أخرج عبد الرزاق في مصنفه فقال: عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصاً أبيض فقال: أجديد قميصك هذا أم غسيل فقال: بل غسيل فقال: البس جديداً وعش حميداً ومت شهيداً ويرزقك الله قرة في الدنيا والآخرة قال: وإياك يا رسول الله.
* درجة الحديث:
الحديث بمجموع طرقه حسن.
قال لحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في نتائج الأفكار في تخريج الأحاديث الأذكار 1/136-137 هذا حديث حسن غريب لكن أعله النسائي فقال: هذا حديث منكر أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، قال الحافظ: وجدت له شاهداً مرسلاً أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل بنحو رواية أحمد، وأبو الأشهب اسمه جعفر بن حيان العطاردي وهو من رجال الصحيح وسمع من كبار التابعين وهذا يدل على أن للحديث أصلا وأقل درجاته أن يوصف بالحسن.
* تحقق النبوءة:
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد عاش سيدنا عمر رضي الله عنه حميداً ومات شهيداً وتفصيل شهادته رضي الله عنه أنه كان للمغيرة بن شعبة رضي الله عنه عبد مجوسي يسمى أبا لؤلؤة وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة رضي الله عنه يأخذ منه كل يوم أربعة دراهم فلقي أبو لؤلؤة عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إن المغيرة قد أثقل على غلتي فكلمه يخفف عني فأرسل عمر إلى المغيرة رضي الله عنهما فدعاه وأوصاه بغلامه ثم إن أبا لؤلؤة عاد إلى عمر رضي الله عنه ثانية وثالثة فشكى إليه المغيرة فقال له عمر رضي الله عنه إني قد أوصيته بك فاتق الله عز وجل وأطع مولاك فغضب وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري فأضمر على قتله فاصطنع له خنجراً له رأسان وشحذه وسمه ثم أقبل حتى دخل المسجد متنكراً وذلك يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين من الهجرة في وقت الفجر فأذن عمر رضي الله عنه وأقام الصلاة فلما كبر وكبر لناس معه بدر أبو لؤلؤة من الصف والخنجر بيده وضرب عمر رضي الله عنه ست طعنات إحداهن تحت سرته وهي التي قتلته وهكذا تحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: « مت شهيداً» رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
- نبوءات الرسول عليه الصلاة والسلام ما تحقق منها وما يتحقق: فضيلة الدكتور محمد ولي الله عبدالرحمن الندوي.