين وإلى الزمن الحاضر، على النعْي على النبي محمدٍ أنه في حين اكتفى في مكة بزوجة واحدة، قبل الهجرة، أقبل بعد الهجرة على تعدد الزوجات حتى بلغ مجموعهنّ ثلاث عشرة امرأة. وعلى الخصوص فإنَّ المآخذ عليه تتركز في اثنتين؛ الأولى أنه عمد للزواج من زينب، زوجة متبنّاه زيد بن حارثة، والتي يبدو أنه طلّقها عندما علم أنَّ النبي يريدُها. والثانية أنه تجاوز في عدد زوجاته ما يحق للمسلم أن يتزوج به من النساء، معطياً بذلك نفسه امتيازات خاصة، سوَّغها له أيضاً القرآن (سورة الأحزاب 50:33 ومابعدها)

والواقع أنَّ أحداً لا يستطيع أن يأخذ على النبي محمد أنه عدَّد زوجاته بالمدينة، فقد كانت تلك عاداتٍ عربية، ولا يمكن محاسبته على مقياس يخالف مقياس بيئته. فقد عاش النبي-كما سبق القول- في مجتمع كان تعدد الزوجات فيه أمراً عادياً جداً. وإذا كان قد اقتصر على زوجة واحدةٍ مع خديجة، فإنَّ وضع خديجة كان خاصاً، وكانت هى المموّل من الناحية الاقتصادية، وهذا فضلاُ عن المنزلة الخاصة التي كانت خديجة تتمتع بها لديه، وبعد وفاتها ما عاد النبي مضطراً للاقتصار على زوجة واحدةٍ؛ لأنَّ كل النساء اللواتي كنّ في دائرته، ما كانت بينهن واحدةٌ يمكن مقارنتها بخديجة ولو من بعيد. ثم إنه بعد أن ثبّت قدميه بالمدينة، صار تعدد الزوجات أمراً متوقَّعاً وعادياً. بل والأكثر من ذلك يمكن القول إنه بسبب موقعه ومقامه كان عدمُ التعدد هو المشكلة وليس العكس.

ويبقى أنه في حالاتٍ عديدةٍ فإنه كان من أهداف زواج النبي رعاية أولئك النسوة اللواتي فقدن أزواجهنَّ في بدر وأُحُد، كما أنه كان بين زوجات النبي من تزوّجهنَّ لأسباب سياسية.

أما التساؤل عن أن النبيَّ محمداً وفي مسائل النكاح بالذات، أعطى نفسه امتيازاتٍ خاصّةً افترق بها عن المسلمين الآخرين؛ فهذه قضيةُ ما وجدت جواباً لها حتى اليوم. فحتى العام 625م اقتصر على أربع زوجاتٍ، وهو الحدُّ الأقصى الذي يحقُّ للمسلم بحسب السورة آل عمران رقم 3: 4. وفي العام 626م تزوج زوجةً خامسةً ( لكنها توفيت بعد العقد مباشرةً، ولذا لا تُحسَبُ بين زوجات النبي)، وفي العام 627م تزوج خامسةً وسادسة. وفي العام 628م سابعةً وثامنة، وتاسعةً في العام 629م. ونجد في السورة الأنعام  رقم 5: 33 وما بعدها، تسويغاً أو تشريعاً لذلك. ففي الآيات تعديدُ لأشكال المباحات من النساء (والجواري)، اللواتي يحللْن للنبي: زوجاته الحاليات واللواتي حَصَلَ عليهنّ بالحرب، وبنات عمّه اللواتي هاجرن معه، وأخيراً المرأة التي تَهَبُ نفسَها للنبيّ، ويقبل النبيّ أن يتزوَّجها: " 
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ ۗ وَاتَّقِينَ اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55) ( سورة الأحزاب )

