علاج العين
علاج الإصابة بالعين أقسام:
القسم الأول : قبل الإصابة وهو أنواع:
1- التَّحَصُّنُ وَتَحْصِينُ مِنْ يُخَافُ عَلَيْهِ بِالأَذْكَارِ، والدَّعَوَاتِ، وَالتَّعَوُّذَاتِ الْمَشْرُوعَةِ، كَمَا فِي الْقِسْمِ الأَوَّلِ مِنْ عِلاَجِ السِّحْرِ([1]).
2- يَدْعُو مَنْ يَخْشَى أَوْ يَخَافُ الإِصَابَةَ بِعَيْنِهِ - إِذَا رَأى مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ، أَوْ وَلَدِهِ، أَوْ أَخِيهِ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يُعْجِبُهُ – بِالْبَرَكَةِ، فيقول: ((مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَيْهِ))؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ r: ((إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ))([2]).
3- سَتْرُ مَحَاسِنِ مَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ الْعَيْنُ([3]).
الْقِسْمُ الثَّانِي: بَعْدَ الإِصَابَةِ بِالْعَيْنِ وَهُوَ أَنْوَاعٌ:
1- إِذَا عُرِفَ الْعَائِنُ أُمِرَ أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَغْتَسِلَ مِنْهُ الْمُصَابُ بِالْعَيْنِ([4]).
2- الإِكْثَارُ مِنْ قِرَاءَةِ: ]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَالأَدْعِيَةِ الْمَشْرُوعَةِ فِي الرُّقْيَةِ مَعَ النَّفْثِ وَمَسْحِ مَوْضِعِ الأَلَمِ بِالْيَدِ الْيُمْنَى كَمَا فِي النَّوْعِ الثَّانِي مِنْ عِلاَجِ السِّحْرِ فَقْرَةِ ((ج)) مَنْ رَقْمِ 1- 11([5]).
3- ((يَقْرَأُ فِي مَاءٍ مَعَ النَّفْثِ ثُمَّ يَشْرَبُ مِنْهُ الْمَرِيضُ، وَيَصُبُّ عَلَيْهِ الْبَاقَي([6])، أَوْ يَقْرَأُ فِي زَيْتٍ وَيَدَّهِنُ بِهِ))([7])، وَإِذَا كَانَتِ الْقِرَاءَةُ فِي مَاءِ زَمْزَمَ كَانَ أَكْمَلَ إِنْ تَيَسَّرَ([8])، أَوْ مَاءِ السَّمَاءِ([9]).
4- لاَ بَأْسَ أَنْ تُكْتَبَ لِلْمَرِيضِ آيَاتٌ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ تُغْسَلَ وَيَشْرَبَهَا([10])، وَمِنْ ذَلِكَ الْفَاتِحَةُ، وَآيَةُ الْكُرْسِيِّ، وَالآيَتَانِ الأخِيرَتَانِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ))، وَالْمُعَوِّذَتَانِ، وَأَدْعِيَةُ الرُّقْيَةِ كَمَا فِي النَّوْعِ الثَّانِي مِنْ عِلاَجِ السِّحْرِ، فَقْرَةِ ((ب))، و((ج))، مِنْ رَقْمِ 1- 11([11]).
الْقِسْمُ الثَّالِثُ: عَمَلُ الأَسْبَابِ الَّتِي تَدْفَعُ عَيْنَ الْحَاسِدِ، وَهِيَ عَلَى النَّحْوِ الآتِي:
1- الاسْتِعَاذَةُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهِ.
2- تَقْوَى اللَّهِ وَحِفْظُهُ عِنْدَ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ سبحانه و تعالى: «احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ»([12]).
3- الصَّبْرُ عَلَى الْحَاسِدِ، وَالْعَفْوُ عَنْهُ، فَلاَ يُقَاتِلُهُ، وَلاَ يَشْكُوهُ، وَلاَ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِأَذَاهُ.
4- التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ، فَمَنْ يَتَوَكَّلُ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.
