انتقال حمل رسالة السماء من بني إسرائيل إلى أولاد إسماعيل:
عَلِمَ الله تعالى أن اليهود ليست لديهم مؤهلات القيادة الجديدة للبشرية، فاقتضت حكمته البالغة نزع القيادة منهم وطردهم يقول داود عليه السلام : "لماذا رفضتنا يا الله إلى الأبد"[1]، والأمة المؤهلة للقيادة الجديدة وحمل رسالة السماء هي ذرية إسماعيل عليه السلام ، للدلائل التالية:
أولاً: بعد أن فسد بنو إسرائيل ولم يتحملوا أمانة حمل الرسالة كان لا بد من تسليمها لأمة أخرى تقوم بأعباء حمل الرسالة: "فرأى الرب ورذل من الغيظ بَنِيْه وبناته، وقال: أحجب وجهي عنهم، وأنظر ماذا تكون آخرتهم، إنهم جيل متقلب أولاد لا أمانة فيهم، هم أغاروني بما ليس إلهًا، أغاظوني بأباطيلهم، فأنا أغيرهم بما ليس شعبًا، بأمة غبية أغيظهم"[2]، وفي التوراة السامرية: "أنا أغيرهم بغير قوم، بشعب ساقط أكيدهم"[3]، وفي نسخة (الحياة): "سأثير غيرتهم بشعب متوحش، وأغيظهم بأمة حمقاء"، وفي النسخة (العربية المشتركة): "وأكدرهم بقوم جهلاء"، وفي الترجمة القديمة "وبشعب جاهل أغيظهم"[4].
والعبارة توحي أن القيادة ستتحول من بني إسرائيل إلى قومٍ آخرين، وليس من صفات هذا الشعب أنه غبي، ولا ساقط؛ لأن الغبي والساقط لا يتولى القيادة، وإنما هو شعب مبارك، ولكنه أمي ليظهر عظمة الله تعالى في جعل أمة أمية تتعلم وتتولى قيادة العالم، "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ "[الجمعة :٢]، واليهود كانوا ينتقصون المسلمين لأنهم أميون، فأعلمهم الله تعالى أن ذلك فضل منه يؤتيه من يشاء[5]، والمنَّة ظاهرة في اختيار الله للأميين ليجعلهم أهل الكتاب المبين، وليرسل فيهم رسولاً منهم ليرفعهم إلى مقام كريم، ويخرجهم من أميتهم بتلاوة آيات الله عليهم، وتغيير ما بهم، وتمييزهم على العالمين، ويعلمهم الكتاب فيصبحون أهل كتاب، ويعلمهم الحكمة فيدركون حقائق الأمور، ولذلك فالنسخ التي أشارت إلى أنها أمة جاهلة أقرب إلى الحقيقة من القائلة أنها غبية أو حمقاء أو شعب ساقط، وتوحي عبارة نسخة (الحياة) إلى انتقال القيادة إلى أبناء إسماعيل عليه السلام "بشعب متوحش"؛ لأن التوراة تصف إسماعيل عليه السلام : "وإنه يكون إنسانًا وحشيًا"[6]، ولذلك أقول: هذا التلاعب في البشارة الواردة في التوراة من الكتبة، "وليس المراد بالشعب الجاهل اليونانيين كما يُفهم من ظاهر كلام مقدّسهم بولس .... لأن اليونانيين قبل ظهور عيسى عليه السلام بأزيد من ثلاثمائة سنة كانوا فائقين على أهل العالم كلهم في العلوم والفنون"[7].
ثانيًا: يؤكد يعقوب عليه السلام على زوال القيادة من بني إسرائيل: "لا يزول قضيب من يهوذا ومُشْتَرَعٌ من بين رجليه حتى يأتي شِيلُونُ، وله يكون خضوع شعوبٍ"[8]، القضيب أو الصولجان يشير إلى الملك والسلطة الدنيوية، ومشترع أو الشريعة معناها نبوة وتشريع جديد، أما معنى شِيلُونُ، أو شايلوه، فلها عدة معاني:
المعنى الأول: يعتقد أهل الكتاب أن هذا الاسم يشير إلى المسيا الذي يأتي من نسل يهوذا، وأن هذه الكلمة تتكون من ثلاث مقاطع: "شي" و"ل" و"وه"، وشيلون اسم يشير إلى المسيا الذي يأتي من نسل يهوذا، ومعنى العبارة هو: "الذي له"[9]، ويقول مفسرو التوراة في هذه النبوة: "حتى يأتي شيلون، هذه عبارة صعبة، لكن يبدو أن أفضل تفسير هو ذاك الذي يعتبرها نوعًا من الحديث عن المسيا ... فإن الكلمة يمكن أن تترجم (الذي له)"[10].
