اسمه وكنيته:
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري. أبو المنذر وأبو الطفيل.
صفته:
عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله قال: كان أبي رجلاً دحداحاً يعني ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير. وعن ابن عباس بن سهل قال: كان أبي أبيض الرأس واللحية.
بعض فضائله:
قال الحافظ الذهبي: شهد العقبة وبدراً، وجمع القرآن في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - وعرض على النبي - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه علماً مباركاً، وكان رأساً في العلم والعمل، - رضي الله عنه -.
قال ابن حجر : سيد القراء، كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدراً والمشاهد كلها، قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- :( ليهنك العلم أبا المنذر) . وقال له: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك) . وكان عمر يسميه سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أبي. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا، قال الواقدي: وهو أول من كتب للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وأول من كتب في آخر الكتاب، وكتب فلان بن فلان، وكان ربعة أبيض اللحية، لا يغير شيبه، وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات. وأبو أيوب وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد وأبو موسى، وابن عباس وأبو هريرة، وأنس وسليمان بن صرد، وغيرهم.
قال أنس: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي بن كعب : (إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ). وفي لفظ: ( أمرني أن اقرئك القرآن ). قال: الله سماني لك؟! قال: ( نعم ). قال: وذكرت عند رب العالمين؟ قال: ( نعم ). فذرفت عيناه. ولما سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أبياً عن أي آية في القرآن أعظم فقال أبي :{اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ }. البقرة(255). ضرب النبي- صلى الله عليه وسلم- في صدره وقال: ( ليهنك العلم أبا المنذر) قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي.
وقال ابن عباس: قال أبي لعمر بن الخطاب: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل - عليه السلام - وهو رطب. وقال ابن عباس: قال عمر أقضانا علي، وأقرأنا أبي ، وإنا لندع من قراءة أبي، وهو يقول: لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وقد قال الله -تعالى-: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (106) سورة البقرة. وروى أبو قلابة عن أنس -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أقرأ أمتي أبي ) .
وعن أبي سعيد قال: قال أبي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جزاء الحمى؟ قال :( تجري الحسنات على صاحبها ). فقال: "اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجاً في سبيلك، فلم يمس أبي قط إلا وبه الحمى. قلت ملازمة الحمى له حرفت خلقه يسيراً. ومن ثم يقول زر بن حبيش : كان أبي فيه شراسة. قال أبو نضرة العبدي قال: رجل منًّا يقال له جابر أو جويبر : طلبت حاجة إلى عمر وإلى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر فقال: إن الدنيا فيها بلاغنا، وزادنا إلى الآخرة، وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة، فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
وعن موسى بن علي عن أبيه أن عمر خطب بالجابية فقال: من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيداً، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذاً، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني خازناً وقاسماً.
وعن أبي العالية قال: كان أبي صاحب عبادة فلما احتاج الناس إليه ترك العبادة وجلس للقوم. وفي سنن أبي داود أن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - جمع الناس على أبي بن كعب في قيام رمضان، فكان يصلي بهم عشرين ركعة، وقد كان أبي التقط صرة فيها مائة دينار فعرفها حولاً وتملكها. وذلك في " الصحيحين ". ولأبي في الكتب الستة نيف وستون حديثاً.. وله- رضي الله عنه - عند بقي بن مخلد مئة وأربعة وستون حديثاً، منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث، وانفرد البخاري بثلاثة، ومسلم بسبعة.
وفاته:
اختلف في تاريخ وفاته، قال بن أبي خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبي بن كعب سنة عشرين، أو تسع عشرة . وقال الواقدي: ورأيت آل أبي وأصحابنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين. وقال: وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقاويل. وقال بن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر. قلت: وصحح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن رز بن حبيش لقيه في خلافة عثمان. وروى البغوي عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة. وقال بن حبان: مات سنة ثنتين وعشر.
مصادر الترجمة:
السير (1/389). والإصابة (1/19). وحلية الأولياء (1/250 – 256). وأسد الغابة(1/61). وشذرات الذهب (1/32- 33). وطبقات القراء (1/31).