عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

   

مقدمة:     

 المرتفع في صريح نسبه بلا خلاف ، ظللته الغمائم ، و كلمته البهائم ، و نصر بالرعب بين يدي مسيرة شهر ، و خص بليلة القدر ، و نصر بالصبا و جعلت له الأرض مسجدا ً و طهورا ً و ختم به النبيون ، و زاد الله دينه على الأديان علوا ً و ظهورا ً و ساحت قوائم فرس سراقة إلى بطنها ، و حن الجزع اليابس إليه ، و دعا الشجرتين فامتثلتا و جاءتا بين يديه ، و سلم الحجر الصلد عليه ، و استقصى أبا جهل دين المستجيرين به فقضاه على الفورو وفاه ،  و انشق له القمر ، و نبع الماء بين أصابعه كما ينبع من الحجر ، و رجف به و بحلفائه الكيل فركض و قال : اسكن فسكن و امتثل ، و بث له شكواه الجمل ، و استستقى فأطلقت السماء عزاليها كأفواه القرب ، و خاطبه بخيبر الذراع المسمومة ، و انشق ليلة مولده إيوان كسرى و تساقطت  النجوم و غاضت  بحيرة ساوه ، وفاض وادي السمارة ، و خمدت نار فارس .

أبو القاسم  محمد النبي : الكريم الرؤوف الرحيم الحسيب النسيب الماحي العاقب المخصوص في اليوم المشود ، بالمقام المحمود ، و اللواء المعقود ، و الحوض المورود صلى الله عليه صلاة لا ينقطع دوامها .

 

- مدحه الله عز و جل في غير موضع  من محكم كتابه . و وصفه في الكتب المتقدمة  بأسمائه الأعلام ، و صرح بأنسابه و أنزل في قومه  قرآنا ً يتلى على مر الدهر وتعاقب أحقابه ، و قدمه  قبل جده نوح عند أخذ العهد و الميثاق .

"و إذ أخذنا من البنين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم و اخذنا منهم ميثاقا ً غليظا " (الأحزاب : 7)

تم أخذ العهد على سائر الأنبياء  بالإيمان به ، و زكى جوارحه و أثنى عليه و خلقه  و أدبه  و رفع له ذكره .

 

من خصوصيات النبي صلى الله عليه و سلم:

1-أن نساءه اللائي دخل بهن و مات و هن في عصمته حرمن على غيره:" و ما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تـََنْكِحُوا أزواجه من بعده أبدا ً أن ذلكم كان عند الله عظيما ً" (الأحزاب :53)

 


2-أقسم الله بحياته في قوله تعالى : "لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون "  (الحجر :72)
روي أن ابن عباس قال : ما خلق الله عز و جل  و ما ذرأ نفسا ً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسم ، و ما سمعت الله عز وجل أقسم بحياة أحد إلا بحياته ، فقال " لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون "

3- أن الله تعالى نادى جميع الأنبياء بأسمائهم و ناداه بالنبوة و الرسالة :

     " ويا آدم اسكن انت و زوجك الجنة " (الأعراف :19)

     "يا نوح إنه ليس من أهلك "             (   هود    :46)

     " أن يا إبراهيم  قد صدقت الرؤيا "    (الصافات :10)

     "يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك" ( هود   :818)

 "يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض"(  ص   :26)

 "يا موسى إني أنا الله رب العالمين "      (القصص :30)

 "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى"  (  مريم    : 7)

 "يا يحيى خذ الكتاب بقوة "                  (   مريم   :12)

 "يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك و على والدتك (المائدة  ك110)

و لم يناد عبده إلا بالنبوة و الرسالة :

"يا أيها النبي لا يحزنك الذين يسارون في الكفر "(المائدة :418)

"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك  من ربك "       (المائدة : 67 )

"يا أيها النبي حسبك الله"                                (الأنفال: 64 )

"يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ً و مبشرا ً و نذيرا و داعيا إلى الله بإذنه و سراجا ً منيرا   (الأحزاب :45 ،46)

 إلخ ...