5- لاَ يَخَافُ الْحَاسِدَ، وَلاَ يَمْلأُ قَلْبَهُ بِالْفِكْرِ فِيهِ، وَهَذَا مِنْ أَنْفَعِ الأَدْوِيَةِ.
6- الإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ، وَالإِخْلاَصُ لَهُ، وَطَلَبُ مَرْضَاتِهِ سُبْحَانَهُ.
7- التَّوْبَةُ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لأَنَّهَا تُسَلِّطُ عَلَى الإِنْسَانِ أَعْدَاءَهُ: ]وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ[([13]).
8- الصَّدَقَةُ وَالإِحْسَانُ مَا أَمْكَنَ؛ فَإِنَّ لِذَلِكَ تَأْثِيرَاً عَجِيبَاً فِي دَفْعِ الْبَلاَءِ، وَالْعَيْنِ، وَشَرِّ الْحَاسِدِ.
9- إِطْفَاءُ نَارِ الْحَاسِدِ، وَالْبَاغِي، وَالْمُؤْذِي بِالإِحْسِانِ إِلَيْهِ، فَكُلَّمَا ازْدَادَ لَكَ أَذَىً وَشَرَّاً وَبَغْيَاً وَحَسَدَاً، ازْدَدْتَ إِلَيْهِ إِحْسَانَاً، وَلَهُ نَصِيحَةً، وَعَلَيْهِ شَفَقَةً، وَهَذَا لاَ يُوَفَّقُ لَهُ إِلاَّ مَنْ عَظُمَ حَظُّهُ مِنَ اللَّهِ.
10- تَجْرِيدُ التَّوْحِيدِ، وَإِخْلاَصُهُ لِلْعَزِيزِ الْحَكِيمِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ شَيْءٌ، وَلاَ يَنْفَعُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ سُبْحَانَهُ، وَهُوَ الْجَامِعُ لِذَلِكَ كُلِّهِ، وَعَلَيْهِ مَدَارُ هَذِهِ الأَسْبَابِ، فَالتَّوْحِيدُ حِصْنُ اللَّهِ الأَعْظَمُ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كَانَ مِنَ الآمِنِينَ.
فَهَذِهِ عَشْرَةُ أَسْبَابٍ يَنْدَفِعُ بِهَا شَرُّ الْحَاسِدِ، وَالْعَائِنِ، وَالسَّاحِرِ([14]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) انظر: ما تقدم في علاج السحر من هذا الكتاب.
([2]) موطأ مالك، 2 / 938، وابن ماجه، 2 / 1160، برقم 3509، وأحمد، 4 / 447 برقم 15700، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه، 2 / 265. وزاد المعاد، 4/ 170، والصارم البتار في التصدي للسحرة والأشرار للشيخ وحيد عبد السلام، ص 229- 252 .
([3]) انظر: شرح السنة للبغوي، 13/ 116، وزاد المعاد، 4/ 173.
([4]) انظر: سنن أبي داود، 4/ 9، برقم 5056، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 6/ 61، وزاد المعاد، 4/ 163، وانظر: الوقاية والعلاج من الكتاب والسنة لمحمد بن شايع، ص 144-147.
([5]) انظر: ما تقدم من علاج السحر من هذا الكتاب.
([6]) سنن أبي داود، 4 / 10، برقم 3885، فعل ذلك r لثابت بن قيس. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود، برقم 836.
([7]) مسند أحمد، 3/ 497، برقم 16055 ، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، 1/ 108، برقم 379 .
([8]) انظر : ما تقدم في المقدمة، في النوع الرابع من علاج السحر، في هذا الكتاب .
([9]) انظر : النوع الرابع من علاج السحر، في هذا الكتاب. .
([10]) انظر: زاد المعاد لابن القيم،4/ 170، وفتاوى ابن تيمية، 19/64.
([11]) انظر: النوع الثاني من علاج السحر، في هذا الكتاب.
([12]) الترمذي، برقم 2516، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 309.
([13]) سورة الشورى، الآية: 30.
([14]) انظر: بدائع الفوائد لابن القيم، 2/ 238- 245.