عربي English עברית Deutsch Italiano 中文 Español Français Русский Indonesia Português Nederlands हिन्दी 日本の
  
  

تحت قسم المنهاجُ النَّبويُّ في تربية الأطفال_علي بن نايف
الكاتب علي بن نايف الشحود
تاريخ الاضافة 2010-03-02 01:19:37
المقال مترجم الى
Русский   
المشاهدات 5302
أرسل هذه الصفحة إلى صديق باللغة
Русский   
أرسل الى صديق اطبع حمل المقال بصيغة وورد ساهم فى دعم الموقع Bookmark and Share

   

 

شَتَمَ الصغيرُ أخاه، غَضِبَ الأبُ، وقام لِيضرِبَ الصغير، فبكى الصغير معتذِرًا عما فَعَلَ؛لكن الأب ظلَّ غاضبًا متجَهِّمًا طوال اليوم، ورَفَضَ أن يتحدث معه

وفي الفصل أخطأ التلميذ فعاقبه المدرِّس وظلَّ غاضبًا طوال الحِصَّةِ، لم يبتسمِ ابتسامَةً واحدة رغم اعتذار التلميذ عمَّا فعل، أوِ اعترافه بخطئه، هذا هو ما قصدناه بضبط النفس أن تغضب ولكن ليس من قلبك، وتُعاقِبَ بمزاجك، تُعاقِبُ وأنت تهدُف من وراء العقاب شيئًا، وهو التربية؛أي تَغْيِير السلوك؛ولكن لا تكتشف بعد العقاب أنَّك غضبت كثيرًا، وعاقبت بشدة أكثر مما يستحقُّ السلوكُ الخطأ الذي فَعَلَهُ الصغير، وأنك عاقبتَ أصلاً كردِّ فعلٍ سريعٍ للخطأ ولم تنوِ قبل العقاب أن تغير من سلوك الصغير، وبالتالي فقد عاقبتَ بالغضب والصِّيَاح بدلاً من التصحيح الهادئ أوَّلاً، أو ضربتَ وكان الأَوْلَى أن تُظْهِر الغضب فقط، ليس هذا فحسب؛بل مِن ضبط النفس أيضًا أن تغضب فإذا ما اعترف الصغير بخَطَئِهِ فيتلاشى غضبكَ على وجه السرعة، ويتحوَّل إلى ابتسامة رقيقة، وكذلك تتحوَّل الابتسامةُ إلى تَجَهُّم عند الخطأ، وسرعان ما يزول التجهُّم، وهكذا دون أن يُؤَثِّرَ ذلك في القلب؛لِيُرَبِّيَ الكبيرُ الصغير، وليس العكس، فيتحكَّم الصغير في حركاته وسكناته، ابتسامِهِ وتَجَهُّمِهِ، جِدِّهِ ولَعِبِهِ.

 إنّ الغضب والعصبية الجنونية من الصفات السلبية في العملية التربوية ؛بل كذلك من الناحية الاجتماعية، فإذا ملك الإنسان غضبه، وكظم غيظه، كان ذلك فلاحا له ولاولاده؛والعكس بالعكس.

 

ومن صفات المربي الناجح أما كان أو أبا أو من يقوم مقامهما البعد عن الغضب لما له من آثار سلبية في العملية التربوية، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ -  صلى الله عليه وسلم - أَوْصِنِى.قَالَ « لاَ تَغْضَبْ ».فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ « لاَ تَغْضَبْ »[1] ..

وعَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ وَهُوَ جَارِيَةُ بْنُ قُدَامَةَ، أَنَّهُ قَالَ:يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي قَوْلاً يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهِ، وَأَقْلِلْ لَعَلِّي لاَ أُغْفِلُهُ، قَالَ:لاَ تَغْضَبْ فَعَادَ لَهُ مِرَارًا، كُلُّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ  صلى الله عليه وسلم :لاَ تَغْضَبْ.[2]

كذلك اعتبر صلى الله عليه وسلم الشجاعة هي القدرة على عدم الغضب؛فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ  صلى الله عليه وسلم  قَالَ :« لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ » [3].وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه سلم :لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ قَالُوا:فَمَنِ الشَّدِيدُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ:الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ.[4] 

-----------------------------------

[1] - صحيح البخارى- المكنز - (6116 )

[2] - صحيح ابن حبان - (12 / 502)(5689) صحيح

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رضي الله عنه :قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم  لاَ تَغْضَبْ أَرَادَ بِهِ أَنْ لاَ تَعْمَلَ عَمَلاً بَعْدَ الْغَضَبِ مِمَّا نَهَيْتُكَ عَنْهُ،لاَ أَنَّهُ نَهَاهُ عَنِ الْغَضَبِ،إِذِ الْغَضَبُ شَيْءٌ جِبِلَّةٌ فِي الإِنْسَانِ،وَمُحَالٌ أَنْ يُنْهَى الْمَرْءُ عَنْ جِبِلَّتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا،بَلْ وَقَعَ النَّهْيُ فِي هَذَا الْخَبَرِ عَمَّا يَتَوَلَّدُ مِنَ الْغَضَبِ مِمَّا ذَكَرْنَاهُ.صحيح ابن حبان - (12 / 503)

[3] - صحيح البخارى- المكنز - (6114 ) وصحيح مسلم- المكنز -(6809)

[4] - مسند أحمد (عالم الكتب) - (3 / 112) (7640) 7628- صحيح




                      المقال السابق                       المقال التالى




Bookmark and Share


أضف تعليق