لا يمكن قول شيء يتعلق بالمضمون. فبسبب الموقع المتميّز للنبي في الجماعة، أحسَّ بأنه من حقّه، رغم بعض التحفظات ( الآية 50) أن يتجاوز عدد الأربع نِسوةٍ في النكاح. وقد كان لنسائه أيضاً موقعهنَّ الخاصُّ المتميّز. وقد سمّاهنّ القرآن أُمَّهات المؤمنين (سورة 6:33). وهذا وصفُ يقتضي أن لا يتزوجن بعد وفاة النبيّ.وهناك ملاحظةُ تستحقٌّ الذكر، وهي أن النبيَّ أيضاً كانت له حدود. فبعد ما تزوجه من نساء ما عاد من حقّه أن يتزوج إلا من اللواتي يعرضن أنفُسَهُنّ عليه. وبالتالي فقد حدَّد له القرآن حداً ما عاد بوُسعه تجاوُزُه . ومن المتوقَّع أن تكونَ هذه الآية قد نزلت بعد الزواج الأخير للنبيّ في شهر مارس/أذار عام 629م. وكان النبيّ وقتها قد بلغ الستين من العُمُر. ونفهمُ من الآية أنه كان ما يزال في ذلك العمر منفتحاً على جمال النساء. وربما فكر بفراق هذه أو تلك من نسائه الكبيرات في السنّ واستبدال أُخريات أحدث سناً بهنَّ؛ لكن القرآن منعه من ذلك. والصراحةُ التي يجري فيها الحديث عن هذا الأمر في نص مقدَّس تُثير الإعجاب والارتباك في الوقت نفسِه. وهي بذلك تحولُ دون النقد إذا استشرى أو صار حادَّاً.

 



أما زواج النبيّ من زينب ( بنت جحش)، فليس من السهولة فهمه، كما يبدو للوهلة الأولى. وتقول الرواية إن النبيّ رأى زينب زوجة متبنّاهْ فأعجبته،وعلم بذلك زوجُها فأراد أن يطلقها لكي يتزوجها النبيّ فأبى النبيّ ذلك. وانتهى الأمر بالفعل بأن طلّق زيدُ امرأته وتزوَّجها النبيّ. بيد أنه مما يحسب للنبيّ في هذا السياق، أنّ زينب ما كانت تريد الزواج من زيد وأنها أُرغمَت على ذلك، واستعصت على زوجها بعد أن رآها النبيّ، وأنّ زيداً أراد طلاقَها وأبى النبيّ ذلك وأمره بإمساكها. وفي السورة الأحزاب رقم 37:33 تَرِدُ القصةُ كلٌها: ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وانعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لايكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا) (سورة الأحزاب: الآية 37).

وفي آخِر الآية، يجري تسويغُ زواج النبيّ من زينب زوجة متبنّاةُ، أنه لكي لا يتحرج المؤمنون في المستقبل من الزواج بزوجات الذين يتبُونَهُم".

أما كارين آرمسترونج فتُرجع اتهام الغرب محمداً rبالشهوانية إلى الحسد والصفاقة؛ لأن النبي rكان يعيش حياة مجتمع قبلي مثل أنبياء العهد القديم ذوي العدد غير المحدود من الزوجات كداود وسليمان؛ ولأن اختياراته الزوجية rلم تكن تتحرى المفاتن الجسدية أو ريعان الشباب فجاءت أكثرهن أرامل أو مسنات، وكان زواجه منهن لأسباب اجتماعية أو سياسية. تقول آرمسترونجarmstrong:(1)

“muhammad’s harem of wives has excited a lot of lurid and prurient speculation in the west as well as a good deal of ill-concealed envy, as we saw in chapter 1 when i showed that muhammad was frequently accused of lust. later the qu’ran decreed that a muslim could have only four wives but muhammad, as the prophet, was allowed many more. few people in arabia at that time saw monogamy as a particularly desirable norm and in later years, when muhammad was becoming a great arab sayyid, his large harem was a mark of his status. in a tribal society, polygamy tends to be the norm. the bible is not at all squeamish about the sexual exploits of king david or the enormous harem of king solomon, which makes muhammad’s look quite pathetic. like muhammad, they both lived at a time when their people were making the transition from tribal to urban life. but it would be quite wrong to imagine muhammad basking decadently in a garden of earthly delights; indeed his many wives were sometimes, as we shall see, rather a mixed blessing. we should simply notice two things. first, neither sawdah nor aisha was chosen for their sexual charms. aisha was only a little girl, and at thirty sawdah was past her first youth and was beginning to run to fat. we hear little more about her and this indicates that the marriage was more of a practical arrangement than a love-match. she could take care of muhammad’s household and she also gained in status, at least among the muslim community, by becoming the wife of the prophet. second, both marriages had a political dimension: muhammad was forging important links of kinship. he still had hopes of suhayl, who was a deeply religious man, and the marriage with sawdah made him a relative by marriage. it was also important to establish a closer tie with abu bakr: muhammad was beginning to form an alternative kind of clan, which was not based on kinship but on ideology, yet the blood-tie was still felt to be very important.