 

و النبي يهمز ولا يهمز ، فالنبي بلا همزة معناه : الرفيع الشأن العالي الأمر ، أخذ من النباوة : و هي ما ارتفع عن الأرض ، لأنه ينبئ عن الله : أي يخبر

وقال عباس بن مرداس السلمي :

يا خاتم النُّباء إنك مرسل بالحق                  كل هُدى السبيل هُداك

إن الإله بنى عليك محبة  مـــــ                  ـن خلقه و محمد سماك

و قال حسان :

وَ شَقَّ له مِن اسمْه ليجلَّه                   فذوا العرش محمود و هذا محمد

 

 

4- و منها أن الله عز و جل نهى أن يدعى رسول الله صلى الله عليه و سلم باسمه

    فقال عز و جل " ولا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا "  (النور:63)

 

 

5- و منها أن الله تعالى أقامه مقام ذاته  فقال جل من قائل :

  "إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم "   (الفتح : 10 )

 

 

6- و منها أن الله تعالى بدأه بالعفو  قبل التأنيب ، و المخاطبة قبل أن يعرف الذنب فقال جل و علا : "عفا الله عنك لم أذنت لهم "   (التوبة : 43)

 

 

7-  و منها أن الله تعالى  وضع به الأغلال التي كانت في أعناق العباد ، و الآصار التي كانت عليهم : في الأمم السابقة  ولا سيما اليهود و النصارى " الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا ً عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم  بالمعروف و ينهاهم عن المنكر  و يحل لهم  الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم"

 

 

 

  8- من خصائص الرسول صلى الله عليه و سلم أن الله تعالى شرفه :

 

أ-ذكره في الصنائع إلى عباده :" و ما نقموا إلا  أن أغناهم الله و رسوله  من فضله "
ب - قرن الله اسم محمد صلى الله عليه و سلم بذكره في ثمانية مواضع:
1-في الطاعة : " و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول " (النساء  :80)
 " آمنوا بالله و رسوله " (الحديد  :7 )

 "من يطع الرسول فقد أطاع الله"     (النساء  :80)

2.في المحبة :  "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "  (آل عمران:31)

3. في المعصية : "و من يعصي الله و رسوله " (النساء : 14)

4. في العزة : " و لله العزة و لرسوله " (المنافقون : 8)

5. جمع له الأرض فأراه مشارقها و مغاربها : في صحيح مسلم عن توبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قال:" إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها و مغاربها و أن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها و أعطيت الكنزين الأحمر و الأبيض ، و إني سالت ربي ألا يهلكها بسنة عامة ، و أن لا يسلط عليهم عدوا ً سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم  و أن ربي قال : إنى قضيت قضاء ً و لا يرد ، و إني أعطيتك لأمتك ، ألا أهلكهم بسنة عامة و أن لا أسلط عليهم عددا ً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم و لو اجتمع عليهم من أقطارها أو من بين أقطارها حتى يكون بعضهم  يهلك  بعضا ً و يسبي بعضهم بعضا ً "

6. في الإجابة في قوله :" استجيبوا لله و للرسول "     (الأنفال: 24)

7. في التسمية : " حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم " سماه باسمين  من أسمائه تعالى

8. في الرضا :"و الله و رسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين" (التوبة : 62)

 

 

 

9- من خصائصه صلى الله عليه و سلم أن الله أمر بتقديمه على النفوس

       "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "                   (الأحزاب: 6)

      " قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال

        اقترفتموها و تجارة تخشون فسادها أحب إليكم من الله و رسوله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره .

 

و في صحيح البخاري : (كنا مع الرسول صلى الله عليه و سلم و هو آخذ بيدي عمر فقال له عمر مكررا ً يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيئ إلا من نفسي سفقال النبي صلى الله عليه و سلم : لا و الذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر : فإن الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : الآن يا عمر [ و في رواية الآن أمنت يا عمر]

 

روى البخاري عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين "

 

 

10. و من خصائصه أن الله عز وجل تولى الجدال عنه ، و كل نبي يجادل عن نفسه :

فلما قالوا مجنون ، قال الله " و ما صاحبكم  بمجنون " (التكوير : 22)

و قالوا شاعر ، فقال الله تعالى " و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له "  (يس :69)

و قالوا افترى القرآن ، فقال الله تعالى " و ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله "                                      (يونس : 37)

و قالوا إنما يعلمه بشر، فقال الله "و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين " (النحل :103)

و قالوا كاهن فقال الله " و ما هو بقول كاهن " (الحاقة :43)

و قالوا ضل محمد ، فقال الله عز وجل " ما ضل صاحبكم و ما غوى"[صاحبكم مهتد راشد]

و قالوا " لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " فقال تعالى "أهم يقسمون رحمة ربك " (الزخرف :   )

 




                      المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق