قضية اللباس
لماذا نلبس.. وما هي المقاصد الشرعية للباس ؟؟
نلبس لعدة أمور ذكرها الله - تعالى -في القرآن الكريم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السنة
1- أنه صورة من صور تكريم بني آدم ولما يبدأ الناس ينزعون اللباس عنهم، فهو دليل مشابهة البهائم والحيوانات ولذلك كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمد الله حين يلبس، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: [من لبس ثوبا فقال: الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر... ]لماذا هذا الأجر، لأنه قدر نعمة الله عليه
2- نلبس لأن في اللباس عفة وأن في اللباس دلالة على التقوى من الداخل: {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُون{َ
يمتن الله على عباده بما جعل لهم من لباس{ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ} المقصود بها: ستر العورات، {وَرِيشًا} المقصود بها التجمل وهي من الكماليات.
لذا فإن المرأة المسلمة عليها عند اختيار ثيابها أن تنظر إلى سترها قبل جمالها، إذ أنه في الآية {لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ }مقدمة على {وَرِيشًا}أي الزينة
و أكدت العيد على أن قضية ستر العورة هذه قضية شرعية وأن لباس التقوى مرتبط داخله بخارجه.
ما هي الضوابط ؟؟
1- أول قضية ذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: [كلوا واشربوا وتصدقوا والبسوا في غير إسراف ومخيلة].
الحديث نص في مشروعية التجمل ولكن حذر من الإسراف وهو مرض متعلق بالجسد والمخيلة وهو مرض يتعلق بالنفس وللأسف أن تقييم الناس لبعضهم الآن على حسب الماركة التي يرتدونها .. وللأسف وقعنا في الكبر
2- الحذر من التشبه بالكفار باللباس تقول العيد: هناك أمران ضروريان يجب التنبه لهما، أي شيء يرتبط بالكفار وأديانهم يحرم التشبه به حتى لو فعله الناس (كعيد الحب) مثلاً لأن الأمر مرتبط عندهم بآلهة الحب، كذلك دبلة الزواج الذين يرتدونها بعد مباركة القسيس لزواجهما.
القسم الآخر ما كان التشبه به من عاداتهم ومنها لباسهم، فلا يجوز شرعاً أن نتشبه فيما كان من خصائصهم مستدلة بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عليه ثوبين معصفرين فقال: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها). وكذلك حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم –[من تشبه بقوم فهو منهم]
وحذرت العيد من ارتداء أو إلباس أولادنا ما فيه تشبه بالكفار، واستدلت بقول ابن تيمية (إن موافقة القوم قد تكون موصلة إلى درجات ودركات الكفر أي من يوافقهم في الظاهر يؤدي لموافقتهم بالباطن وضربت الدكتورة نوال على ذلك مثلاً كالذي يرتدي ثياب الجندي أو المزارع فإنه يتصرف مثلهم.. أو كما يحدث لدى الكثيرات منا عندما ترتدي فستاناً للمناسبات فإن مشيتها وجلستها تختلف عن ما هي معتادة عليه عندما تكون مرتدية لثيابها العادية.
وحذرت العيد الأمهات اللواتي لا يلقين بالاً إلى ثياب بناتهن أو يجلبن بأنفسهن لهن الثياب الغير مناسبة، وتقول إن الأم حين تلبس ابنتها لباس مخالفة فهي تورط ابنتها بيدها وتغير ما في باطنها.
3- أن لا يكون شفافاً، تقول العيد للأسف الآن صرنا نرى البنات بطونهن وصدورهن عارية وقد جاء في الحديث[سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات]
وتذكر العيد قصة الخمار الذي شقته عائشة - رضي الله عنها -: تقول أم علقمة بنت أبي علقمة رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن ابي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت: أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور؟ ثم دعت بخمار فكستها.
وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لما كسي الناس بالقباطين وهي ثياب بيض رقاق من الكتان أعلن قائلا لا تلبسوها نسائكم، فقال رجل يا أمير المؤمنين قد ألبستها امرأتي فأقبلت وأدبرت فلم أره يشف(أي يظهر الجلد)، قال عمر: إن لم يشف فانه يصف أي يلتصق بالجسد فيبرز معالمه.
4- أن لا يكون ضيقاً بحيث يبرز حجم العظم كأن لم يكن عليها لباساً واستدلت بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أسامة بن زيد قال: [كساني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة كانت مما أهدى له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك لا تلبس القبطية؟ فقلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال: مرها أن تجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها]
لذلك العلماء يؤكدون على المرأة المسلمة في لباسها بأن لا يظهر حجم العظم كما لم ترتدِ شيئاً
عدم التشبه بلبس الرجال: تؤكد العيد على أهمية البعد كل البعد عن التشبه بلبس الرجال، تقول: هناك قضية مهمة يجب التنبه لها فالغرب يسعى إلى إضفاء الشرعية على الجنس الثالث (الشواذ) لذلك صنعوا ألبسة يمكن أن ترتديها المرأة والرجل.
واستدلت العيد بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: [لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال والمرأة تلبس لبس الرجل]
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – [ثلاثة لا ينظر الله - عز وجل - إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث} [رواه النسائي]، وفي رواية الإمام أحمد: {لا يدخلون الجنة}.