أما المعنى الثاني لشيلون أو شايلوه، فيعني الهادئ المسلم الأمين، وهذا ينطبق على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان يسمى بالصادق الأمين.
أما المعنى الثالث فقد يكون تحريفًا من (شِلواح) ويعني هذا المصطلح الرسول[11].
ولايمكن أن يقبل تأويل أهل الكتاب أن المسيا من ولد يهوذا وأنه المسيح عليه السلام [12]، للأمور التالية:
1ـ زال الملك والقيادة والشريعة من اليهود ولم يظهر المسيا، يقول الربّي (راكمان): "عندما وجد أعضاء السنهدريم[13] أنفسهم مجردين من الحكم بالحياة والموت، أصابهم الرعب وغطوا رؤوسهم بالرماد، ولبسوا المسوح، وصرخوا: "ويل لأن القضيب قد زال من يهوذا، والمسيا لم يأت"[14].
2ـ يستنبط من قوله: "وله يكون خضوع شعوبٍ" أن هذه البشارة لا تنطبق على سيدنا موسى عليه السلام ؛ لأنه كان أول منظم لقبائل إسرائيل الاثنى عشر، ولا على سيدنا عيسى عليه السلام بوجه من الوجوه، فهو رسول إلى بني إسرائيل فقط: "لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة"[15]، ولم يرسل إلى جميع الشعوب كما في البشارة، ومن جهة أخرى لم تخضع له الشعوب؛ لأن مملكته عليه السلام ليست في الأرض كما أشار إلى ذلك[16]، ولم يقم مملكة، ولم يرسل بتشريع فقد كان على شريعة موسى عليه السلام ، فالذي أرسل إلى الناس عامة وخضعت له الشعوب هو رسول الله صلى الله عليه وسلم " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ " [الأنبياء:١٠٧].
3ـ ظهور شِيلُون يعني زوال الملك والشريعة، وهذا يعني أنه ليس من بني إسرائيل، ولو كان منهم لمازال عنهم بل استمرت فيهم.
4ـ إذا قلنا بصحة البشارة فلا بد أن يكون المسيا قد ظهر؛ لأن القيادة الدينية والرئاسية قد زالت من يهوذا، فيكون المعنى تبقى القيادة الدينية في يهوذا حتى يأتي المسيا، ويكون المسيا الموعود هو محمد صلى الله عليه وسلم ، فتستقيم البشارة، وعلى هذا فهم أمام خيارين، إما أن تكون هذه النبوءة غير صحيحة، أو أنها صحيحة وأن صاحبها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ونخلص إلى أن صاحب هذه البشارة هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي دانت له الشعوب، وهو الذي نسخ شريعة موسى عليه السلام ، وأمته تولت قيادة البشرية .
ثالثًا: موسى عليه السلام يؤكد أن النبي العظيم القادم هو من شعب مبارك من نسل مبارك من ذرية إسماعيل عليه السلام : "أقيم لهم نبيًا من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلمهم بكل ما أوصيه به، ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه، وأما النبي الذي يطغى فيتكلم باسمي كلامًا لم أوصه أن يتكلم به، أو الذي يتكلم باسم آلهة أخرى فيموت ذلك النبي، وإن قلت في قلبك: كيف نعرف الكلام الذي لم يتكلم به الرب، فما تكلم به النبي باسم الرب ولم يحدث، ولم يصرْ فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخفْ منه"[17]، والأوصاف الواردة في هذه البشارة لا تنطبق إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا تنطبق على المسيح ولا على صموئيل النبي[18]، للأدلة التالية:
1ـ أن الذي سيأتي هو نبي، وليس من بني إسرائيل، وإنما هو من بني إسماعيل، "من وسط إخوتهم"، والدليل على أن المقصود هو من ولد إسماعيل عليه السلام حين بُشرت هاجر به أكد لها الملك أنه يعيش أمام إخوته[19]، والمعهود في التوراة إطلاق (الأخ) على ابن العم، من ذلك قول موسى عليه السلام : "أنتم مارون بتخم إخوتكم بني عِيسُو"[20]، وبنو عِيسُو بن إسحاق أبناء عمومة بني إسرائيل، ولو كان النبي الموعود هو المسيح عليه السلام أو صامُوئِيل لقال: نبيًا من أنفسهم، خاصة وأن صامُوئِيل من سبط لاوِي الذي كان منه موسى عليه السلام .
2ـ "أقيم من وسط إخوتهم مثلك"، لم يأتِ نبي من بني إسرائيل مثل موسى عليه السلام كليم الله تعالى بشريعة، وهذا الوصف لا ينطبق على أحد من أنبياء بني إسرائيل؛ لأنهم لم يأتوا بشريعة بل كانوا على شريعة التوراة، ويؤكد هذا ما جاء في التوراة السامرية: "ولا يقوم أيضًا نبي في بني إسرائيل كموسى"[21].