وقد أثار موضوع زوجات النبي تأملات كثيرة في الغرب، تتسم بالبذاءة والصفاقة، وبكثير من مشاعر الحسد التى فشل الكُتّاب في إخفائها، على نحو ما رأيناه في الفصل الأول الذي بَيَّنْتُ فيه أن محمداً كثيراً ما اتهم بالميل إلى الشهوة الجسدية. وقد فرض القرآن فيما بعد ألا يزيد عدد زوجات المسلم عن أربع، ولو أن محمداً كان نبياً بأكثر من ذلك.

والواقع أن الاقتصار على زوجة واحدة لم يكن من الأعراف المستحبة في بلاد العرب إلا من جانب قلة لا تُذْكر، وبعد سنوات كثيرة عندما أصبح محمد من سادة العرب العظماء، كانت زوجاته الكثيرات من دلالات منزلته الرفيعة. ويغلب أن يكون تعدد الزوجات هو العرف السائد في المجتمع القبلي، ولا يجد الكتاب المقدس غضاضة على الإطلاق في الحديث عن الإنجازات الجنسية للملك داود، أو الزوجات اللائى لا يحصى عددهن للملك سليمان، ويعتبر عدد زوجات النبي محمد، بالقياس إلى زوجاتهما، ضئيلاً إلى درجة كبيرة. والواقع أنهما كانا يعيشان، مثل النبي محمد، في مجتمع يمر بفترة انتقالية من الحياة القَبَليّة إلى حياة المدينة.

ولكن يخطىء من يظن أن محمداً كان ينعم بالملاذ في حديقة من المتع الدنيوية، بل إن كثرة زوجاته كانت أحياناً، على نحو ما سوف نرى، نعمة ونقمة معاً.

ويجب علينا وحسب أن نرصد أمرين؛ الأول: أن اختيار سودة أوعائشة لم يكن يستند إلى المفاتن الجسدية لأيَّ منهما. فلم تكن عائشة سوى طفلة صغيرة، وكانت سودة قد بلغت الثلاثين وتخطت ربيع الشباب، بل بدأت تميل إلى السمنة. ونحن لا نكاد نسمع المزيد عنها، مما يدل على أن الزواج كان أقرب إلى لون من"الترتيبات" العملية منه إلى زواج يقوم على الحب. فكانت لازمة لرعاية أسرة محمد، وقد عَلَت منزلتها كذلك، على الأقل بين المسلمين، عندما اصبحت زوجة للنبيّ.؟

والثاني:هو أن كُلاًّ من هاتين الزيجتين كانت لها أبعادها السياسية، إذ كان محمد يعقد أواصر قرابة ونسب ذات أهمية كبرى. فكان ما يزال يأمل أن يهدى الله سهيلاً، بسبب تدينه العميق، والزواج بسودة جعله من أصهار النبي. كما كان من المهم توثيق العلاقة مع أبى بكر، فإذا كان محمد قد شرع في تكوين لون آخر من العشيرة، لا يستند فيه على القرابة بل على التمازج الفكرى، فإن رابطة الدم كانت ما تزال تعتبر بالغة الأهمية.

ثم ترصد آرمسترونج بعداً إنسانياً هاماً كان وراء تشريع تعدد الزوجات في الإسلام، وهو حل مشكلة الأيتام التي تفاقمت في المسلمين بعد حرب أحد".

 تقول آرمسترونج armstrong (1):

"muhammad's western critics tend to see this condoning of polygamy as a piece of pure male chauvinism. popular films like harem give an absurd and inflated picture of the sexual life of the muslim sheikh which reveals more about western fantasy than it does about the reality. but, seen in context, polygamy was not designed to improve the sex life of the boys-it was a piece of social legislation. the problem of orphans had exercised muhammad since the beginning of his career and it had been exacerbated by the deaths at uhud. the men who had died had left not only widows but daughters, sisters and other relatives who needed a new protector. their new guardians might not be scrupulous about administering the property of these orphans: some might even keep these women unmarried as that they could hold on to their property. it was not unusual for a man to marry his woman wards as a way of absorbing their property into his own estate.

there was probably a shortage of men in arabia, which left a surplus of unmarried woman who were often badly exploited. the qu'ran is most concerned about this problem and restored to polygamy as a way of dealing with it. this would enable all the girls who had been orphans to be married, but it insisted that a man could take more than wife only if he promised to administer their property equitably.