5- لباس الشهرة: أيضاً من المحاذير لباس الشهرة، فعن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:[ من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة] ولباس الشهرة هو ما رفع الناس أبصارهم إليك سواء كان خسيسا أو نفيسا، فالقضية هنا ليست قضية جمال وإنما مخالفة المألوف
6- الصورة من المحاذير الشرعية في اللباس: تقول " العيد" أنا وأنت نحتاج للملائكة، وكذلك أطفالنا، فلماذا نحرم أنفسنا وإياهم من الملائكة حين نلبس ثياباً فيها صور، وبينت" العيد" أن الطفل حينما يولد يرافقه ملكان "المعقبات"الحفظة وعندما يبلغ يرافقه أربعة المعقبات وملكان عن اليمن والشمال يسجلان ما يقول ويفعل، هذه الملائكة تفارق الإنسان إن لبس ثياباً فيها صور.
وأشارت العيد أن معنا عالم غيبي لا نراه لذا لا يجب أن نجعل الشيطان يستحوذ بنا فتتخلى عنا الملائكة، إذ أن الله جعل للإنسان قرين من الملائكة وقرين من الشيطان، فإذا وضع العبد رأسه قال له الملك اختم بخير فباتت الملائكة تكلؤه
وإن ختم بشر كان الشيطان معه وتخلت الملائكة عنه.
عورة المرأة أمام المرأة:
وأبانت "العيد " نقطة مهمة جداً في قضية عورة المرأة أمام المرأة، بأن أهل العلم عندما تحدثوا على أن عورة المرأة أمام المرأة بين السرة والركبة لم يقصد بها اللباس إنما قضية النظر، أي لا يجوز شرعاً أن تنظر المرأة إلى المرأة ما بين السرة و الركبة، فهي عورة مغلظة لا يجوز النظر إليها إلا للضرورة كمرض مثلاً، وليست القضية قضية لباس، فاللباس نستشفه من مجموع الأدلة الشرعية في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كحديث رسول الله صنفان من أهل النار: [صنفان من أهل النار لم أرهما " فذكر صنفا، وقال عن الصنف الثاني " نساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائل، لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها، وإن ريحها يوجد في مسيرة كذا وكذا]
وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عن أسامة بن زيد قال: [كساني رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قبطية كثيفة كانت مما أهدى له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما لك لا تلبس القبطية؟ فقلت: يا رسول الله كسوتها امرأتي، فقال: مرها أن تجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها]
وقد ثبت عن أهل العلم أن المرأة تخرج عند النساء ومحارمها من الرجال يجوز لها شرعاً ما دعت الحاجة إلى إخراجه في بيتها كمواضع الزينة منها؛ وموضع القلادة من النحر، والخواتم والأساور أي اليد والمعضد أربع أصابع فوق المرفق، الخلاخل أي بداية الساق.
ونصحت " العيد " بقراءة كتاب: إزالة الالتباس عن حكم لباس المرأة المسلمة بين النساء للأستاذة نوف المسمى إذ فيه معلومات وافية حول هذا الموضوع.
وأشارت إلى أن التعري دلالة على نقص الإيمان في القلب، وحذرت من العبارات التي يبرر البعض أخطاءهم بها كـ الجميع يلبسن، هذه الموضة الآن، وتساءلت إذاً كيف يكون التميز، وأين الثبات على المبدأ.
وأكدت على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن التعري فعن ابن عمر-رضي الله عنهما- أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إياكم والتعري فإن معكم من لا يفارقكم إلا عند الغائط، وحين يُفضي الرجل إلى أهله. فاستحيوهم وأكرهم ) وتساءلت العيد: " فأين إكرامك للملائكة؟ "...
وطالبت "العيد" المرأة والفتاة المسلمة على أن تحرص أن يكون في لباسها السمت الصالح الذي يظهر للآخرين انتماءها لهذا الدين صبغة الله، تقول: " واعلمي أنك كلما كنت أكثر ستراً في الدنيا دلالة أن الله سيسارع في كسوتك يوم القيامة وإن أول من سيكسى على رؤوس الأشهاد يوم القيامة إبراهيم - عليه السلام - لأنه أول من لبس السراويل.
وأكدت على أهمية العفة، والحرص على ستر العورات تقول العيد انظروا في هذه الآية: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} تقول: " لقد أسماها الله فتنة".
وطالبت العيد بالتحلي بالحياء، حيث كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشد حياء من العذراء في خدرها.
وتؤكد على أن الحياء من الإيمان، وعلى أن أربع من سنن المسلمين: الحياء والتعطر والسواك والنكاح
وأشارت إلى عائشة - رضي الله عنها - حينما قالت: كنتُ أدخل بيتي الذي فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي فأضع ثوبي فأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر - رضي الله عنه - معهما، و الله ما دخلته إلا وأنا مشدودة عليّ ثيابي حياء من عمر - رضي الله عنه -. - هذا وهو ميت.
وأوصت " العيد" الأمهات بالتوازن بين المنع والمناعة في تعاملها مع بناتها في قضية اللباس، أولاً من ناحية الإقناع وثانياً من حيث إعطائها البديل الأجود بأن تختار لها الثياب الجميلة الأنيقة وما تتطلبه من تكميلات بالإضافة إلى كونها ساترة، أي المزاوجة بين الستر والجمال والأناقة لتجد الفتاة السعادة فيما تلبس ولتكون قدوة حسنة تتمنى أن تقلدها الفتيات فيما ترتدي.
واختتمت العيد محاضرتها بالتشديد على ثلاثة منطلقات:
1- الثبات حول التقوى: من يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ومنها اللباس.
2- اغسلي قلبك وسامحي من ظلمك واعفي
3- تميزي في ملابسك الساترة الجميلة..وكوني مفتاح خير..داعية للخير.