3ـ "وأجعل كلامي في فمه"، إشارة إلى أنه نبي ينزل عليه كتاب، ويكون أميًا حافظًا للكلام، وهذا الوصف لا ينطبق على يوشع لانتفاء كلا الأمرين فيه[22]، ولا ينطبق على عيسى عليه السلام لأنه كان يتعلم في الهيكل، وكان قارئًا وكاتبًا[23]، وهذا الوصف لا ينطبق إلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ " [الجمعة:٢].
4ـ "فيكلمهم بكل ما أوصيه به" دليل على أنه أمين في تبليغ الرسالة، وهذا من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أطلقت عليه قريش لقب الأمين.
5ـ "يكون الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه": دليل على أنه صاحب شريعة وينسخ شريعة موسى عليه السلام ، ولم يأت أحد بشريعة بعد موسى عليه السلام غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
6ـ " فيموت ذلك النبي"، وفي النسخة اليسوعية الحديثة والكاثوليكية: "فليقتل ذلك النبي" بدل "فيموت ذلك النبي"، قال رحمت الله الهندي: "صرح في هذه البشارة بأن النبي الذي ينسب إلى الله ما لم يأمره يُقتل، فلو لم يكن محمد صلى الله عليه وسلم نبيًا حقًا لكان يُقتل، وقد قال الله في القرآن المجيد أيضًا: " وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) [الحاقة:٤٤-٤٦]، وما قُتل بل قال الله في حقه: " وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ " [المائدة:٦٧]، وأوفى وعده، ولم يقدر على قتله أحدٌ حتى لقي الرفيق الأعلى صلى الله عليه وسلم ، وعيسى عليه السلام قُتِل وصُلِب على زعم أهل الكتاب، فلو كانت هذه البشارة في حقه لزم أن يكون نبيًا كاذبًا كما يزعمه اليهود- والعياذ بالله-"[24].
7ـ يخبر عن أمور مستقبلية، وقد تواتر عن الرسول صلى الله عليه وسلم إخباره عن أمور مستقبلية حصلت في زمانه، أو بعد أن التحق بالرفيق الأعلى: عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: (قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَقَامًا مَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلا حَدَّثَ بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاءِ، وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ)[25].
8ـ "يكلمهم بكل ما يوصيه به"، وهو وصف أنه يبلغ جميع ما أوحي إليه، وقد أكد القرآن الكريم ذلك،" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا"[المائدة:٣].
9ـ يقول السموأل بن يحيى مخاطبًا اليهود: فإذا كان المقصود من النبوءة صامُوئِيل، "وأنتم تقولون إن صاموئيل لم يأت بزيادة ولا بنسخٍ ؟! أأشفق من أن لا تقبلوه؟! إنه إنما أرسل ليقوي أيديكم على أهل فلسطين، وليردكم إلى شرع التوراة، ومَنْ هذا صفته فأنتم أسبق الناس إلى الإيمان به؛ لأنه إنما يُخاف تكذيبكم لمن ينسخ مذهبكم، ويغير أوضاع ديانتكم، فالوصية بالإيمان به مما لا يستغنى مثلكم عنه، ولذلك لم يكن لموسى حاجة أن يوصيكم بالإيمان بِنُبوة إرْمِيَا وإشَعْيَا وغيرهما من الأنبياء"[26].
وبقي أن نقول: "إن لم تتحقق هذه النبوة في محمد فإنها تبقى غير متحققة حتى الآن، أما عيسى المسيح فإنه لم يدعُ قط أنه النبي المشار إليه"[27].
رابعًا: يؤكد الوحي النازل على إشَعْيَا هذا التحول ويؤكد على أنه من نسل إسماعيل عليه السلام : "أصغيت إلى الذين لم يسألوا، وُجِدْتُ من الذين لم يطلُبُوني، قلتُ: هأنذا لأمةٍ لم تُسمَّ باسمي، بَسَطتُ يديَّ طول النهار إلى شعبٍ متمردٍ، سائر في طريقٍ غير صالحٍ، وراء أفكارِهِ، شَعْبٍ يُغِيظني بوجهي دائمًا"[28]، فالنص يشير انتقال القيادة إلى أمة لم تسم باسمه (العرب أبناء إسماعيل) ليسوا كاليهود الذين يدعون أنهم أبناء الله تعالى.
خامسًا: يؤكد الوحي النازل على (حَزْقِيَال) على هذا التحول في القيادة البشرية ويظهر في هذا التحول قدرة الله تعالى في جعل أمة ليس فيها نور النبوة يشع فيها النور وتقوم بأعباء القيادة: "أنا الرب وضعتُ الشجرةَ الرفيعة، ورفعتُ الشجرةَ الوضيعة، ويَبَّسْتُ الشجرةَ الخضراءَ، وأفْرَخْتُ الشجرةَ اليابسةَ، أنا الرب تكلمتُ وفعلتُ"[29]، كان اليهود يفتخرون على العرب بأنهم أهل كتاب وفيهم النبوة، فهم الشجرة الرفيعة، بينما كانوا ينظرون إلى العرب بازدراء فهم الشجرة الوضيعة، والشجرة الخضراء إشارة إلى بني إسرائيل حيث كانت فيهم النبوة ثم انقطعت، بينما الشجرة اليابسة هم أبناء إسماعيل لم تكن فيهم نبوة بعد إسماعيل ثم ظهرت فيهم النبوة، وهذا النص فيه إشارة إلى مشرق أنوار النبوة.
سادسًا: يؤكد عيسى عليه السلام أن الأمة الجديدة التي ستتولى قيادة البشرية تسير على النهج الذي رسمه الله تعالى لها ليست مثل اليهود تنقض عهد الله تعالى: "أقول لكم: إن ملكوت الله يُنزع منكم ويُعطى لأمة تعمل أثماره"[30]، "قالت له المرآة: يا سيد أرى أنك نبي، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إن في أورشليم الموضع الذي ينبغي أن يسجد فيه، قال لها يسوع: يا امرأة صدقيني إنه تأتي ساعة لا في هذا الجبل، ولا في أورشليم تسجدون للآب... ولكن تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق"[31]، "ويُعطى لأمة تعمل أثماره": إلى أمة تسير وفق منهج الله تعالى.
بولس يستشهد بهذه البشارات على انتقال القيادة إلى اليونان باعتبارهم الأمة التي ستحمل إرث المسيح من غير وجود قرينة أو دليل[32]، فالنص لا ينطبق عليهم لا من قريب ولا من بعيد، ولا أخاله يحتاج إلى دليل لإثبات ادعائه فهو الذي غير دين عيسى عليه السلام رأساً على عقب.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - (مزامير) 74: 1 .
[2] - تثنية، 32: 19 ـ 21 .
[3] - تثنية، 32: 21 .
[4] - التوراة ترجمة عربية عمرها أكثرمن ألف عام، سفر الاستثناء،32. ص/460.
[5] - راجع ابن عاشور ،التحرير والتنوير، 13/ 208 ـ 209 .
[6] - تكوين، 16: 12 .
[7] - رحمة الله الهندي ،إظهار الحق، 4/ 133.
[8] - تكوين، 49 : 10 .
[9] - راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 536.
[10] - التوراة السامرية، ص/ 410، نقلاً من، المجلة الأولى ـ تفسير الكتاب المقدس لجماعة من اللاهوتيين، برئاسة الدكتور فرنسيس دافيدسن، طبعة بيروت، ص/ 410.
[11] - راجع عبد الأحد داود، محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتاب اليهود والنصارى، ص/ 42 ـ 46 .
[12] - راجع السقا، البشارة بنبي الإسلام، 1/ 155.
[13] - سَنهَدريم: مجلس اليهود الكبير، وقد أطلق المؤرخون هذا الاسم على هذا المجلس باعتباره المحكمة العليا للأمة اليهودية، وكان السنهدريم يمثل الشعب أمام الرومان ويتكون من واحد وسبعين عضواً، وقد قبض مجلس السنهدريم على المسيح وحاكمه، وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70م، وذلك بعد خراب أورشليم. راجع، قاموس الكتاب المقدس، ص/ 489 .
[14] - دائرة المعارف الكتابية، (شيلون)
[15] - متى، 15: 24 .
[16] - يوحنا، 18 : 36 .
[17] - التثنية، 18: 18ـ 22.
[18] - راجع ابن قيم الجوزية، هداية الحيارى، ص/ 119 ـ 120 . و ابن المزين، إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، ص/ 32ـ 33.
[19] - راجع تكوين، 16: 12 .
[20] - تثنية، 2: 4 .
[21] - تثنية، 34 : 10 .
[22] - راجع رحمة الله الهندي، إظهار الحق، 4/ 1120 ـ 1121.
[23] - راجع لوقا، 4: 16 .
[24] - الهندي، رحمت الله ، إظهار الحق، ج4، ص 1124ـ1125.
[25] - رواه مسلم في صحيحه: الفتن وأشراط الساعة/ 6، ح(2891) ، 4/ 2217.
[26] - السموأل بن يحيى ،إفحام اليهود، ص/ 112 ـ 113 .
[27] - عبد الأحد داود، محمد صلى الله عليه وسلم كما ورد في كتاب اليهود والنصارى، ص/ 10.
[28] - إشعيا،65: 1 ـ 3 .
[29] - حزقيال، 17: 24 .
[30] - متى، 21 : 43 .
[31] - يوحنا، 4: 19ـ 23.
[32] - راجع، رسالة بولس إلى أهل رومية، 10 : 10 ـ 21.