ويميل نقاد محمد الغربيون إلى أن يروا ذلك السماح بتعدد الزوجات شوفونيه ذكورية. كما تروج الأفلام الشعبية مثل فيلم"haremالحريم" صورة مبالغاً فيها عن الحياة الجنسية لمشايخ المسلمين، ويعكس هذا الأمر هوى الغربيين وجنوح خيالهم أكثر مما يعكس الواقع. وإذا نظرنا للأمر في سياقه، نجد أنه لم يقصد بتعدد الزوجات إباحة نوع من الممارسة الجنسية للرجال. فقد كان نوعاً من التشريع الاجتماعي. وكانت مشكلة الأيتام محل اهتمام محمد منذ بداية رسالته، ثم تفاقمت المشكلة بعد وفيات أُحُد، فلم يترك الرجال الذين استشهدوا زوجات فقط، لكنهم أيضاً تركوا بنات وأخوات وقريبات وأقرباء في حاجة لمن يكفلهم من جديد. وكان هناك احتمال ألا يكون الأوصياء الجدد على درجة كبيرة من الحرص والورع في توزيعهم وإدارتهم لممتلكات هؤلاء اليتامي. وربما عمل بعضهم على عدم تزويج بعض هؤلاء النساء من أجل ان يسيطروا على ممتلكاتهن. ولم يكن زواج الرجل من ربائبه، كوسيلة لضم ممتلكاتهن إلى ما بيده، أمراً غير معتاد.

 



ومن المحتمل أيضاً أنه كان هناك نقص في عدد الذكور في بلاد العرب، الأمر الذي أدى إلى وجود فائض من النساء غير المتزوجات واللاتى كن يستغللن استغلالاً سيئاً. وقد أولى القرآن تلك المشكلة اهتماماً شديداً، ومن هنا لجأ إلى إباحة تعدد الزوجات أسلوباً لمعالجتها، وبذلك تتمكن الفتيات اللاتى تيتمن من الزواج. لكن القرآن نصَّ على أنه باستطاعة الرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة فقط إذا هو وعد بالإدارة العادلة والتوزيع العادل للممتلكات.

 



الطريق الثاني:  تجلية موقفه من حقوق المرأة وتكريمها

لا يجد المتأمل أعجب من اتهام الغرب أتباع الإسلام ورسولهم باضطهاد المرأة، أو انتقاص حقوقها، ومثار العجب يكمن في أن الغرب قد تلقّى عبارات التكريم والاحترام والتقدير للمرأة من العرب. تقول الدكتورة زيجريد هونكه sigrid hunke(1):

"echter diamant oder geschliffenes glasauch diesed schmuck, der dame des herzens oder der gattin ihres chefs ergebenst zu fuessen gelegt, ist- ohne dass wir uns dessed noch bewusst sind- import aus dem arabischen orient….. und warden es wieder tun. so sehr sind diese sprache, diese geste, diese haltung der ergebenheit der fussfaelligen selbsterniedrigung des mannes vor der anbetungswuerdigen frau uns zur zweiten natur geworden, ob wohl sie urspruenglich nicht die unseren waren.obwohl wir sie erst erlernt haben, ebenso wie wir jene andere erst in einem schmerzhaften umerziehungsprozess lernen mussten.

" سواء كان هذا ماساً حقيقياً أو بلوراً فهذه الحلية التي تتحلى بها ملكة القلب أو زوج الرئيس، والتي توضع عند قدميها، هذه الحلية وتلك الباقة من الألفاظ الرقيقة مستوردة من الشرق العربي.... وإذا كَرَّرْتَ هذا الصنيع وهذه اللغة وتلك الاشارات وأنت في مواقف الاستسلام والخضوع أمام السيدة التي تهواها، فإنما تأتي بعادة ثانية مكتسبة تعلمناها من العرب وكنا قبلهم نجهلها، وقد تعلمناها منهم كما تعلمنا أشياء أُخر كثيرة تُمارس بالرغم من المتاعب والمشاق التى تتطلبها لأسباب تربوية"

ولم يقتصر الأمر على قوالب التقدير اللغوي وعبارات مجاملة المرأة بل امتد إلى حقوق المرأة وتكريمها العملي الذي رسّخه النبي محمد صلى الله عليه و سلم .

      يقول كارل إيرنست carl ernstعازياً اتهام الغرب المسلمين ونبيهم باضطهاد المرأة رغم عدم حصول المرأة الغربية على بعض الحقوق إلا عقب حصول المرأة المسلمة عليها، يقول عازياً ذلك إلى الروح الاستعمارية (1):

"as mentioned earlier, islamic law in theory provides resources for women, such as property rights, which were not available to european women until very recent times. yet in practice the complex application of islamic law was filtered through multiple levels of custom and tradition, so that ethical principles of equality between the sexes all too frequently were sacrificed for the benefit of male privilege. the imposition of patriarchal authority over women is hardly unique to islam civilization. aristotle, it must be remembered, regarded woman as natural slaves. despite statements about gender equality in the new testament, there are also strong traditions that for centuries have excluded women from positions of authority in christian churches. misogyny and the assertion of men's authority over women is, in fact, characteristic of the history of much of the world, including china and india. disentangling the roles of the ethics of gender and patriarchal history is a task that now is being undertaken in every culture, even when it does not bear the name of feminism.

what makes the discussion of gender relations in islamic culture especially tricky is, once again, the effects of european colonialism. by the late nineteenth century, european had developed a number of arguments to demonstrate the cultural inferiority of the nations of the orient, principally muslim countries. as mentioned previously, the scientific language of racial categories and the alleged evolutionary superiority of europeans were key elements in the ideology of colonial ascendancy. a new and surprising weapon in the colonialist's arsenal was the language of european feminism. however uncomfortable victorian officials may have been with feminist agitation for equal rights at home, they eagerly and hypocritically criticized asian and especially muslim men for their bad treatment of women (although some colonial administrators, such as lord cromer and lord curzon, were active opponents of the british suffragette movement). by maintaining that islam was essentially oppressive to women and by linking muslim backwardness to the practice of veiling women, colonial administrators could justify their rule over asia and africa, since they were the bearers of enlightening modernity. at the same time, they maintained that muslims could only become civilized if they abandoned veiling-that is, if they abandon what were believed to be essential practices of islam. the same rhetoric of condescending shock about the veiling of muslim women continues to be applied today, despite less than perfect gender equity in europe and america.

when we look, however, at the authoritative islamic scripture, we can see prominent resources for an ethic of gender equality. in christian and jewish circles, it is only in relatively recent years that the gendered language of the bible has become as issue, leading to new translations that do not automatically assume the male gender as normal. yet gender-specific language had clearly become a concern in the early muslim community. a number of women approached the prophet muhammad to ask him about the prevalence of male pronouns in the qu'ran, wanting to know if women were included in these statements. the next revelations of the qu'ran responded directly to these concerns, with an extended series of balanced phrases that make it clear that men and women share equally in the religious life:

for the submitting men and submitting women,

for the believing men and believing women,

for the devout men and devout women,

for the sincere men and sincere women,

for the patient men and patient women,

for the humble men and humble women,

for the men and women who give alms,

for the men and women who fast,

for the men and women who guard their chastity,

for the men and women who remember god much for them god has prepared forgiveness and a great reward (33.35)

كما هو مذكور آنفا، تقوم الشريعة الإسلامية نظرياً بتوفير جملة من الذرائع من أجل النساء، كمثل حقوق الملكية التي لم تكن متوفرة للنساء الأوربيات حتى عصور حديثة جداً. إلا أنه في الواقع تمّت غربلة التطبيق المعقّد للشريعة الإسلامية عبر مستويات متعددة من العرف والتقليد، بحيث كان يضحّى في كثير من الأحيان بالمبادىء الأخلاقية للمساواة بين الجنسين من أجل منح الامتياز للذكر.



ومن الصعب القول بأن فرض لسلطة البطريركية على النساء مقتصر على الحضارة الإسلامية، فلابد من تذكّر أن أرسطو قد اعتبر أن النساء جاريات في طبيعتهن. وعلى الرغم من التصريحات حول مساواة الجنسين في الإنجيل، إلا أنه يوجد كذلك تعاليم صارمة عملت ولقرون من الزمان على استثناء النساء من مناصب السلطة في الكنائس المسيحية. فالتحيز ضد النساء والتأكيد على سلطة الرجال عليهنّ هي في الواقع صفات اتّسم بها تاريخ معظم العالم، بما في ذلك الصين والهند، لذا فإن عملية فكّ العقد التى تشبك بين دور الأخلاق عند الجنسين




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق